قصة 17 – 1 التي فاز بها  فريق أمل الفنيدق على جاره نهضة الفنيدق برسم الدورة 16 من مباريات المجموعة (ج) من بطولة القسم الثالث لعصبة الشمال، ومكّنه ذلك من الصعود إلى المركز الأول والتأهل للعب مباراة السد قصد الانتقال إلى القسم الثاني من بطولة الهواة، علما أن الفريق الفائز، كان يتخلف في نسبة الأهداف عن المتصدر أشبال المغرب التطواني، إذ كان أمل الفنديق يحتاج إلى تسجيل حوالي 15 هدفًا حتى ينتزع الصدارة، وهو ما حصل بالتحديد، فضلًا عن أن أمل الفنيدق، لم يسبق له أن حقق نتائج فوز بمثل هذا الكم، وقصة إشراك عشرة لاعبين من ضمنهم ثلاث حراس مرمى، الذين شاركوا كلاعبين في خط الوسط والهجوم، وأسندت حراسة المرمى للاعب اعتاد اللعب في الهجوم ولم يسبق له ان لعب حارسا، وقصة التوقيت الذي فجر به «لعاب وقنابل بودريقة» إثر توجيه اتهامات خطيرة في حق الجامعة والعصبة الإحترافية والتشكيك في سلامة الممارسة أمر في غاية الخطورة، وبما أن القضية الأولى فيها صرامة قانونية وزجرية دفعت الجامعة إلى التشطيب نهائيا على الفريقين للتلاعب المفضوح من خلال تسجيل مندوب المباراة كل الخروقات التي قام بها فريق أمل الفنيدق موازاة مع النتيجة الهلامية، ولسرعة تنفيذ القرار الجامعي في هذه النازلة المدوية لأسباب قد تكون عميقة في صلب واجهة الشمال، فإن مسألة الغسيل الذي نشره الرئيس بودريقة عنوة وفي ظرفية صعبة وربما منهجية لتداعيات الديربي الخارج عن إرادة البيضاء التي تحولت في الرقم 122 إلى صمت مطبق أسعد البيوت والمحلات التجارية من تداعيات اية نتيجة لا يمكن أن يمر على هذا النحو غير العاقل وغاية في التسرع لأنه ينتمي للبيت الجامعي وينتمي لجهاز مفترض فيه أن يوجه لهجة قوية بعقد اجتماع طارئ من دون أن يكون لذلك أية تداعيات وصدامات ، وما خاب من استشار قبل أن يتسرع الرجل في الإنفعال ، ولست أدري كيف بادر في ردة الفعل هذه مع أن العقل يقول بإمكانية تقديم استقالته من الجامعة مع عقد ندوة صحفية تضع النقاط على الحروف في كل المشكلات التي علقت على الرجل حبالا من كل ناحية . أما وأن ينشر غسيل كرتنا ومسؤولينا عبر القنوات العربية وحتى الدولية فهو أمر غير مقبول إطلاقا ما يؤشر فعلا لإساءة جوهرية للبيت الجامعي والعصبة الإحترافية ويؤجج بالتالي الصراع العلني والخفي والتراشقات والملاسنات المثيرة للجدل بين رئيسي الرجاء والوداد من ناحية أخرى كما لو أننا في محراب سياسي يفجر المسكوت عنه أمام علاقات عناق مصطنع بينما هو عداء في الأصل.
في الريال والبارصا عداء خفي بين الانصار ولكن مع الرؤساء لا يظهر ذلك على الإطلاق أمام منصة الكلاسيكو وهما معا في مقعدي المتابعة ايا كانت النتيجة ولا مشاكل مطروحة بعلاقة مع التفاضل التحكيمي وتمييز هذا عن ذاك ، وحتى أن نزلت بعض الأندية الإسبانية أو بعض الصحف المقربة من الناديين على أن التحكيم يبقى سيدا في مواقع مختلفة ومؤثرة على نتائج الصراع ، ولكن الحقيقة أن التأثير يظهر أيضا في الإنقلابات على مستوى نتائج البارصا التي كانت في الأصل بعيدة بـ 12 نقطة قبل أن تجد نفسها تلعب مع الريال موقف الند بالند في  النقاط والعكس صحيح عندما كان الريال قد خسر واقعيا وبالكثير من النقط قبل أن يقلب التكهنات ويصبح اليوم قريبا من التتويج ومن دون أن تكون لردات فعل الرؤسات أية مناوشات ولا سباب ولا قذف ولا تجريح . وهذه هي ثقافة أعظم أندية العالم حتى ولو كانوا مسيسين أو مستثمرين أو ما شابه ذلك.
قد تكون كرتنا ممسوخة في كثير من الحالات السيئة وهذا واقع لا هروب فيه ، ولكن من في البيت الجامعي عليه أن يكون صارما ولا يلبس ثوب العاطفة مثلما فرض القانون على قضية البيع والشراء في مباراة 17 – 1 الشهيرة في عام 2016، وما يناقش اليوم حول فتح تحقيقات حول قضية بودريقة ليس إلا واحدة من الإشكاليات المتستر عنها أمام مستقبل دخول الأندية عهد الشركات في عهد احتراف يسيء فعلا لمدلوله العام، فكيف سيكون مستقبل هذا الشكل من الشركات المفترض أن يكون لها رؤساء من الطراز الرفيع.
والحاصول رأس المغربي سخون بزاف.