من روائع فوزي لقجع المعتادة أنه يختار المواعيد بدقة متناهية ليرسل البرقيات إلى الكاف وإلى أعداء النجاح في خرجاتهم وتطاولاتهم العلنية كلما تعلق الأمر بالمغرب وبتنميته الرياضية ومشهده العالمي. وما أسكت فوزي لقجع لفترات ما حول جوائز الكرة الذهبية الضائعة لياسين بونو وأشرف حكيمي إفريقيا العام الماضي، ينهض اليوم ليرفع الهمة ويدفع باب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عنوة من أجل إيصالها رسالة العالم الظالم لسمو أداء ونجمية أشرف حكيمي التي لا تضاهى بأي شيء سوى أنه ظلم في الكرة الذهبية على الرغم من أنه شرف إفريقيا والمغرب بحلوله سادسا مع أن الواقع لا يقول بذلك إطلاقا لأن 14دولة إفريقية صوتت لديمبيلي، بينما الغابون لوحدها هي من صوتت لحكيمي في المركز الأول. فأي إفريقيا نريد اليوم لتنجز المهمة من جديد لتكافئ حكيمي بالبالون دور الإفريقي لاحقا دون اللجوء إلى مسخرة أخرى سيضحك عليها العالم عندما يقول «هذه هي إفريقيا المتواطئة على الحق».
قال لقجع مخاطبا فيرون موسينغو أومبا، الكاتب العام للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم: «حكيمي وبونو شرفا الكرة المغربية والإفريقية، برغم أن أشرف جاء سادسا وبونو خامسا، فأشرف يبقى هو أفضل لاعب في العالم وبونو أفضل حارس في العالم، والمنطق يجب أن يحترم مستقبلا في هذه الجوائز، والمنطق أيضا يجب أن يحترم في جوائز الكاف السيد الكاتب العام». 
وهذه الرسالة الموجهة الى الكاتب العام للكاف خلال مراسيم توقيع عقد الشراكة الذي سيربط شركة والماس للمياه المعدنية، وعلامتها سيدي علي، بالكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، دعما لكأس إفريقيا للأمم التي ستنظم بالمغرب، إنما تلامس جوهر الحقيقة التي تغافلها الكاف مرتين أمام ألقاب ياسين بونو العملاقة، وحرمته من الكرة الذهبية، ثم عاودت الكرة مع أشرف حكيمي العام الماضي وأهدت الكرة الذهبية للنيجيري لقمان لأنه فقط فاز بلقب أوروبا ليغ ووصل مع منتخب بلاده إلى نهائي كأس إفريقيا. بينما اليوم، فلا حق لأحد من نجوم القارة السمراء أن يدخل في جلباب المنافسة مع حكيمي لأنه مشبع بأكثر الألقاب عالمية ووصل مع باري سان جيرمان أيضا لنهائي مونديال كأس العالم. وهنا يلمح فوزي لقجع للكاتب العام للكاف أن لا مساومة في هذا الطرح ولا أي محاولة للتلاعب أو الكولسة في الجوائز، مع أن المعايير مختلفة بين الكرة الذهبية الأوروبية والكرة الذهبية الإفريقية.
أكثر من كل هذا الذي قاله فوزي لقجع، يأتي ملتمسه نحو الإعلام المغربي بما أسماه بمطلق العبارة «إدعمونا لكي يبقى كأس إفريقبا للأمم بالمغرب» وهي رسالة عميقة لنبذ عقدة تاريخ المغرب مع هذه الكأس اللعينة، ورسالة إلى كل مغربي مناصر لمنتخب بلاده أن يرفع التحدي الكبير مثلما رفعت السواعد المغربية بتاء ملاعب خرافية في وقت قياسي لا يوجد أي تحدي إلا من رجال المغرب. ومع لقجع سائرون جميعا مع النصر، وستبقى الكأس إن شاء الله بالمغرب. 
ومن وحي السلامة العقلية للقوة الضاربة بدولة «الماريستان» المتاخمة لنا، خرج «الصحفي «الطعارجي» بنهيقه المعتاد برسالة من كابراناته يندد فيها ما اعتبره أن المغرب إرتكب خطئا جسيما في فرض التأشيرة الإلكترونية على الدول المعنية استثناء ومؤقتا في حدث كأس إفريقيا مؤكدا في فيديو مشاع قبل أيام «أن الإتحاد الجزائري لكرة القدم يدرس إمكانية تقديم إحتجاج لدى الكاف والفيفا، بل وحتى الإنسحاب من منافسات كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب”.
وخرجة هذا المسمى اليوم معتادة دائما ضد المغرب كلما خلق حدثا ما إلا وواجهه بالمرصاد سياسيا وديبلوماسيا ورياضيا مع أنه صوت يجلده المغاربة في مواقع التواصل الإجتماعي كلما تفاعل مع قضايا المغرب وخاصة في شقها الرياضي عندما يحوله إلى «مؤامرة سياسية». والحال أن هذا «الإمعة» إما لا يفهم أي شيء، أو يرمي عود الثقاب ليشعل النار دون أن يعلم أنه يشعل النار في كابراناته لكون ما وثقته الأيام ولـ 50 عاما من الصراع على الصحراء المغربية إنتهى بنار لن تنطفئ إلى الأبد من اليوم إلى أكتوبر المقبل، والقضية انتهت كليا قبل أن يطالب المغرب بحقه في كل شيء من 50 عاما إلى اليوم. أما قضية الإنسحاب من الكان لمنتخبكم ومن دولتكم المقهورة، فنرحب بها من اليوم إن كنتم فعلا قادرين على هذا الطرح لأنكم فعلا سدج في تفكيركم وذكائكم وقراءاتكم، وكل الدول المعنية بالتأشيرة الإلكترونية لم تقم القيامة ولا تكلمت لأنها فهمت القصد. ومن لم يفهم المعنى البسيط فأكيد تلزمه «السلامة العقلية».
 
قال الشاعر:
ذو العقل يشـقى في النعيــم بعقله    
وأخو الـجـهـالـة فـي الـشـقـاوة ينعم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى     
حتى يــراق على جـوانـبــــه الــدم