قد يكون المنتخب الغابوني ضحية عدة أشياء أبانها لقاء التعادل الكاشف لأسرار عدة لم يقرأها المنتخب المغربي عن قرب، وأبرز هذه الأشياء ما يتعلق بالجانب السيكولوجي والنفسي للاعبين إتجاه البلاد وما عرفته من أحداث عقب الإنتخابات الأخيرة لرئاسة البلاد وما صاحب ذلك من معارضة شرسة، ما يعني أن غياب الجمهور وبكثافة أبان بحدة ما دعي له من مقاطعة المباراة عبر مواقع التواصل الإجتماعي  ومنشورات تحث الناس على عدم التوجه إلى ملعب فرانس فيل لمؤازرة الفهود ، ثم مناداة الحارس الدولي ديدي أوفونو للجمهور للحضور بكثافة لمناصرة منتخب بلاده، الأمر الذي لم يرق شريحة من الناس وعارضوا دعوة الحارس بل وطلبوا الساكنة بعدم الذهاب إلى الملعب. ومن هنا دعا عدد كبير من الفايسبوكيين من خلال منشورات تدعو لمقاطعة  هذه المباراة بداعي أن رئيس الدولة علي بونغو يخلط بين التحدي واللعب في وقت يبكي الغابون قتلاه وليس هناك مكان للعب كما تم تدوين ذلك عبر أحد الناشطين في المواقع الإجتماعية كما علقت على ذلك صحيفة ليبروفيل. وإلى غير ذلك من التعليقات أثر هذا المعطى الغيابي للجمهور الغابوني على المباراة القفل وحتى على اللاعبين بالنظر إلى قلة الجمهور الذي حضر المباراة بشكل لم يتعود عليه المنتخب في المباريات الكبيرة، وهذه النقطة بالذات لم يستغلها أسود الأطلس من أجل الضغط على المنتخب الغابوني. ولم تتوقف القراءات الأخرى لخط الدفاع الغابوني بداية من الحراسة الرسمية لديدي أوفونو الذي قلنا عنه أنه لا يلعب بنادي أوستيند البلجيكي واشتكى من إصابة ما يسمى ب «الأدوكتور» أي العضلة الفوقية للفخد وتحدى المباراة ولعب أساسيا، ثم الزوبعة التي أحدثها جورج كوسطا على خط الدفاع عندما إستبعد المدافع الأوسط موسافو كينغ واضطر إلى معالجة ذلك بالبديل أبيندانغوي لمعالجة هذا المشكل ثم إنضاف غياب المدافع الأيمن لويد بالون لأسباب إدارية ليتم ملء فراغه بالبديل ورجل الوسط أندري بوكو، وهي توازنات خلخلت الخط ولم يقرأها رونار لإستغلال هذا الموقف.
وعندما نقول دائما بقراءة الخصم فليس معناه قراءة بعض جوانبه القوية من خلال ما إتضح بحضور النجمين أوباميانغ وأيفونا هجوميا، وندونغ وليمينا في البناء الهجومي، ولكن من نقاط ضعفه المسجلة في خلخلة التوازنات الأخرى، والدفاع كان يشكو من ذلك ولعب بإحتياط كبير. ولو غير رونار نهجه الصارم في شكله الدفاعي وغامر تلقائيا ربما شاهدنا الغابون في أسوإ صوره بالنظر إلى شوارع الدفاع وما قدمه الناشئ الناصري من شطط وإرباك كبير من دون مساندة ولا دعم خاص من بلهندة وبوصوفة لا لشيء إلا لأن رونار ربما كان يرى في الدفاع أقوى وسيلة للمضاد الهجومي، ولكن ما إتضح أن تغليف أمرابط وطنان وبوصوفة بالدور الدفاعي دفع ثمنه غاليا دونما الحديث عن بلهندة الذي كشف نفسه بالواضح أنه لا يصلح للفريق الوطني مطلقا، مع تنازل العرابي الكبير سواء في اللياقة أو النجاعة التي كان يتسم بها على الدوام، وفوق ذلك ألم يكن رونار واضحا في إدراج إسم أيت ناصر مدافعا أيمنا عوض المختص شفيق صاحب أقوى مشاكسة لكبار النجوم، ولماذا فضل أيت ناصر على شفيق مع أنه أفقد الظهير الأيمن هويته الدفاعية والهجومية، ولو لعب شفيق ربما كان الممر نشيطا بدرجة عالية على اليسار. وتلك نقطة سلبية يحاسب عليها رونار على مستوى هذا الدور القيادي الهام بالنظر إلى أن هناك شيئا خفيا بين رونار وشفيق وحتى دعوته كانت إرضاء للجماهير ليس إلا. وبالتالي أضعنا لقاء تشنج من جانبه الأيمن وضاع فيه جهد طنان وحتى أمرابط لتغطية عمل أيت ناصر في اليمين كدور لا يلعبه بنادي نانسي.
وعندما نؤكد على قناعة المنتخب الغابوني الذي شكل فقط خطورة واضحة في فرصتين كان فيهما الحارس منير رجل اللحظة بإمتياز من دون أن يكون للفهود دور السيطرة العامة على مجريات المباراة، نؤكد على أن الغابون ليس بالمنتخب الكبير وأكدت على هذا المعطى قبل المباراة في تحليل خاص قياسا مع الأسطول الذي يبنى على وجوه جديدة لا تحمل إلا خمس عيارات من الحرس القديم ولا يملكون نجوما كثيرة في كل الخطوط إلا بإستثناءات أربعة وجوه تلعب بأندية متفاوتة العالمية. ولذلك أقول أننا أسأنا تدبير المباراة واضعنا إستراتيجية كان من الممكن أن نفوز بها مع تحكم خاص لقرصنة أوباميانغ وإيفونا اللذين لم يقدما اي شيء إلا في المحاولة الوحيدة التي أنقد فيها منير هدفا محققا، ونهاية الغابون لن يكون سيد المجموعة من الان حتى ولو تحسن مستقبلا.