حتى لو كان التأهل للدور ربع النهائي لعصبة أبطال إفريقيا خيطا أوهن من بيت العنكبوت، ما يجب على الرجاء الرياضي أن يستسلم أو أن يصرف النظر عنه، فلابد لإرادة الحياة أن تنتصر ولابد للممكن أن يهزم ظلام المستحيل.
اليوم السبت يسدل الستار على دور المجموعات، وما يعنينا منها نحن المغاربة، المجموعة الثانية، التي يتواجد فيها كل من الجيش الملكي والرجاء الرياضي، وإذا كان الجيش قد إطمأن على عبوره التاريخي لدور المجموعات، الذي يتحقق لأول مرة منذ أن ألبست عصبة الأبطال حلتها الجديدة، وما يعنيه من سفره المرهق لوكر الثعابين لمواجهة ماميلودي صن داونز، سوى العودة منه وبيده أيضا صدارة المجموعة، فإن الرجاء الرياضي، سيستقبل بالزاولي مانييما الكونغولي برهان الفوز عليه بفارق هدفين على الأقل، وانتظار هدية الجيش، أن يهزم ماميلودي بميدانه.
لم يترك الرجاء لنفسه إلا هذا الهامش الصغير للمناورة، وما بقي من المعادلات التي تقود للتأهل، غير هاته لغاية الأسف، وهو يسدد فاتورة التدبير السيء والأرعن للثلاث جولات الأولى من دور المجموعات التي لم يحقق خلالها النسور سوى نقطة وحيدة من أصل تسع نقاط ممكنة.
فهل يقدر الرجاء أولا على هزم مانييما بفارق يزيد عن الهدف، وقد قدم الفريق الكونغولي في كل مبارياته أداء قويا ومحترما وما اقتصت حظوظه بالكامل سوى التجربة المفتقدة التي تعلم مهارة السفر في المباريات بكثير من الذكاء والحرفنة حفظا للتوازن؟
وهل يستطيع الجيش في المقابل أن يقدم هذه الخدمة، وينجح في تحقيق ما لم ينجح فيه أي فريق إفريقي، اصطياد ماميلودي ببريطوريا وسط حشوده؟
صحيح أن معادلة الإنتصار والإنتظار تصيب بالوجع، إلا أن الرجاء مطالب بأن يضغط على أحزانه، ويؤجل مجددا كل شحنائه وخلافاته ويلتف حول الغاية التي من أجلها تهون كل الصعاب، غاية التأهل للدور ربع النهائي.
في كواليس الرجاء تهب الكثير من الرياح الباردة، التي تعري الوجه الملثم لفريق فرضت الظرفية، أن يؤجل تصفية التركة السيئة لما بعد المنافسة الإفريقية، أي لما بعد مباراة مانييما، وعندما سيكون لزاما الجلوس لطاولة النقاش لمساءلة النفس، على مسببات هذا التحول الغريب والمستغرب في منظومة اشتغال الفريق رياضيا وإداريا، والغرض طبعا، هو تأمين الإنتقال الذي يتفادى بالرجاء مزيدا من الإنحدارات والتراجعات.
الإنتقال الذي سيمس جوهر العمل وأدواته، قبل أن يمس أي مفصل آخر، فالرجاء محتاج بعد أن استوطنته الأزمات التي تولدها المديونية، إلى أن يتمثل روح المقاولة التي تشتغل وفق ضوابط وتركن في ذلك لمبادئ الحكامة، فلا يكون الفريق بمرجعيته وعمقه التاريخي وموروثه الكبير كأوراق الشجر التي ترميها الرياح عند عصف الشتاء.
للرجاء جهاد أكبر ينتظره بعد أن يخرج من جهاده الأصغر، مترشحا مع الجيش الملكي للدور ربع النهائي لكأس الأبطال.