لماذا تعلق الجماهير المغربية آمالا كبيرة على إبراهيم دياز لتراه عن قريب يرتدي قميص أسود الأطلس؟ ولماذا يجعل المدرب والناخب الوطني وليد الركراكي من إبراهيم هدفا في حد ذاته؟ بالقطع، ليس لسواد عيونه، ولا لأنه يلعب لنادي كبير ومرجعي إسمه ريال مدريد، ولكن لأنه يمثل الإنعطافة التي يرجوها وليد الركراكي، ونرجوها جميعا لإكساب الهجوم المغربي القوة الإنفجارية التي تغيب عنه، بدليل ما تفضحه الأرقام والإحصائيات التي ورثها الفريق الوطني من كأسه الإفريقية الأخيرة، التي كان فيها الأقل تهديفا قياسا بالكم الهائل للفرص المصنوعة من البناءات الهجومية.
هناك من سيقول أن هذا الكلام قلناه ذات سنة عن منير الحدادي، وكان يومها لاعبا بصفوف برشلونة، وقد كسرت الجامعة بندا للفيفا يتعلق بتغيير الجنسية الرياضية، لتأتي به إلى الفريق الوطني، هو من لعب للمنتخب الإسباني الأول، وفي النهاية ماذا جلب لنا منير الحدادي؟ رقميا الحصيلة صفر.

لكن ما يوجد من إختلافات تقنية وكروية بين منير الحدادي وإبراهيم دياز، هو ما يقول باستحالة عقد المقارنات، وقد كنت شخصيا، وما زلت، أثق بأن إقناع إبراهيم دياز باللعب للفريق الوطني، هو من لعب مرة واحدة لا غير مع منتخب لاروخا، سيمكن الفريق الوطني من لاعب بمهارات تقنية وذكاء تكتيكي وسلوك إحترافي وفكر خلاق، لذلك أتفق تماما أن إبراهيم دياز سيكون رافعة أساسية لمشروع كروي يمكن أن يؤهل الفريق الوطني بشكل كامل لكي يكون منافسا على اللقب الإفريقي عندما نستضيف النسخة القادمة للكان سنة 2025. إلى الآن لا شيء، من هذا حدث، فلا إبراهيم دياز تفاعل مع الأخبار التي رددتها صحيفتا «ماركا» و«أس» وهما معا تفرضان ضغطا قويا لثني إبراهيم دياز عن تغيير البوصلة، وتحمس لوضعه في اللائحة الموسعة لمنتخب لاروخا المقبل على وديتين أمام كولومبيا والبرازيل، ولا الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي تفرض طوقا من السرية على تعاطيها مع الملف، نطقت بكلمة واحدة، وكل ما قاله عضو نافذ داخل الجامعة، أن من يجب أن ينطق بالقرار النهائي، هو أصلا من يملكه، ومن هو معني بالقرار النهائي، إبراهيم دياز بلا أدنى شك.

إلا أن ما نقل الصحافة الإسبانية برمتها من حالة اليقين، بأن إبراهيم دياز سيكون سعيدا بوضعه من طرف الناخب الإسباني لويس دي لافوينطي في اللائحة الموسعة للاروخا، إلى حالة اليقين المضاد بأنه يتحرك فعلا نحو تغيير جنسيته الرياضية، ليلعب مستقبلا للفريق الوطني، هو ما تحرت عنه من أخبار أكيدة، تقول بأن إبراهيم دياز يباشر منذ أيام إجراءات الحصول فعلا على الجنسية المغربية، التي هي الشرط الأساسي لتغيير الجنسية الرياضية، ولعله في ذلك تجاوب مع الضغط القوي الذي مارسه عليه فوزي لقجع رئيس الجامعة.

مؤكد أن لقجع بوصفه رئيسا للجنة المنتخبات الوطنية، هو من يدبر مثل هذه الملفات الثقيلة التي تتعلق بلاعبين إقتنع بهم وليد من ذوي الجنسيات المزدوجة، ويتوجب حسم وضعياتهم الإدارية، لذلك فهو يحتفظ بالخلفية وبالتفاصيل، ويعرف يقينا إن كان إبراهيم دياز قد اقتنع باللعب مستقبلا للفريق الوطني، إلا أن ذلك لا يمكن أن يكون باستحضار ما تصر عليه الصحافة الإسبانية، من أن الجامعة تضغط بشكل قوي على اللاعبين، وأنها تسخر كل الوسائل للإقناع، بل إنها تجعل من ملفات بعض الأندية قضية دولة، لا لشيء، سوى أن قميص الفريق الوطني غير قابل للمساومة من أي نوع، ومن يقبل بدخول عرين أسود الأطلس، فإنه يفعل ذلك برضا خاطر وباقتناع كامل بسلامة القرار، لأنه شرف لأي لاعب من أي طينة كان، أن يصبح عضوا داخل فريق هو رابع العالم، وهذا بالتأكيد ما يجعل إبراهيم دياز قريبا من عرين الأسود أكثر من أي وقت مضى.