قمة العبث أن يسقط هيرفي رونار في متاهة الرد على الإعلام المفترض أن يناقشه على مقاس اسمه وبالذكاء لا بالرد المضاد ، أن يناقشه في المحتوى الذي أدى به إلى زرع الفتنة داخل العرين والتنكر للاعبين اللذين اختارهم هو بنفسه ، ويناقش كيف ولماذا خاف من الغابون و الكوت ديفوار، وكيف لناخب يلبس ثوب البطل مع زامبيا والكوت ديفوار أن يفزع المغاربة بتصاريح خارج النص من دون أن يعرف كيف ولماذا قبل تدريب المنتخب المغربي، وماذا يمكن أن يقدمه من لمسات في الإختيارات وطبائع الخطط الجهنمية والبدائل المتاحة، هو هذا بيت القصيد أساسا لأنني كنت أريد من هذا الرجل أن يبني لنا صرحا جديدا بالخبرة التي يملكها قاريا، ويقدم الدليل على أنه تاهل لكأس إفريقيا مع الأقوياء وليس مع الضعفاء مع أن هذه الترجمة بادية اليوم في المجموعة المؤدية لكأس العالم مع منتخبات أقوى من ساوطومي والرأس الأخضر وليبيا، أي ترجمة العمل القوي مع هذه الطينة من المنتخبات من العيار  الذي دربه أصلا مع الكوت ديفوار. 
كنت حقا أومن بأن هذه المباراة ومن خلال اجتهادنا في تحليل الفيلة ومقاسات عمل الناخب دوسويي ، ستكون درسا طبيعيا لرونار ونتأكد من مساحات تالقه وقراءاته الخاصة للخصم من جانبين مهمين أولهما معرفته الحقيقية بخبايا الكوت ديفوار ، وثانيا من الشكل المفترض أن يمر منه وبأي رجال وبأي خطط للوصول إلى النصر . لكن الرجل عجز عن ترجمة هذا الفعل وأثبت عجزه حتى في قراءة مواطنه دوسويي لكون الأخير هو من امتهن صفة القرصنة على الوجوه القوية بالأسود وقفل كل أبواب عبور بوفال وطنان وبلهندة والناصيري ، وسحق الوسط المغربي وكاد يفوز على الأسود . أليس هذا نقدا موضوعيا اعتبره بعض الجبناء نقدا هداما مع أن هذا الرونار لا يملك حتى الآن وصفة سحرية تؤكد أن قاعدة الأسود موجودة والنواة موجودة والفوز مضمون . 
قال رونار، إن كوت ديفوار تستحق التأهل للمونديال وهي الأقرب لذلك من المغرب «لا نتوفر على لاعبين من المستوى العالي ولا يمكن أن أصنع المستحيل ولا أملك عصا سحرية لتغيير الوضع . « طيب وبالدارجة « فين كنتي هدي 9 شهور « ما هي بدائلك؟ وماهي حلولك ؟ ولماذا أتيت بالضبط ؟ وماهي شروط تعاقدك ؟ وأين هو تواصلك مع الإعلام ؟ 
حقا قمة السخرية أن ينزل ناخب إلى وحل الإحباط التي تنفسه الدوليون المغاربة عندما استخف باللاعبين واعتبرهم من دون المستوى العالي مع أنه هو المسؤول عن اختياراته البشرية والإستراتيجية ، وقمة السخرية أن يدخل معنا أي كافة الإعلاميين في بؤرة الندم لأنه سيعرض نفسه إلى المعاكسة وسيشعر أنه وضع نفسه في الوحل .
ربما شعر الرجل بالهذيان ونام على خطة مستهلكة منذ قدومه 4 – 2 – 3 – 1 دون أن يغير من مفاتيح المدربين الكبار الذين يستعملون خططا معينة في اللقاء الواحد لدرجة أصبح فيها هذا الرجل الذي يرتدي قميصه الأبيض للحظ فقط  من دون إبداع ولا إقناع ولا بصمة نهج خاص يضعنا في موقع الرجل الداهية ، وكيف لداهية أن يضع أمرابط كظهير دفاعي مقابل عدم التمثيل بهوية المقاتل شفيق ؟ وكيف يضع بوصوفة في دور السقاء وهو الرجل الذي تبنى على يده العمليات ؟ وكيف اقتنع ببلهندة البعيد كليا عن الدولية ؟ ولماذا غيب العرابي ولزعر مع أن كلود لوروا الخبير لعب بأديبايور بدون فريق؟ هنا إذن نناقش الرجل في هذه الهفوات وبكامل الموضوعية كونها تدخل في سياق خطة مدروسة دون أن يعرف سياقات نجاح المنتخب الوطني في كل أزمنته بخطة 4 – 4 – 2، فهل أدرك الرجل أخطاءه البشرية والمنهجية وهو من يضع أصلا المغرب خارج سياق كأس العالم القادمة ويؤكد جملة وتفصيلا أن الكوت ديفوار هي الأحق بالمونديال مع أن لاعبيها أكثرهم يلعب بفرق متوسطة. 
هذا الرجل يهذي حقا لأنه ما وجد البدائل مطلقا في الأدوار المتعثرة إن على مستوى الإكراهات أو الإصابات ، وهو المفترض أن يقدم الضمانات لا المغامرات، ما يعني أن المغامرة بالناصيري ومنديل وحتى طنان في المباريات الرسمية تنقص حلول الفوز، ما يعني أن أمرابط  مع بوفال كان سيشكل متاعب لخط دفاع الكوت ديفوار ، وربما كان العرابي سيفك بعضا من الحلول لو لعب مع قناص آخر ، وهكذا دواليك في صناعة الأدوار على مستوى الوسط الدفاعي والهجومي . هكذا ارى الأشياء لأنه من العبث أن لا ينادى على لزعر دفاعيا لتحريك الجهة اليسرى ولا على العرابي لأشياء غير مفهومة وقس عليها حتى ردة فعل زياش الذي تقول الأنباء أن رونار لا يراعيه الإهتمام كصانع ألعاب مثل شغفه ببوصوفة.
حقا لو لعبنا بهذه الأدوات البشرية وبخطة مدروسة لكنا استمتعنا بمباراة قتالية، ولكن للأسف ، بدا هذا المبدع بعيدا عن أدواته الأصلية وفارغا من محتوى القمة لأنه كان عليه أن بلعب مباراة النهاية وليس مباراة يقتل فيها طموح الدوليين وتفضيل الفيلة عليهم. 
وللحديث بقية مع هذا الرجل.