بات كل موعد للناخب الوطني وليد الركراكي، مع الصحافة الوطنية للكشف عن اللائحة الجديدة لأسود الأطلس حدثا..
وباتت كل لائحة يفرج عنها وليد قبيل أي استحقاق رسمي أو ودي، مصدر جدل كبير، تختلف وتتفاوت نسب الإجماع عليها وحتى الإقتناع بها.
ولأن قيمة حدث الكشف عن اللائحة من خلال حوار مفتوح مع الناخب الوطني، تكبر بحسب السياقات والإستحقاقات القارية أو الدولية، فإن ما هو متوقع أن يصل هذا الحدث إلى مستويات عالية جدا، من حيث الإهتمام الشعبي، إلى أن نصل بمشيئة الله إلى منتصف شهر دجنبر القادم، حيث سيكون الإعلان عن القائمة النهائية للفريق الوطني، الذي سيحمل لاعبوه على أكتافهم مسؤولية تحقيق حلم المغاربة، بالقبض على كأس إفريقية، لم تجد طريقها لأي عميد من عمداء أسود الأطلس منذ خمسين عاما، منذ رفعها في قمم أثيوبيا الراحل والأسطورة أحمد فرس.
أما عن الجدل حول اللائحة، من يستحق أن يحضر فيها ومن لايستحق؟ من أصيب بظلم وهو يغيب عنها؟ ومن لم تطبق عليها معايير الإختيار الصارمة، لأسباب لا يعلمها ولا يقدر قيمتها سوى الناخب الوطني وليد الركراكي.
بالطبع لا يمكن أن نعتبر هذا الجدل لغوا، ولا سفسطة ولا حتى ثرثرة لا تغير في واقع الأمر شيئا، بالنظر إلى أن مسؤلية الإختيار تقع كاملة على الناخب الوطني وليد الركراكي، فما قاله وليد قبل أسابيع، في جلسة صفاء وحوار مسؤل مع نساء ورجال الإعلام المغربي، يؤكد أنه يرهف السمع لكل ما ترجعه ندواته الصحفية ولوائحه وحتى مباريات الأسود من صدى، وأنه يتعاطى بإيجابية مع الأراء التي تتأسس على عمق معرفي وبالخصوص على غيرة وطنية.
في النهاية ليست اللائحة الجديدة للفريق الوطني، تحسبا لمواجهتي النيجر وزامبيا، إلا إفرازا لرؤية تتكامل فيها لدى الناخب الوطني، ثلاثة أبعاد.
بعد إستراتيجي، يعتبر الإستحقاق الإفريقي القريب جدا، سببا وجيها لكي تتضح الرؤية أكثر فأكثر، ولكي تتزايد نسبة النواة الصلبة.
وبعد تقني، يكون اللجوء معه ضروريا لمعايير الجاهزية والتنافسية والقابلية لركوب التحدي، وكما لا يمكن الأخذ بهذه المعايير كلها، فلا يمكن أبدا تركها كاملة.
وبعد إستقرائي، يكون فيه الناخب الوطني في مواجهة مباشرة مع الرأي العام إعلاما وجماهير، ويكون مع ذلك حريصا على أن تحظى اختياراته بالإجماع.
ومع ما يسجله الفريق الوطني من غيابات بسبب الإصابات على وجه الخصوص، كما هو الحال بالنسبة لمزراوي، شادي رياض، 
أدم أزنو، عبد الصمد الزلزولي وسفيان رحيمي، فإن وليد الركراكي سيحرص على دعوة لاعبين يطمح لأن يكونوا إضافة نوعية، يستطيعون إشعال فتيل المنافسة على المراكز، مثل وسط ميدان روما الإيطالي نائل العيناوي، وظهير أوتريخت سفيان الكرواني الذي لم يظهر مع الأسود منذ أن رحل وحيد خاليلودزيتش، من دون أن ننسى إلياس أخوماش الذي حرص وليد على ضمه للمعسكر القادم، وهو عائد لتوه للملاعب بعد غياب عنها دام تسعة أشهر، وفي ذلك احتفاء بنهاية فترة مأساوية وصعبة في مساره الكروي.
وسنختلف مع وليد، إلى الدرجة التي لا تفسد لمسؤوليته في الإختيارات أي قضية، عندما يعمل معيار التنافسية لاستبعاد لاعبين بعينهم من اللائحة، على غرار  عبد الكبير عبقار، أمير ريتشاردسون، أسامة ترغالين وأسامة الصحراوي، ويسقطه بالكامل عند دعوة لاعبين من أمثال عز الدين أوناحي، جواد يميق، أسامة العزوزي وأشرف داري.
طبعا نحن نتساءل، لا يهم إن كان ذلك استغرابا أو استنكارا، وفي قرارة أنفسنا نسلم بأن أي اختيار يقدم عليه وليد الركراكي، إلا ويلبسه عشرات التبريرات، ما نعرف منها وما لا نعرف، ما نقبل به أو لا نقبل به، المهم أن تأتي المباريات، بما يعزز يقيننا من أن الفريق الوطني في الطريق الصحيح.