لا يهمني على الإطلاق ما افتقده فيلة الكوت ديفوار من عيارات وازنة أمام المغرب في نزال كان وما زال تاريخيا موجها للفيلة دون أن نتمتص معهم رحيق العودة إلى تاريخ الإنتصارات التي غابت عنا لما يقارب عشرين سنة. 
لا يهمني ما كان وما سيكون على الفيلة لأن الثقة الزائدة في فقدان الأعيرة يولد الإستهتار والتخاذل والفوز باللاممكن وليس الممكن أساسا ، والفيلة عندما ضاع منهم الرجال والركائز فهم يشعلون بذلك النار والدخان بجديد النسخ الإضافية من الصقور المنتظرة للفرائس. 
ولا يهمني ما يقوله الشارع المغربي من أن الكوت ديفوار ليس هو ذاك البطل الذي نال نسخته الثانية لكأس إفريقيا قبل سنة ، وليس هو المنتخب القادر على قلب مواجع المجموعة المؤدية لكأس العالم سواء مع المغرب أو مع غيره. 
المشكلة في أن كل وسائلنا الإعلامية تشتغل على بقايا أخبار متناثرة هناك من الخصم على أنه منقوص من ركائزه ويسهل الطريق للأسود كي تفوز دون أن تشتغل على كلام المدرب وصيرورة الأحداث الأنية لمنتخب الفيلة وما يفعله المحترفون الإيفواريون في الساحة الدولية والبطولات الأوروبية، والمشكلة هي أن حتى أسود الأطلس بها عوز ظاهري في نقائصه وسوء بينية الشاكلة والتشكيلة وفوضى الإستدعاءات، وفي ذلك تعادل مشترك بين المنتخبين أصلا مع امتياز كبير للكوت ديفوار على أنه بطل وله خلف ظاهر أيضا حتى ولو اعتزل يايا توري ودروغبا وغيرهم لأن لهم مفاتيح كبيرة من الوجوه التي تصنع العديد من الإحتفالات في أكثر البلدان الأوروبية، ولهم زاد كبير يفوق المغاربة بنسبة عالية وليس هناك خوف على الإطلاق من إعادة التوازنات البشرية وقت الضرورة والطوارئ.
وعندما يتحدث رونار عن الفيلة وتظهر على سحنات وجهه علامات التوجس حتى في عز الغيابات، يؤكد أن صداقته للفيلة سابقا ستصبح اليوم في نطاق مضاد بقناع الخصم، ما يعني أن الإفواري الذي تألق مع رونار سيكون اليوم ببطارية معبأة للفوز عليه وسيحضر لمراكش على هذا النحو من الشراسة وليس الصداقة أو الهدية، ورونار الذي يفهم هذا المنطق يتأكد من أنه له نفس المعاناة مع الأسود ونفس الإكراهات البشرية في سياق بناء فريق وطني كبير في ظل التجريب الكبير بما يتناقض مع طبيعة المحترف الإيفواري الجاهز.
ويهمني أن يكون رونار واعيا بما يرسمه مواطنه الفرنسي دوسويي الذي يشكل اليوم تعبئة نفسية لمنتخبه في عز أزمة اللإصابات من أجل زعزعة الاسود بعرينهم، وهو المخطط الذي يهيئه بالفعل نفسيا وتكتيكيا وعلى رقعة النزال وفي مواقع الدفاع والوسط كمعركة لجر الأسود نحو الإخطاء وممارسة المضاد وقت الضرورة التي سيتفنن فيها كل من سالمون والقناص وكودجيا وبوني ويلفيرد، ولذلك ما يراه دوسويي قد لا يراه رونار بينما نحن نراه من خلال احترام المدرب لقيادته الهجومية بمعزل عن غياب جيرفينيو لأنه يرى في اللائحة الهجومية وصناع التنشيط الهجومي الزاد الذي يمكنه أن يصنع المفاجأة في عز الغيابات، والمدرب الذي يقرأ تفاصيل الرحلة الشاقة وفي مباراة ملغومة وغيابات وازنة هو المدرب الذي والكبير في حالة صناعة الحدث، والكوت ديفوار سيأتي من أجل ذلك ولا يريد تعادلا بقدرما سيربح الرهان الذي يريح منتخبه في الصدارة ويقدر الثمن الغالي للفوز خارج الدار . وأخاف على رونار من هذه المصيدة التي ستضيع حثما أمام تباعد النقاط في حالة الخسارة، ولذلك سأكون متشائما في هذه النظرية الرياضية من أن النقص العددي لا يمكن أن يكون منطقا صارما للفوز بالمباراة ولكنه مطروح في سياق العديد من الأندية التي تفتقد للاعب في المباراة ومع ذلك تفوز على فريق مكتمل . والكوت ديفوار القادم بالإصابات يدرك ما له وما عليه من مسؤوليات لمواصلة السيطرة على الصدارة ويرى التاريخ أيضا من أنه هو شبح المغرب دائما. 
وأعرف حثما أن كلامي هذا لن يعجب البعض ولكن في قرارة نفسي أني لاعب بالفطرة وأعرف الكرة جيدا وأضع في نفسي معنى لقدرة أي طرف مستعد للنزال وما هي درجات تحضيره الذهني والنفسي في مثل هذه المباريات الكبيرة ، ما يعني أن أسود الأطلس يجب أن يعرفوا مقدرة هذا النزال أيا كانت أوضاعه وفي الرقعة هناك أحد عشر لاعبا من صناعة دولية وليس عادية ومن غاب يخلفه آخر بنفس أو ما يفوق وزنه، ولذلك أوجه هذه الرسالة لكافة الأسود من أن المباراة لن تكون سهلة، والفيل يظل فيلا بخرطومه الحاد ولا ثقة على الإطلاق في ترويضه لأنه عادة ما يغدر. 
نهاية، الفوز يبقى رهانا شرسا، والنزالات مع ذات الخصم ستعاد إيابا، وبعدها أيضا بنفس القناع في كأس إفريقيا، ورحمة بنا فوزوا على الفيلة إن كنتم فعلا أسودا.