إن كنا متفائلين بقدرة نهضة بركان على ترجيح كفته مجددا في مباراة الإياب بالقاهرة أمام الزمالك، للعودة بكأس الكاف إلى المغرب، لتكون الثالثة في تاريخ فرسان البرتقال، فمن أين يا ترى نستمد هذا التفاؤل؟
من كون النهضة البركانية، بات عارفا بأسرار النهايات، وقد بلغها للمرة الرابعة خلال الخمس سنوات الأخيرة، ما في ذلك أدنى شك.
من كونه حسم جولة الذهاب لصالحه بهدفين لهدف، وهو ما يجعله يبدأ مباراة الإياب بملعب القاهرة الدولي الأحد القادم، والكأس بين يديه، لا خلاف على ذلك.
من أن الزمالك المصري لا يقدم أفضل نسخة له أفريقيا، برغم وصوله النهائي، الأمر مردود عليه، لطالما أن الزمالك لا يمكن أن يكرر هزالة المردود التقني والتكتيكي خلال فاصل ذهاب النهائي ببركان، بخاصة في شوطه الأول الذي تأخر خلاله بهدفين.
منطق المقاربات ومنطق النهائيات الذي نعرف له شكلا ولو أنه ايس في المطلق، يجعلنا نؤمن بحظوظ نهضة بركان في حسم فاصل الإياب لصالحه، والتتويج هناك بالقاهرة، حتى لو أجريت المباراة بمدرجات مملوءة عن آخرها، وحتى لو أن النهضة البركانية استقبل هدفا ببركان، قد يكون له تأثير وأي تأثير على مباراة العودة. ومنطق المقاربات، يقول أن ما كنا مراها مؤثرات خارجية كبيرة، متمثلة في اللعب عند المنافس، وتحمل ما لا يطاق من ضغوط رهيبة، تراجع تأثيرها المباشر، مع زيادة الوعي بأهمية التحضير الذهني، وذكاء تصريف الضغط وتحويله لطاقة إيجابية ومحفزة، ومع الأعين المفتوحة على كل الهوامش التي كانت تحاك بها العديد من المؤامرات.
طبعا، يحتاج النهضة البركانية في مباراة القاهرة الحاسمة، إلى أداء مثالي شبيه بالأداء الذي طبع الشوط الأول من مباراة الذهاب هنا ببركان، حيث الإلتزام بالواجبات الدفاعية والهجومية، وتفادي التمرير الخاطئ وإخراج الكرة من المنطقة بطريقة سليمة لا يعتورها أي خلل، وعلى الخصوص رفع درجة النجاعة عند بناء الهجمة لمستويات عالية، وكل هذه الأعباء التكتيكية تحتاج أولا لتحضير ذهني كبير، وتحتاج ثانيا لدرجة عالية من التوفيق، وتحتاج ثالثا إلى إخراج لاعبي بركان لأفضل ما لديهم من ملكات الإبداع وجرعات الصبر على الفترات العصيبة التي ستطبع زمن المباراة، بخاصة عندما يرفع الزمالك من منسوب الضغط للعودة سريعا في النتيجة.
لا أقول أن المباراة ستكون سهلة على نهضة بركان، وهو الذي يواجه فريقا عنيدا وشرسا بميدانه وأمام جماهيره، برغم ما قدمه من مؤشرات ضعف خلال مباراة الذهاب، ولا أستبعد أبدا أن يوضع لاعبو النهضة أمام إعصار كبير، لكنني على ثقة، من أن للنهضة البركانية أجنحة يمكن أن تحلق بها فوق حمم الزمالك، لترسم المسالك وتقفز فوق كل المهالك.