كل عيد للمغرب، هو وثاق يجمع بين العرش والشعب، لصيانة الإرث وحفظ العهود، للمضي قدما بالوطن إلى القمم، رخاء ونماء، رفعة وسموا، إلتحاما وحفظا للأمانات التي أودعها ملك مناضل ذاد عن حمى البلاد، وشعب ثار بدم الأحرار لدحض الإستعمار.
كثيرة هي المغازي التي تحملها أعياد المغرب الخالدة، مغزى العمق التاريخي والحضاري لوطن الأسود، ومغزى النضال من أجل وحدة البلاد بدماء زكية استرخصها مغاربة شرفاء ليعيش الوطن، ومغزى التشبت الأبدي بأهداب عرش، به المغاربة متعلقون ومحتمون، ومغزى استلهام ملاحم الماضي لجعل الحاضر استشرافا لمستقبل، قوامه وحدة البلاد وفورة الشباب لمواصلة النهضة والعمران، لتظل هذه البلاد المحروسة بعناية الله، وطنا للكفاح والإبداع ومجمعا لرموز الحضارة الإنسانية.
وعندما نجرد ما أبدعه جلالة الملك محمد السادس، منذ أن اعتلى عرش أسلافه الميامين، قبل ست وعشرين سنة، ندرك عبقرية ربط ميلاد ملك المغرب بالشباب، فالروح في الجسد شباب يبني ويشيد، والأيام وهي تمضي بين الأعياد، قصة شباب تلهمه ملاحم الوطن لصناعة الأمجاد، فيندفع لبناء المستقبل بالعلم والمعرفة وبالإرتباط الوثيق بقيم الوطن الراسخة.
ولاقتران ذكرى مولد الملك السعيد بالشباب، تجليات كثيرة نراها رأي العين، في كل ما يخص به جلالته شباب الأمة، بالرعاية المولوية والتحفيز السامي والحرص الدائم على أن يكون جوهر تنمية الوطن، شبابه الطافح بالأمل، المتحصن بالعلم، ليكون أمينا على الإرث والوطن.
ولهذا الإقتران الخالد والإستثنائي في تجارب الأمم، صور كثيرة في رياضتنا الوطنية، حيث حرص جلالة الملك محمد السادس، تأسيا بنهج أسلافه الغر الميامين، على جعل الشباب والرياضة جناحان لطائر الإبداع والتميز في كل المحافل الدولية، فبين تمتيع الشباب بكل الوسائل للتعبير عن كينونته ومواهبه في المجال الرياضي، ضمن السياسات العمومية، تشييد وبناء المركبات والملاعب الرياضية، لتكون محجا لهؤلاء الشباب وللرياضة العالمية.
وفي استضافة المغرب لعشرات التظاهرات الرياضية العالمية، برعاية سامية من جلالته، ما يبرز الوجه الحضاري للمغرب، وما يؤكد على أن المغرب كان وما يزال همزة وصل بين القارات والحضارات، وما يوصل إبداع الشباب المغربي إلى البشرية جمعاء.
وإخلاصا منا لذكرى ثورة الملك والشعب وأعياد الشباب المجيدة، في ترابطهما الكبير والأزلي، يكون لزاما أن تستحضر الإستراتيجية الوطنية حول الرياضة، المحينة والمعتمدة، الشباب المغربي، لتساعده على تحقيق حلمه وإبراز إبداعه، ليواصل كتابة الملاحم الرياضية الوطنية، تلك هي الأمانة التي يحملها شعب أتبث على الدوام أنه أهل لحمل الأمانات.