لم يجرؤ أي كان من المدربين والمسيرين والمحللين وأي كان أن يفوه اليوم بالأسباب الجوهرية للإقصاءات إلا بعد أن تعرف بعد اللقاءين الأوليين عن فشل اللاعب المغربي في مقاومة حتى مد المنتخبات الرديفة بإفريقيا. وعبد ربه كان منذ ما لا يقل عن ست سنوات يقول بصعوبة الكينونة البشرية من المستوى العالي في أعمدة نارية أكدت من خلالها صعوبة إيجاد اللاعب المتكامل مهاريا وبدنيا ومورفولوجيا وذهنيا داخل الفريق الواحد من بطولة ما يسمى «المحترفة». وقلت في سياقات متعددة وبالأرقام الإجتهادية أن 16 فريقا بالدرجة الأولى لا يعطينا أفضل حارس من بين ثلاثة حراس بالنادي أي بمجموع 48 حارس بجميع الأندية وهكذا دواليك بأفضل الأظهرة الدفاعية ورجال الوسط وخط الهجوم بجميع التخصصات، ما يعني أننا أمام وضع إنتقائية عامة لمنتخب وطني مغيب من العناصر التي تخلق الفارق والتكامل الشامل للخصوصيات التي ترفع اللاعب إلى عالم الدولية بكل الأشكال الفنية العالية وبخاصة في نطاقها التكتيكي والبدني كأولوية تنساق مع التحضير الذهني والثقة والقتالية المفترض أن يتأسس عليه لاعب المنتخب الوطني كونه يلعب لقميص البلد وليس بقميص النادي. 
عادي أن نفشل لكون اللاعب المغربي له مستوى عادي أصلا وله حجم عادي أكبر مما يتهافث عليه مسيرون من طينة سماسرة السوق والحالة هاته أن هؤلاء هم كرسوا هذا التواضع القاتل لكرة مغربية منتوجها ضعيف بالأداء وكبير بالأموال الطائلة، واسألوا مسيري الرجاء والوداد والجيش والـماص وغيرهم، هل هم رجال كرة من وحي عمالقة كرة العالم الذين يكرسون سوق الإستثمار بنفس سوق البناء الكبير لمنتخب بلادهم مثل منتوج الكرة الألمانية والإسبانية.
عادي أن نفشل لأن بنية اللاعب المغربي لم يعد لها ذات الشكل الصارخ والصارم طولا وقوة وذهنا ومهارة، وعادي أن تكون كرة اليوم أسهل مما كانت عليه في ظروف قاسية وقوانين صارمة ولكنها لا تجد لاعبين يسهلون عليك الإرتياح لأداء خارق من القاعدة إلى القمة، وعادي أن نفشل مع الأفارقة لكونهم تطوروا علينا سابقا باللياقة البدنية وعادو ليتطوروا علينا تكتيكيا ولم نعد نقاوم تيارهم كوننا كنا نأكلهم سابقا في غياب ذكائهم، واليوم غيروا هذا المنطق ووضعونا في حجمنا الصغير. فهل فهم مسيرو الكرة لماذا هم مسيرون أصلا للرجاء والوداد وأضلاع المدارس الكروية بالمغرب. ولغاية الأسف لم تعد المدارس تنتج صغار النجوم بقدر ما تنتج وتلهث وراء المال كمدارس خصوصية. 
عادي أن نفشل لكون أبطال الملاعب أقزام البنية ويساوون أكثر من حجمهم، ولا أحد منهم يرسل برقية لاعب دولي من الطينة الممكن إحترافها بأوروبا، ولا حتى من يوجد من المؤطرين داخل القواعد الصغرى يؤكد صحوة صناعة بطل قادم من أي اختصاص. ولا تلوموني على هذا الكلام لأنه الحقيقة التي تؤكد غياب الكشاف الحقيقي ورجل الإختيارات البشرية في كل مكان، وتؤكد معضلة تكوين ناشئة ضائعة ربما لغياب مؤطرين من المستوى العالي أو لغياب إدارة تقنية بالنادي ليست لها مؤهلات كاملة لفريق صانع للأجيال كما كان فريق الرشاد مزرعة وحتى الرجاء والوداد صانعي الأجيال من المدارس وحتى الجيش والـمغرب الفاسي والفتح والنازي القنيطري... ووووو.
عادي أن نفشل لكون الجامعة لا تشتغل على نتائج الفشل ولا تعرف أين يكمن الفشل لسنوات طويلة من الضياع وغياب الألقاب والإنجازات، واليوم تسير ذات الجامعة على نفس الجرح مع أنها تعرف حقيقة منتوج البطولة يشارك في المستوى الثاني من كأس إفريقيا ويصعب حتى تأهله إلى الدور الثاني بمعزل عن مسؤولية الناخب الوطني في النتائج العكسية التي خالفت منطق البداية المتواضعة لأسود «الشان» حسب إمكانيات اللاعبين، ومنتوجها الكبير الحجم ماليا وتسويقيا لا يقاس للأسف مع قيمة اللاعبين الكبار، وبمعنى أوضح أن من يكون دوليا عليه أن يتعبأ ببطاريات كبيرة قتاليا وفعالية وروحا ورغبة نحو الفوز بمعزل عن تعليمات الخطة المفترض تطبيقها على الرقعة بمعنى أن يكون الدولي مهاريا ويزيد من أشكاله الفعالية دون أن نضع المقارنات الحالية مع ميسي ورونالدو وغيرهم لأنهم يعرفون قدراتهم العالية ولا يحتاجون إلى تعليمات.
عادي أن نفشل لأن المسؤولية الكبرى ليست في اللاعب العادي لكون البطولات الأوروبية بها أيضا لاعبون عاديون ولكنهم متفوقون تكتيكيا وبدنيا، ولكن الحلقة الأضعف هي في مسير مثالي يعرف أنه رياضي ليس كمستثمر ولكن كرياضي صانع للأجيال وللألقاب مثل عمالقة الزمن الذي أنتج صناع الفرجة والنجومية بكثرة داخل الفريق الواحد، واسألوا الوداد والرجاء والجيش كمدارس لماذا لم تعد بذات التسمية التراثية بالمدارس الشيطانية وغيرها من مدارس الأندية المغربية في كل مكان وبدرجة احتواء كل نادي وبأسماء رجال ملاعبه؟ هل تدرك ذلك أ السي لقجع؟
عزاؤنا أن نظل نتفرج على بطولة الكراكيز من صنع إدارات الكراكيز.