هل يكفينا، أن العميد والأسطورة أشرف حكيمي حل سادسا في ترتيب جائزة الكرة الذهبية، ليكون أول لاعب مغربي يصل لهذه المرتبة، بعد أن حل الحارس الأسطوري ياسين بونو في المرتبة 13 في نسخة 2023؟
بالطبع هو إنجاز يقيد في سجلات العميد، لكن في هذه المرتبة السادسة، ما يقول أن أشرف حكيمي أصيب بظلم كبير وحيف أكبر منه، وقطعا لم يكن ولن يكون أول ولا آخر لاعب يذهب ضحية إزدواجية المعايير التي يصنف على ضوئها اللاعبون في مثل هذه الجوائز الفردية.
أضاعت جائزة الكرة الذهبية لمجلة «فرانس فوتبول» فرصة كتابة التاريخ، وتحقيق نوع من العدالة الضائعة في مثل هذه الجوائز الفردية، أن تكون لها الشجاعة لتقول أن الإنجازات التاريخية لا يصنعها فقط المهاجمون بأهدافهم، ولكن يصنعها أيضا لاعبو وسط الميدان وهم رئات منها تتنفس الفرق، ومدافعون وحراس مرمى هم حراس المعبد، وهم القراصنة الذين يمنعون المركب المبحر في أنهر البطولات دون أن يغرق.
هل كان تتويج أشرف حكيمي بالكرة الذهبية سيكون مفاجأة لعالم كرة القدم؟
لا أعتقد، لأن من رشحوه للجائزة، ورأوا أنه يحمل كل دلائل وعلامات الإستحقاق، أسسوا ذلك على معطيات رقمية وفنية، لا تبقي لعنصر المفاجأة أي مكان.
هل كان احتلال أشرف حكيمي للمرتبة السادسة في ترتيب الكرة الذهبية في نسختها 69، مفاجأة لنا ولكل الذين أمعنوا في استجلاء صور تفرده وتميزه؟
لا، ليس مفاجأة، بل أكثر من ذلك بكثير، كان بالفعل صدمة، لأن حكيمي كان يستحق أن يقف الند للند مع زميله في الفريق عثمان ديمبيلي، الذي فعل نادي باريس سان جيرمان، ما لا يقبله عقل، وفعلت الصحافة الفرنسية ما كان بوسعها للضغط، لكي يتوج بهذه الجائزة، فبالأحرى أن يتقدم عليه في الترتيب لاعب برشلونة لامين جمال وزميله في الفريق فيتينيا ومحمد صلاح مهاجم ليفربول والبرازيلي رافينيا لاعب برشلونة.
لا نية لي في الطعن في هذا الترتيب من حيث مبناه، وهو خلاصة لأصوات 100من الصحافيين من حول العالم، ولا حتى في مصداقية الخطوات التي تحرص إدارة الجائزة على الإلتزام به، للعض بالنواجد على موضوعيتها، لكن أستغرب أن تظل الجائزة مهما فعلت ظالمة، إلى الحد الذي يصبح معه السؤال محرجا:
ما الذي كان على أشرف حكيمي أن يفعله أكثر مما فعل في موسمه الخرافي، ليصبح أول ظهير أيمن يتوج بجائزة الكرة الذهبية؟  
في بنية هذه الجائزة، ما يقول بضرورة تعديل المعايير، وإلا فليجعلوها حكرا على المهاجمين ويتركوا كل لاعبي الخطوط الأخرى يتبارون على جوائز غيرها.
نهاية ستترك هذه الجائزة تحديدا، وهي الأولى التي تبارى عليها أشرف حكيمي، الكثير من الندوب في ذاكرة عميد أسود الأطلس، لا أقصد أن عدم الفوز بها سينال من شخصه وتركيزه وحتى معنوياته، لأنه يعرف قطعا المصالح التي تتقاطع في مثل هذه التصنيفات الفردية، ولكن القصد هو الشعور المؤلم بظلم ذوي القربى، ونادي باريس سان جيرمان يضحي بأشرف حكيمي علنا، لجعل عثمان ديمبيلي هو المتوج بالكرة الذهبية.