الحوب بالمد وليس الحب باستدلاله اللغوي مثلما هو بالقاموس، بل الحوب كما نطقه وينطقه الركراكي، وقد ظهر بعد طول غياب وقد أفل من الآفلين بعد الكان دون ندوة لتشخيص وتقييم نكسة سان بيدرو، ليترك لنا في الخزانة ما نوثق به رطوبة لوران بوكو، مستفيدا من رطوبة قرارات لا تربط المسؤولية بالمحاسبة وقد راعت عواطف ومشاعر الربان المنكسر الوجدان.

ظهر وليد وبدل أن يدلنا على الخيط الناظم في ضعف أداء لاعبه المفضل هجوميا «النصيري» ويفسر لنا سر فعاليته في رحاب بيزخوان والأندلس وعيشه منذ عام وشهرين على أطلال وذكريات صعوده فوق حارس البرتغال، مستفيدا من تعبئة ذلك الهدف الشهير، فقد ظهر ليخبرنا بسر الإحتباس...
ترك وليد الكرة وقوالبها، ترك الكرة وعلومها وتاه بنا في شعاب البوهيميات ليطلب منها «اعطيو الحوب للنصيري»... 
وكأن الحوب الذي غمر به وليد النصيري هذا لم يكفيه، فمنذ أول يوم له بالفريق الوطني وهو يمنحه الحوب... منذ أول ندوة قبل مباراتي الشيلي وباراغواي معوضا وحيد، حوصر وليد وقد كان النصيري يومها يقتات بالتقسيط غير المريح في الليغا، ليقول حاسما وجازما «يوسف هو المهاجم الأول»...
لم تنفع تلك الوصفة في استنهاض همة يوسف الذي سقط في غيابات جب الضياع ودهاليز الأصفار، ليظهر وليد مجددا «شفتو واخا تعياو ما ضغطو على النصيري غادي يمشي للمونديال واخا ما يماركيش»...
ركب وليد صهوة التحدي وكسبه في ملعبي البيت والثمامة حين سجل النصيري أمام كندا والبرتغال، فظهر الركراكي مزهوا بالرهان الرابح وبرد التحية مثلما يجب من لاعبه المدلل...

منذ تلك اللحظة لم يظهر للنصيري آثر لغاية مباراة تنزانيا في الكان، حيث ابتعد لـ14 شهرا عن التهديف، وكل مرة كان الركراكي يصر على نفس القناعات والثبات عليها وبعناد...
ماذا حدث لاحقا؟ حوب وليد للنصيري قاده ليتنقل عنده مؤخرا في معرض زياراته التي همت لاعبيه في مختلف البطلات وظهر مثلما لم يظهر مع غيره وهو يمسك بقميص إشبيلية مكرما في الأندلس وهو يحمل طابعه...

تأكد للجميع أن حوب وليد للنصيري واضح ولا مراء فيه، لذلك لا أحد تصور أن هذا الحب أعمى،  لأن تجليات العمى والدلطونية ستقود الركراكي لترسيم النصيري أمام زامبيا بدل الكعبي القادم برقم تاريخي أسطوري صادقت عليه أوروبا في مؤتمرها «الكونفرس ليغ» ... 
لا أحد من العقلاء يقبل باسم المنطق أو غيره، أن يتجاهل الركراكي لاعبا متصالحا مع المرمى هذه الأيام بشراسة وشراهة، لاعب «غزالته رايقة وهو الكعبي» وبانفجارية طاغية قادته لهزم بطل العالم الأرجنتيني مارتينز ويدفع بدلا عنه النصيري الذي يسجل بالقطارة، إلا أذا كان هذا الحوب فعلا أعمى وأي عمى هذا؟ 
ولأنه حين يمتزج الظلم و «اللا – عدل» بالحوب الأعمى، فالنتيجة كانت صادمة لمشاعر الركراكي، صدمة تذكر بما قاله الشاعر عن كرم الكريم وكرم اللئيم، من خلال ردة فعل المدلل على ربانه بتلك الشقاوة... 

النصيري رد على حوب الركراكي ب«القرعة» ... وهكذا يكون الإمتنان لمن يحبوننا، ولحسن حظنا لم نطاوع الركراكي ونستجب لدعوته بمنح يوسفه الحوب المطلوب وإلا لتسربت لنا أمام التلفاز رشات من قارورته المقذوفة... 

أمام بوحزامة مساعد جناح السلامة الذي تدخل ليطلب من رحيمي لما استبدل ولم يصافح الركراكي أن يسحبه من مقعده ويأتي به عند وليد ويحرجه «سلم على عمك» بينما لزم مكانه وزياش يرمي حذاءه وواقي ساقه والنصيري يقذف قرعته، أمام بوحزامة هذا القادم لتعويض الغريب المقال، دلنا النصيري فعلا على أنه للحوب فعلا فواتير، وأنه من يسقط في حب العميل فإنه بالضرورة سيفشل في مخططاته ويكون مصيره ما قام به اللاعب الإشبيلي تارة مع كيمي فلوريس وتارة مع مول النية... فهل بقي في الجراب يا وليد بعض من ذلك الحوب؟؟؟