في أكثر التعاليق العادية الخاصة بقطاع الرياضة والكرة، يخرج عادة الذباب الإلكتروني ليتمرد على الكرة وبنياتها التحتية، وما يفعله المغرب بإيقاعه السريع في هذا المجال، ويلعن هذه الكرة التي تعرف هذا الإزدهار غير المسبوق في تاريخ المغرب الرياضي، ويلزمنا بفرضية صرف هذه الأموال على مجالات الصحة والتربية والتعليم، والحال أن المسؤول عن كل القطاعات هي الحكومة ووزراؤها المفترض أن يُجيبوا على هذا السؤال الكبير، ولا يعنينا كإعلاميين أن نجيب خارج الإختصاص لأن ذلك موكول لهم، ولو أننا نعلم علم اليقين أن الأوضاع التعليمية والصحية وغيرها من المجالات الحيوية بها خصاص ومشاكل عميقة لا تبشر بالخير إطلاقا على ما يمكن أن نسميه مغرب الحداثة بنمو اقتصادي كبير، وقلة البطالة وفلاحة مهيمنة على سوق الرخاء وتعليم من المستوى العالي، ومستشفيات بلا فضائح، وغير ذلك من المشكلات المتفاقمة. هذه الأمور طبعا من اختصاصات الحكومة وليس من اختصاصنا لأننا فعلا نكتوي بغلاء الأسعار، ومن يطرح عليه السؤال هو الإعلامي المختص في أي مجال اجتماعي واقتصادي حتى يتبين لمن يرى الأموال تصرف في الرياضة والبنيات التحتية لها حكماؤها فعلا، ولكن في المجالات الأخرى بها للقمة العيش والخبز والبطالة والصحة والتعليم أناس صوتتم عليهم، وانتم من تؤدون الثمن غاليا للتصويت على الفاسدين.
وحتى لا أزيغ عن الموضوع أو المسار، فما يشهده المغرب من تطور غير مسبوق في بناء الملاعب العظمى والبنيات التحتية للطرق والطرق السيار والفنادق ومداخل ومخارج المدن وغيرها من الأوراش الكبرى، هو من منبع كرة القدم وصورة كرة القدم المسوقة، ومخطط تنظيم الحدث الكوني لكأس العالم  2030، وإلى ما وصل إليه منتخب المغرب في كأس العالم بقطر لدرجة أنه رفع نسبة النمو تدريجيا، واستقطب سياح العالم بنسبة فاقت كل التوقعات لانعاش خزينة السياحة، وجلب المستثمرين إلى المغرب. أما وأن ينتصر قطاع غير الرياضة، فما عشنا عليه من صغرنا إلى اليوم بدا وأن لقمة العيش تضاعفت بالأضعاف وكأننا نعيش باقتصاد أوروبي متصاعد في ظل جيب مثقوب شهريا. ولذلك ، لا يسألنا الذباب الإلكتروني عما تفعله كرة القدم أو الرياضة، وإن كنت متحفظا على أن الفروع الرياضية بالمغرب لها حكماء ضعاف وعقول متقادمة الفكر، ولا تناقش العالمية بوزن كرة القدم، والجواب هي ألعاب القوى الرياضة التي كانت وما زالت تلد خلفاء وعرش المسافات تموت تدريجيا بدون أبطال كثر، واسألوا من يرأس هذه الرياضة، ولا يوجد مثال حي بنفس رجل المرحلة فوزي لقجع. 
وللعالم الآخر وجار السوء، تنبطح الأصوات الإعلامية بلغتها «الزنقوية» إلى حضيض أسفل السافلين، وتصمت أفواهها «الخانزة» حول ما وصل إليه المغرب في بنياته التحتية التي هدم بعضها وانجز في مواقيت قياسية قبل أن تقدم للجنة الكونفدرالية الإفريقية. واليوم صمت السفهاء إلا عينة من ثقب إبرة هي التي قالت أن المغرب «ما نقدوش عليه» و«هربو علينا بلا بترول»، وصمت البلداء من أفواه من قال أن المغرب لن ينظم كأس إفريقيا لأنه غير جاهز، وكان على الكاف أن تغير الموقف وتقدم الهدية لدولتهم التي صنعاتها  فرنسا وسمتها بالجزائر. واليوم يرون ملعب الأمير مولاي الحسن وهو أصلا الملعب الذي سيجري فيها منتخب «هوك» مبارياته، في أحلى صور الابداع المغربي وفي ظرف قياسي لبنائه لاقل من تسعة اشهر، أما والحديث عن أيقونة مركب الأمير مولاي عبد الله وقبله الملعب الأولمبي، وكذا الأيقونة الصغرى ملعب البريد، وزد عليهم ملعب طنجة الأضخم والأروع، فأرعهم بعين ممسوخة شهدت نقلا لكل الصور والفيديوهات ما وصل إليه المغرب في بعده الحداثي وإمبراطوريته الشهيرة. ولهؤلاء أقول بلغة الأسد المغربي الشامخ .. هذا زئيري من عريني إلى كل حقود على أسياده. 
قال إبن الوردي
دارِ جارَ السُّوءِ بالصَّبرِ وإنْ    لـمْ تجدْ صبراً فما أحلى النُّقَلْ