هذا الإمتاع الذي يرافق أبناء ودوليو المنتخب الوطني أوروبيا وخليجيا منذ الصيف إلى الآن، وفي خضم مساحات تنافسية لمعظم الأسود عدا قلة قليلة من الرسميين المعول عليهم في مباراة الكوت ديفوار الثانية في مسار المجموعة المؤدية إلى كأس العالم، هو إمتاع يجسد في قراءة عامة لمعطيات ما يمكن أن يبنى عليه الفريق الوطني بتشكيله الرسمي وأدواره الخاصة  وتعدد الأدوار الأخرى لبعض اللاعبين أمام مشاهد الرؤية التي يخلق منها هيرفي رونار توليفته وفيلقه الخاص للإستحقاقات المقبلة . 
هذا الإمتاع الذي يعج بالخليج أمام إنسياب القناص العرابي في التهديف السخي بإيعاز من سطوته على الأحداث ومثابرته الخاصة في رفع وثيرة التهديف من قبل التعليمات التي وجهت له من لدن رونار على أساس المكاشفة الواضحة التي أخلت بنزول مستواه الدولي مقارنة مع إرتفاع كوطة مبارك بوصوفة قائد الألعاب بإمتياز في البطولة الإماراتية، إنما تمليه الضرورة لقياس هذا العلو في المقاس الحراري للتنافسية المفروض أن يكون لها ثمن غالي مع الأسود وبدون إحتشام . 
هذا الإمتاع الرائع لأسود أوروبا في جميع التخصصات الدفاعية والوسطية والهجومية تمليه أيضا الدعوة لقياس الشغف الكبير الذي يعم كافة الوجوه الدولية لمناقشة الكوت ديفوار أولا في سياق المباراة المقبلة قبل أن يقايسها الأسود في مرحلة ثانية بكأس إفريقيا بالغابون، وهو ما فنده أكثر الدوليين في تصريحات صارخة تؤكد الدعوة للدفاع عن مشروعية وإفريقية الفريق الوطني في المحافل القارية.
هذا الإمتاع الكبير لجهاد الدوليين في كبريات البطولات الأوروبية حتى وإن كان البعض يتعذب على مستوى الإصابة (عوبادي ودرار) وعلى مستوى التنافسية التي ترهب (لزعر والقادوري ومنديل)، لا يمكن إلا أن يجسد هذه الروح الوطنية السائدة لدى الجميع في سياق مناقشة ومنافسة الأدوار داخل الفريق الوطني، وربما يعتبر هذا الوازع الإختياري لرونار لأكثر اللاعبين الدوليين في المباريات الدولية والرسمية قناعة تامة لدى الرجل في حسم الفريق الوطني العام خلال إستحقاق كأس إفريقيا المقبلة وما جاورها أيضا في مسؤولية مجموعة كأس العالم لربح موقع التأهل الرسمي. 
وهل يكون هذا الإمتاع سخيا في مباراة الكوت ديفوار الذي لا زال يشكل حجر عثرة للفريق الوطني؟ وهل يكون هذا الإمتاع لائقا في مواجهة هذا الفيل الثقيل في ثلاث مناسبات أولها في لقاءين هامين عن كأس العالم وثانيها عن كأس إفريقيا بالغابون؟ طبعا لرونار الجواب الشافي خلال مباراة مراكش المقبلة المفترض أن نفوز بها بكل الأشكال بغض النظر عن الضربات الموجعة التي تلقاها الفيلة بفقدان ثلاثة من توابثه الرئيسية في الحراسة (غبوهو) وخط الدفاع (بايلي من المان يونايتد) والمهاجم (جيرفينهو) وأيضا حتى طوماس توري رجل وسط بوردو الفرنسي، ما يعني أن حظ رونار في هذه الغيابات ستمنحه الضوء الأخضر للقتالية من أجل الفوز وليس النوم في عسل الغيابات الوازنة للكوت ديفوار لأنه بكل تأكيد لن يكون الفرنسي والناخب دوسيي نائما أمام هذه التصدعات القدرية وسيملي على فريقه الإيفواري جملا من الصراعات الإستراتيجية لأنه يعرف أسود الأطلس ونقاط قوته وضعفه. 
هذا الإمتاع هو ما سنركز عليه في مواجهة فرنسيين على المستوى التقني بين دوسيي الذي اختير ناخبا للكوت ديفوار بعد رونار، وبين رونار الذي يعرف عقلية الإفواري في المباريات الرسمية وعقلية اللاعبين أيضا لكونه فاز إلى جانبهم بكأس إفريقيا الأخيرة ويعرف بناءات الفريق وأسمائه الوازنة وحتى كيف ينتقص الفريق الإيفواري من عياراته. ولذلك نحن أمام ثلاثة سيناريوهات مع الكوت ديفوار، ومن الواجب أن نقيس كل مباراة على حدة بالطقوس الملائمة ذهابا وإيابا ومرورا عبر آخر لقاءات المجموعة مع ذات الخصم في الدور الأول من منافسات كأس إفريقيا، دونما النظر في المنافسين الأخرين كل بمقاسه وقراءاته المختلفة. 
هذا الإمتاع لا يمكن أن يسرق منا هذه اللحظة التاريخية التي نساند فيها فريقنا الوطني  المبني على قواعد متينة في أفق منتظرات الساحة الإفريقية والعالمية، إذ من واجبنا أن نكون دائما في حجم المواعيد التي نؤسس فيها على بناء فريق وطني يساير المرحلة بإجتهادات الناخب ودعم الإعلام والنقد الموضوعي ومناصرة أبطال المدرجات، وإن كنا نريد إطلالة مستقبيلة للفريق الوطني على أنه من أرقى منتخبات القارة السمراء، علينا جميعا أن نرفع من شأن هذا الحماس والتحدي المطلقين للوصول إلى الأهداف الغالية، وربما قد يكون هذا الإمتاع مع رونار في جوانب التأهل العالمي وحتى مناقشة كأس إفريقيا المقبلة،
والله ولي التوفيق.