الرأي والرأي الآخر يحترم كيفما كانت الغايات والمقاصد والآراء ..ولكن إلى غاية اللحظة، وحيث انتظر وليد الركراكي فوزه على زامبيا، إضطر للمباغتة والرد على الحاقدين والمنتقدين بدارجة مفهومة «الدراري بغاو يبينو بلي المغرب تا على برا يمشي يربح ..ماشي دياولنا كانوا كيقولو كنلعبو الماتشات فالدار». والرجل هنا يرمي بسهام الرد الناجح كونه فاز بزامبيا، وسابقا بتنزانيا، وبعدها بالغابون وفي ملاعب مختلفة التنوع بالجمالية والرداءة أسلوبا وتكتيكا. وحتى لا نبخس قيمة الرجل الذي اختفى هذه المرة بأسلوبه المرح وغير المقصود على من يحقد عليه هكذا بدون مبررات، وينتقده من أجل النقد رغم أنه ينتصر للمغرب، فقد أكد مرة أخرى على أن تأهله إلى كأس العالم هو من صنع لمسته وفكره وعقله واختياره، وليس من اختيارات جيل وليد خليلودزيتش، وهو اليوم في المرتع العالمي بدون خسارة في سابع مباريات المجموعة، والفوز 14 تواليا وعلى مقربة الفوز 15 الذي يقربه من المنتخب الإسباني، والألماني بـ15 انتصارا. وحالما يفوز على الكونغو شهر أكتوبر المقبل، سيدخل خانة إسبانيا وألمانيا. فهل كل هذا من وحي الحظ ؟ هكذا سيقول الحاقدون، وبعض الإعلاميين الذين يظهرون حقدهم على وليد الركراكي في القنوات الإعلامية الأجنبية أو حتى في شخص المؤثرين على قنوات اليوتوب أو وسائل التواصل الإجتماعي الأخرى للإسترزاق على قصف الرجل بدريهمات الخجل. والحال أن الركراكي إمتد إشعاعه العالمي، وكل قنوات الدنيا تتحدث عن أول منتخب إفريقي تأهل إلى كأس العالم بقيادته مدربه الكبير وليد الركراكي، فكيف لنا نحن المغاربة أن نقلل ونهدم ونشوه صورة وليد على أنه مدرب فاشل حتى نؤكد على أن الرجل تلقى الضربات حتى من اصاحب الجلباب التقني هنا بالمغرب، بينما في القنوات العربية هناك تمجيد كبير لعمل الرجل ؟.
هكذا هي شرذمة بعض المغاربة من لاعبين ومدربين وصحافة يشوهون النجاح في أبهى درره التاريخية. وحتى نتصور الصورة مقلوبة، لو لم يتأهل الفريق الوطني إلى كأس العالم، ستكون مطابخ القنوات التلفزية والإذاعية والصحافة المكتوبة والمواقع وغيرها من أدوات التواصل محمولة بسم الإفاعي على المنتخب ورجل مرحلته الساقط في الإختيار. وقد عشنا هذه المراحل أيام زمان عندما يقصى المغرب في أي تظاهرة عالمية أو إفريقية، ويخرج الإعلام سهام نقده بلغتي النقد الواضح والنقد الهدام، والحاقد والكاره بمقارنات عجيبة بين الصحفي الناقد بلغة الكرة، وبين الصحفي الحاقد على أي كان هكذا (ما كا نحملكش).
واليوم انقلبت الأوضاع من البحث عن النجاح في أوسع نطاق لمنتخب مرحلة مع رجل مرحلة ناجح، وإن كنا في زمن ما نقول ما العمل بعد الإقصاء لنبني للأفق، وعندما انقشع الأفق بعمل الجامعة ورجل الجامعة، ساد النجاح، لكنه تأبط أعداء النجاح، ومع ذلك تواصل النجاح في عز أزمة أعداء النجاح لأنهم سقطوا في وحل التواصل مع الناس. وعندما وصل الركراكي معبر الحقيقة، قالها لكم، «سأترك المنتخب بعد كأس إفريقيا كيفما كانت الأحوال» وهو في معظم الأحوال أقوى مدرب في تاريخ المغرب نال هذا الإستحقاق التقني في نظري، مع أن البعض قال أن ما وصل إليه الأسود والركراكي في مونديال قطر هو بالحظ. ولهؤلاء أقول لهم، إن كان الفوز على كندا وإسبانيا والبرتغال هو من قبيل الحظ، فأنتم من العالم الآخر، والحال أن حتى الخسارة أمام فرنسا بالمؤامرة كانت مقبولة لديكم. 
اليوم، إستفاق مستقبل الكرة المغربية على فوزي لقجع الرجل العملاق بإفريقيا والرجل الذي أنعش الكرة المغربية بكل منشآتها وتقنييها ولاعبيها ومحترفيها ومدربيها بخصوصية مغربة الأطر، وهو من أجاب على سؤال ما العمل بعد الإقصاء قبل سنوات قليلة ؟، واليوم يحصد ثمار العمل الإستراتيجي بكل المنتخبات الوطنية، كما أبدت رجالات المرحلة التقنية نجاحها الكبير، وما زالت تواصل حركة هذا النموذج المغربي الذي أصبح متداولا على كل لسان عربي وأوروبي وإفريقي. 
شكرا لوليد على هذا الإنجاز الخاص بالتأهل الفوري إلى كأس العالم من دون أن يخرج أي مناصر مغربي كما كان سائدا في زمن كنا نبحث عن التأهل المونديالي ليخرج المغاربة من بيوتهم، واليوم، نام المغاربة على تأهل لأنهم ما عاشوا هذه الفترة الزاهية من أقوى المحترفين المغاربة الذين اختارهم وليد بقناعاته وما زالت اللائحة طويلة الأبعاد للرجالات المقبلة.
أخيرا ..إرفع رأسك يا وليد أنت أقـوى مدرب مغربي في تاريخ الكرة المغربية. ولست مطبلا لك على الإطلاق، ولكني أومن بعملك وسر نجاحك.