هكذا لقبه أنصار غلطة سراي “زياش بيه” مثلما يلقب الأشقاء المصريون وجهاءهم وأكابرهم وشخصياتهم بكلمة “يا بيه”. وللقب الذي خرج عنوة من صياح أنصار غلطة سراي في كل جنبات الملعب الذي اشتعل بقنابل زياش، وكأنه أعاد لهم الروح بعد الخسارة وحولها لريمونطادا تاريخية أمام ألمان يونايتد في لقاء التشنجات وعقد الأهداف الإنجليزية التي أسكتت الحناجر التركية مؤقتا. وأن ينال زياش أفضل لاعب في مباراة عصبة الأبطال وأول مغربي يعانق هذا الإنجاز الفخري بهدية كأس زجاجية، فهو من قبيل عظمة الكرة والمستوى العالي الذي فجر به قلوب وأنصار غلطة سراي التركي لا في الملعب فقط، بل وفي كل البيوت التي حملت قمصان غلطة سراي الجنوني، ولكم أن تتصوروا كيف لملعب اجتاحه القميص الليموني وهيستيريا الأفراح بالدولي زياش، ليس لأنه سجل وأدخل الفرحة في قلوبهم، ولكن لأنه دخل قلوب الجماهير عنوة  عندما كان صانعا لملحمة المغرب والعرب في مونديال قطر، وها هو يعانقهم عن قرب بمدينتهم وملعبهم وحاراتهم في تلاحم أقل ما يقال عنه أنه في وطنه الثاني. 
أفتخر وقل أنا مغربي بسفرائنا الكبار في المحافل الكروية، ولا تقل ولا تنتقد (ممن يمارسون التحليل الشعبوي) أن لاعبين في البطولة الوطنية أفضل من زياش. والحال أن كثرة اللغط من لعاب ولسان بعض المتسلطين يفسد الإعلام، مثلما قال أحد الأشخاص «ماذا يفعل عبد الكبير عبقار في المنتخب» والحال أن المنتخب المغربي بكامل نجومه المحترفين هو من أسس أعظم ملحمة تاريخية في المونديالات التي سبقت الإنجاز الوحيد إلى دور الثمن، ولم يؤسسها أي كان لكون هرم كرة القدم المغربية من 2004 إلى اليوم أصبح مقلوبا من هوية المنتوج المحلي إلى المنتوج الإحترافي الأوروبي بصولة لا نقاش فيها. وأقولها بصراحة ليس لكون جريدة المنتخب تهتم منهجيا بالمحترفين المغاربة منذ أمد بعيد، ولكنها بؤرة لتنشيط الهوية المغربية لجالياتنا التي تعطينا الرجال في أعظم الأندية الأوروبية حتى يكون المحللون على درجة من الإحترام لهؤلاء وليس لانتقادهم كلما اهتز عرش الأسود بخسارة ما بعد المونديال. 
أحببتم أم كرهتم، زياش الذي لم يكن مؤهلا ليلعب بإنجلترا بحكم اكتشاف بطولة صارمة صعب أن يكون فيها شخصية حاضرة كل أسبوع ودون أن يكمل أي مباراة لإيقاعها الساخن والمرتفع، لا يهم بقدر ما يهم ما يفعله اليوم وغدا مع الأسود. ويكفي أن يسعد أنصار غلطة سراي في ملعبهم وبيوتهم ويرددون إسم زياش أفضل من أن يردده بعض الأصوات التي تهذي وتشتري الشعبوية لخلق «البوز»، ولا يكفي حتى دعاة التواصل الإجتماعي من أن زياش يقدم مباراة عمر واحدة وينام، ولكن الحقيقة أن الكلام واللسان الطويل هو من باب الهذيان لكون زياش عاد بالفعل ليسجل قنبلة أخرى في البطولة أول أمس السبت بهدف جميل نرجو الله أن يحرس هذا الفتى من عين المتربصين له مثلما يتربصون لكل الأسود والركراكي. 
نهاية ..أقول للأصوات التي تخلق البولميك والجدل، ليس لنا في المغرب فريق وطني كبير من البطولة، ولو ساد هذا الأمر بالعكس، فلنترك المحترفين جانبا، ولنلعب كأس العالم وكأس إفريقيا برجال البطولة. وسأكون أنا اليوم هو من يخلق هذا البولميك لأني قلتها ألف مرة لرؤساء الأندية الوطنية، ليس لكم ظهير أيسر من 16ناديا على أعلى مستوى  للفريق الوطني، وقس على ذلك كل المراكز حتى الوصول إلى رأس الحربة. فأين هو الفريق الوطني من البطولة باستثناء أقلية إلا من رحم ربي. لكون التكوين القاعدي ميت بموت وارادة العقول المسيرة والتقنية. 
قولوا مع الأتراك “زياش بيه” و“أسود أبهات”.