مع النهاية السعيدة التي توقعناها منذ فترة لملف لاعب ريال مدريد إبراهيم دياز، والرجل الحامل للجذور المغربية يقرر حمل الجنسية الرياضية المغربية التي تدخله من اليوم عرين أسود الأطلس، يكون من الضروري أن نجيب على سؤال الحماسة التي أبديناها جميعا للقرار التاريخي والجريء الذي اتخذه نجم الفريق الملكي، بالخروج كلية من قلعة لاروخا للدخول لعالم المنتخب الوطني، وأيضا على سؤال القيمة المضافة التي سيأتي بها إبراهيم دياز.
طبعا ما تحمس المغاربة لقرار إبراهيم دياز بارتداء القميص الوطني، إلا لأنهم عرفوا ما يجتمع فيه من ملكات ومواهب وقدرات رهيبة على إبداع الحلول الهجومية، ملكات قلما تجتمع في لاعب آخر، ولأنها اجتمعت فيه هو بالذات، فإنه اليوم موجود في فريق كبير بقيمة ريال مدريد الإسباني، هو من تألق بلا حدود في سنوات الإعارة الثلاث مع نادي ميلان الإيطالي.
من هنا، نجد لسعي المدرب والناخب الوطني وليد الركراكي لضمه إلى العرين منذ مدة، مبررا، فوليد تحدث للرجل وهو مع الميلان، وعرض عليه مشروعه الكروي الذي يوجد إبراهيم في صلبه، ولكنه ما ضغط عليه وما فصَّل الحديث عنه ولا أفشى ولو لمرة ما دار بينهما من حوار، كلما سئل عنه في خرجاته الإعلامية، فعلى غرار الجامعة التي أبقت الموضوع طي الكتمان، وفي ذلك كانت في قمة الذكاء والدهاء، ترك وليد إبراهيم يقلب الموضوع من كل جوانبه، ليحصل لديه الإقتناع، لطالما أن الخطوة محمولة على الكثير من المخاطر والتحديات، التي لا يعرف لها جنسا وشكلا غير اللاعبين من ذوي الجنسيات المختلطة والذين يعلنون على الملأ انضمامهم للفريق الوطني.
ويقدر لابراهيم دياز أن يكون قد كشف بطريقة غير مباشرة عن القرار الذي حرك الإعلام الإسباني ليقر بالوجع وبجرح الكبرياء، في توقيت إستراتيجي بالنسبة لأسود الأطلس، فهم خارجون لتوهم منكسرين ومحبطين، من كأس إفريقية للأمم دخلوها مرشحين فوق العادة للظفر بلقبها، ومن أهم أوراش المرحلة، تغيير منظومة اللعب بإعطاء الشق الهجومي قيمته في التنشيط التكتيكي، لتجاوز ما ظهر من عيوب واختلالات وتراجع كبير في فعالية البناء الهجومي.
وإن جزم وليد الركراكي، بأن معالجة المرفق الهجومي يظل أكبر انشغالات المرحلة، فإن تصور أي بديل أو تحول، لا يمكن أن يكون بمعزل عن العنصر البشري، لذلك سيكون لابراهيم دياز إلى جانب الأسود المهاجمين، دور كبير في تحقيق الطفرة أو النقلة النوعية المرجوة والمنتظرة.
وكما أننا نربط هذا التحول المنشود في البناء الهجومي، بالجوانب المهارية الموجودة بالفطرة والتكوين في إبراهيم دياز، الذي يستطيع التواجد بشكل رائع في كثير من التوظيفات التكتيكية، بخاصة ما يرتبط منها بالجانب الهجومي، فإن إشعاع ولمعان إبراهيم دياز، يقترنان بجودة التوظيف التكتيكي، الذي يجعل منه شعلة إلى جانب شعلات أخرى لحكيم زياش وأمين عدلي وأمين حارث.     
قد لا يحتاج وليد الركراكي لأن يقول لإبراهيم دياز أنه سيكون الومضة الهجومية المبحوث عنها منذ وقت طويل، وأنه يمثل للمشروع الجديد الرافعة الأساسية، حتى لا يسقط في نظرية «المقعد المحجوز»، إلا أن الفسيفساء التكتيكي الجديد الذي حضَّره وليد الركراكي، ويريد أن يشرع في تنزيله بدء من وديتي أنغولا وموريتانيا، يمثل فيه إبراهيم دياز المُولِّد الكبير للوضعيات الهجومية القوية، والضامن الأكبر لنجاعة هجومية أكبر والمُحقِّق لأكبر قدر من الخصوبة والفعالية.
مرحبا بدياز، الرجل الذي أجدنا توظيفه حللنا الكثير من الألغاز.