عند الحديث عن الفوز بكاس افريقيا هنا بالمغرب لقطع دابر العقدة التي ظلت سائدة من 1976 ول 49 عاما ، لا يمكن على الاطلاق ان نفوز بها هنا في خريف وشتاء 2025 بصمت الحناجر لجمهور لا يرى نفسه حاضرا الى لحب التباهي ذكورا واناثا عبر الكاميرات وانتظار الكاميرامان يلتقط صورا لابتسامات نون النسوة وجمالهن وغيرهم من صور العائلات والاسر . صحيح انني لا اعمم ولكن هناك خصوصية هذه المظاهر لدى فئات من الحضور وكانهم في حفل الاعراس مرفوق بجوق موسيقي حماسي بحاجة الى دعمه ليكون العرس صاخبا كما هو معتاد في الحفلات . وكلكم يعرف هذه الخصوصية لان الجوق يريد حماس المدعووين . وهنا تلتقط هذه الصورة لان المنتخب الذي هو جوق حفل الكرة ، لا يمكن ان  يشتغل على هدف النصر امام صمت وغياب الحماس والدعم الكبير للجمهور، بل يريد تحفيزا مغربيا بنفس الانموذج الإنجليزي الذي ترتفع حناجره المهيجة من اجل نصر فريقه او منتخبه ، والحال ان جمهور المغرب اليوم حتى لا اعمم ،هو جمهور استعراضي فقط وليس مناصرا حقيقيا بدم المناصرة الحقة ، وان يأتي للفرجة فقط بتأدية تذكرة لمعاينة نجوم المغرب في الملاعب العالمية ، فهو وحي مسرح للفرجة فقط ، والاختلاف واضح بين الملعب والمسرح في القراءات ، وحتى مسرح  الفرجة والضحك به ابداع جماهيري يصفق ويشجع .. اما مسرح الملاعب اقوى مما نتصوره جميعا لصناعة النتيجة مع الفرجة والوصول الى الأهداف . ولا حاجة لجماهير الاستعراض الحضوري ان تحضر من اجل الشاشات وانتظار لقطة عابرة لاي مشجع او مشجعة لتراها اسرتهم واقرباؤهم حتى لا نتحدث بلغة الخشب ، لان هذا هو الواقع ، واليوم أصبحت ملاعب المغرب فقط مع الأسود ومع المنتخب النسوي حاضرة بكثرة نون النسوة ، وتغيب في العموم على لقاءات البطولة .
وعندما يقول وليد الركراكي "أن المغرب سيكون بحاجة إلى نوعية خاصة من الجماهير خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا القادمة، بحكم أن المباريات لن تكون سهلة على الإطلاق . والمنتخب يضم لاعبين شباب، والبطولة ستُقام في بلادنا، ما يجعل المهمة صعبة، وبالتالي نحن نحتاج لجماهير تعرف أن المباريات قد تمتد المعاناة فيها إلى آخر دقيقة، لكن من الضروري مساندة اللاعبين حتى النهاية . والتتويج باللقب لن يتحقق فقط بفضل المدرب أو اللاعبين، وإنما باتحاد جميع المغاربة خلف المنتخب الوطني، وإن شاء الله نفرح باللقب القاري بمجهودات الجميع ." وهنا يفسر الركراكي ان القادم أصعب يستجب فيه شحذ الدعم القوي من بداية الكان الى النهاية لوصول المنتخب الى الهدف الاسمى الا وهو بلوغ مقصد التتويج الذي هو تتويج للجمهور والمغاربة قبل اللاعبين والمدرب . وعليه فجمهور الدار البيضاء من الرجاء والوداد والرباط وغيرهم من جماهير المغرب الحبيب يلزمنا هذا الحضور القتالي للحناجر التي لا تصمت، ونريد جمهورا جياشا كما كان الامر بمونديال قطر. وكيف وصل المغرب لنصف نهائي كأس العالم بصوت سباع تخيف الغابات .. هذا ما نريده فعلا من الجمهور لانه سيكون معادلة صعبة في رفع قيمة اللاعبين معنويا وذهنيا كجوق موسيقي يرى فيه نفسه صاخبا حتى النهاية. اما وان ترفع الأصوات مع النشيد الوطني لدقيقة او دقيقتين او لرد فعل لهدف ما ، فهو أمر مبالغ في الحضور لكون المنتخب المغربي معرض للخسارة في وقت يحتاج فيه للنصر وليس للاستعراض امام الكاميرات وانتظار لقطة لترويجها في مواقع التواصل الاجتماعي .