راقني تصريح السيد فؤاد الورزازي نائب رئيس العصبة الإحترافية عندما انساق في نفس التوجه الذي نرمي إليه جميعا حول معضلة الكوارث التي تعيشها المنظومة الكروية بالمغرب والمتجلية أساسا في بنية الأندية وضعف المنتوج الكروي وغياب النجوم والظواهر البشرية التي  تخلق الفارق في عالم الدولية، وبقدر ما أحترم الرجل على كاريزميته ومنطقه الواقعي وقدرته الكبيرة في معالجة الواقع كمسير يدرك ما معنى أن يكون اللاعب المغربي محترفا وما هي نقاط ضعفه وفكره وثقافته في المجال الذي يشتغل فيه اليوم وفي الإطار التعاقدي مقارنة مع لاعبي الأمس، بقدر ما يحز في النفس تعليق مضاد لأحد المهللين وليس المحللين حول تصريح الورزازي الرجل الكبير والمسؤول الذي جاب أضلاع التسيير الكروي في عهد ما يسمى الإحتراف،  عندما أكد أنه لا يتفق مع الرجل جملة وتفصيلا ومن دون أن يضع المقارنات بين الأجيال التي تعاقبت بأروع المقاتلين والفنانين والمهرة مبرزا في ذات الوقت أن البطولة ليست ضعيفة بل هي أقوى البطولات الإفريقية. 
بالله عليكم، هذا البوليميك الجديد لخط بعض المحللين الذين أصابهم «لغط الزهايم» إنما يريدون به تحسين مقامهم التحليلي لاستقطاب الشعوبية التي يضحك عليها الشعب أصلا، ومن يقول بالإحصائيات والأرقام والقوة في البطولة فليأكلها لكونها لم تقدم في الشان «أعباد الله الشان من درجة ثانية» سوى الصدمة فوق الصدمة، ومن يقول  بقوة البطولة الإحترافية المغربية بإفريقيا فهو يكذب على الشعب ومحلل من درجة أقل من الشان، وربما لا يفهم الكرة أو لم يلعبها أو حتى إن لعبها في الزمن الجميل لمباريات قليلة لا يريد الإعتراف  بالمقارنات.
الورزازي صادق ألف مرة من أولئك الذين يبيعون الوهم للمغاربة، وصادق لأنه يعرف ما معنى الفشل، وصادق لأنه وضع الأصبع على الجرح وبالمقارنات السخية بين القامات الخام والبنية الجسدية واللياقة البدنية والمهارة الخارقة التي لا توجد اليوم في بطولتكم القوية.
سبحان الله، لا يعرف نبهاء الكرة من جسم «المهللين وليس المحليلين» وبعضهم كان من ذات الزمن الجميل، ما معنى أن تكون محترفا مع أنه هو كان لاعبا هاويا ومنتجا ألف مرة من محترف البطولة اليوم، واسألوهم كيف كانوا يفكرون في مستقبلهم الكروي في غياب المال الموجود اليوم في إطار التعاقدات بالسخاء، واسألوهم أيضا كيف وصلوا إلى الدولية فوق أرضية متربة وليس فوق بساط أخضر وبأجور هزيلة ومنح لا تقارن مع منح اليوم، واسألوهم كم كانوا يساوون في سوق الإنتقالات في زمن كان يصعب فيه بيع لاعبين من عيار ثقيل، واسألوهم كيف كانوا يموتون على القميص الوطني ويأكلون العشب رغم تظلم التحكيم الإفريقي آنذاك.
سبحان الله، بطولة المغرب الإحترافية هي أقوى البطولات بالقارة السمراء في نظرهم، والجواب سيكون استهتاريا لكون هذه البطولة هي من ودعت الشان مبكرا وودعتها في الشان الماضي من دون تحديات وستودعها لاحقا إذا لم تقم الثورة على الأندية المسؤول الأول عن جحيم هذه الهزات من دون أن تستفيد من مضامين الرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في المناظرة الوطنية حول الرياضة الوطنية، ولا تنتج صناع القرار في الملاعب القارية والدولية يومها إلى اليوم. ولذلك فالأندية هي المسؤولة عن هذه الأزمات الكبرى والإدارة التقنية داخل هذه الأندية هي المسؤول الآخر ويرأس هذه الأزمات رئيس النادي وطاقمه التنفيذي المسمى بطاقم الحكامة في كل شيء، بينما النتيجة تؤكد أن الكفاءة في صناعة الفريق أصبحت في خبر كان.
المشكلة ليست في سرد الأرقام والإحصائيات التي تشتغل عليها بطولتكم الإحترافية الممتازة بالقارة السمراء، بل في صناعة أطر مكونة داخل مراكز مكونة، وصناعة لاعبين من القاعدة مثلما هو معمول بأوروبا وليس بمدارس يؤدي عنها الآباء والأولياء «وباك صاحبي ولعب لي ولدي بحكم العلاقات»، وصناعة منتوج فرق صغرى يراد منها انتقاء الأجود بثقافة متكاملة البنية واللياقة البدنية والخصوصيات التكتيكية، أما الأرقام التي يتبجح بها البعض فليأكلوها لأنها لم تعط لنا حراسا من القيمة العالية ولا أظهرة نارية ولا مقاتلين في رئة الوسط ولا صناع اللعب ولا قناصة انقرضوا مطلقا في بطولتكم أيها المحللون.
الله يرضي عليكم أيها اللاعبون القدامى، لا تظلوا صامتين عن هذا المنكر وقولوا وافضحوا الواقع ولكم الكلمة في التعليق من دون تمييز، هل بطولتنا الإحترافية أقوى بطولة بالقارة السمراء ونحن أول من ودع الشان؟ ما شاء الله هو كلام آخر ساعة.
الثورة لا بد أن تقع على كاهل الأندية من خلال اجتماع طارئ تخصصه الجامعة لهذا الغرض من أجل دراسة قيم الفشل على أنه آت من صلب الفرق ومن يسيرها ومن يؤطرها في الفرق الصغرى أو مدراء ما يسمى بالإدارات التقنية، وليس من بوق التطبيل على بطولة « زينة».
سير الله يعطينا وجهكوم