أي غبار يتطاير هناك من كهوف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالقاهرة؟
ما الذي يتفاعل ويطبخ داخل الكواليس؟
وبأي شكل ستخرج الجمعية العامة للكاف، وهي المطلوب منها أن تعطينا التشكيل الجديد لتنفيذية الكاف، وتسمي الأفارقة الستة الذين سيحصلون على تمثيل القارة في مجلس الفيفا؟
كأي جمعية عامة إنتخابية، مداد كثير يندلق، وأخبار عديدة تتطاير كالشرر وتربيطات كثيرة، منها ما يجرى في العلن، ومنها ما يظل متسترا في الغرف المغلقة، ولئن بشر الدكتور باتريس موتسيبي بتزكيته رئيسا للكاف لولاية ثانية، فإن الإثارة كل الإثارة يستحوذ عليها انتخاب الأفارقة الأعضاء داخل مجلس الفيفا، وهذا ما يهمنا نحن كمغاربة، لأن في مقدمة السباق فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي يطمع في تعزيز تواجده بمجلس الفيفا، هو من كان أول مغربي يحظى بهذا الشرف قبل أربع سنوات.
منكم من سيقول، وهل يراود أحد الشك في أن فوزي لقجع أهل لهذا المنصب، للبلد الذي يمثله وللكفاءة التي أظهر لها معدنا هنا وهناك، على مر كل هذه السنوات؟
منطق المقاربة لما قدمه الرجل من موقعه لكرة القدم الإفريقية، وهو يسرع العمل في عديد الأوراش، بخاصة تلك التي استأثرت بالنجاح، وما أظهره من حنكة في إدارة وتدبير الملفات التي أنيطت به داخل الفيفا، يقول أن إفريقيا إن أجمعت على شيء، فإنها يجب أن تجمع على أن فوزي لقجع يجب أن يتقدم كل الحاملين لشارة التمثيلية لكرة القدم الإفريقية في مجلس الفيفا، هذا إذا لم يكن كثير من الأفارقة على اقتناع كامل بأن الرجل مؤهل لقيادة مؤسسة الكاف في زمنها القريب الذي يحتاج لرؤية حداثية.
وبحسب ما يستقى من التربيطات التي تأخذ حاليا منعرجا حاسما، ونحن نقف على بعد 48 ساعة من الجمعية العمومية، فإن الجمرة المشتعلة (جمرة انتخابات مجلس الفيفا)، سيطفؤها أحد الأمرين، اللذين يظهران كسيناريوهين محتملين لهذه الإنتخابات، سيناريو التوافق والتزكية الذي يرتب له جياني إنفانتينو رئيس الفيفا، الراغب في النأي بالكاف عما يمكن أن يقسم صفها، وسيناريو الإنتخابات الذي ستتحكم فيه التربيطات المنجزة بحسب المناطق، وفي الحالتين معا، يظهر فوزي لقجع المرشح الأقوى لحيازة واحدة من العضويات الست الممنوحة لإفريقيا، برغم ما تطبخه الجارة الشرقية في مطبخها المتعفن، من مؤامرات، الغرض منها الإطاحة بفوزي لقجع في هذه الإنتخابات، لأن عدم حصوله على عضوية مجلس الفيفا يعني بالضرورة خروجه من المشهد الكروي الإفريقي، وهو ما لا تقبل به عائلة كرة القدم الإفريقية التي ترى في المغرب وفي فوزي لقجع، الضامن الأكبر لتنظيف بيت الكاف.
في القاهرة العامرة، ستتضح الصورة، وسيفرز كونغرس الكاف رجال الرئيس الجدد والسفراء المعتمدين من قبل الكاف لتمثيلها بمجلس الفيفا، ولا عميد لهؤلاء السفراء، سوى فوزي لقجع.. سترون.