على بعد خطوة واحدة، يقف المنتخب المحلي من لقب الشان الثالث لكرة القدم الوطنية، بعد لقبيه الأوليين هنا بالمغرب سنة 2018 مع المدرب جمال السلامي، وهناك بالكاميرون سنة 2020 مع المدرب الحسين عموتا، هو الذي حيل بينه وبين الدفاع عن هذين التاجين، في نسخة 2022 التي استضافتها الجارة الشرقية، بسبب البدعة التي اختلقتها الجزائر، بعدم السماح لطائرة الخطوط الملكية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية، بالتحليق في الأجواء الجزائرية، بدعة وقفت الكاف حيالها موقف العاجز.
وطبعا لو يفوز الفريق الوطني المحلي يوم السبت في النهائي الثالث له تواليا على منتخب مدغشقر، مفاجأة هذه النسخة من الشان، فإنه سيبرز لمن هم بحاجة لمزيد من الدلائل، أحقية كرة القدم المغربية بأن تتصدر قارتها، بل وما يحصل حوله اليوم الإجماع، من أن المغرب بات مرجعا في هندسة الإستراتيجيات التي تقود لصناعة الإنجازات.
النهائي الذي يصل إليه المنتخب المحلي بعد مسار ملحمي في النسخة الثامنة للشان، سيكون هو النهائي رقم 29 لكرة القدم الوطنية إفريقيا خلال العشر سنوات الأخيرة، إن على مستوى الأندية أو على مستوى المنتخبات، كما أن لقب الشان إن وفق أسود البطولة في الحصول عليه، ليكون لهم اللقب الثالث تواليا، سيكون هو اللقب 20 للمنتخبات والأندية، إفريقيا خلال العقد الأخير، وتلك حقبة زمنية هي من أجمل وأغنى الحقب التي مرت بها كرة القدم الوطنية، حيث تتألق المنتخبات الوطنية بكافة فئاتها السنية وفي شتى التخصصات، في فرض نفسها رائدة لإفريقيا، بل وسفيرتها عالميا.
طبعا لا تنسب هذه الخصوبة النوعية، إلا لتنزيل محكم لاستراتيجية انبثقت عن رؤية استباقية وملهمة، باتت معها كرة القدم محركا تنمويا للوطن ومصدر سعادة لكل المغاربة وورشا يعبر عن إبداعنا الجماعي، سعادة بالإنجاز ثم سعادة بالإنتماء، ولأنها تقترن في عمرها الزمني بالفترة التي يمضيها فوزي لقجع على رأس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فإن الرجل بروحه القيادية وبفكره الإستراتيجي وشغفه الذي لا يترك لليأس ولا للمستحيل مكانا في فلسفة الإشتغال، استطاع أن يربط نفسه ربطا موضوعيا بهذه الإستراتيجية، التي سيكون من الضروري، أن توجد لها آلية لكي تتحين وتتطور، لتبقي لكرة القدم صدارة القارة ألقابا، ولكرة القدم العالمية مرجعا من مراجع التنمية الذاتية. 
هو عقد فريد، يجمع ما تفرق في غيره، وما هو متفرد فيه ليس حجم الإنجازات القارية، بل أيضا ما حققه المغرب من طفرة عملاقة على مستوى البنى التحتية، بات بها مرجعا دوليا.