لأن إعلام الجارة الشرقية، المجيش باستمرار للتشويش على المغرب في كل ظروفه وسياقاته، لا يمكن أن يترك مناسبة إلا ويطيل أكثر من اللزوم حبل الكذب، فقد استغل الحركة الإحتجاجية التي شهدتها مدن وحواضر المغرب، وهي دالة في عمقها الوطني وليس في الأشكال التخريبية المرفوضة، التي ظهرت بها هنا وهناك، على أن المجتمع المغربي ينبض بالحياة، ولا يُصادَر له صوت، للجهر بمطالبه وحقوقه، في إطار التماسك الوطني والتعلق بالرموز الخالدة للوطن.
إعلام الجارة الشرقية الغارق في الوهم، إستغل هذه الحركات الإحتجاجية، للنفخ فيها بنفس أمارة بالسوء وإثارة الفتنة، وأيضا للركوب على الحدث وإبداع صنف جديد من الشائعات المريضة والبغيضة، وكان منها القول بأن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، جراء الوضع الإحتجاجي في المغرب، بدأت تفكر جديا في من يعوض المغرب في تنظيم النسخة 35 لكأس إفريقيا للأمم المقرر لها بداية من 21 دجنبر القادم.
هذا الإعلام الذي يستبلد كل متابعيه، بما يروج له من خرافات، قال أيضا، أن مصادره تؤكد بأن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم باتت منشغلة كثيرا بالوضع الحالي في المغرب، وأنها تضع من الآن الخطة باء، لنقل البطولة خارج المغرب، في حال ما إذا تواصلت الحركات الإحتجاجية.
وواصل هذا الإعلام اليائس، مشيه على حبل الكذب القصير، بأن ادعى أن باتريس موتسيبي رئيس الكونفدرالية الإفريقبة لكرة القدم، تواصل مع نائبه ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، ليضعه في صورة القلق الذي ينتاب الكاف، إزاء مخرجات هذه الإحتجاجات.
ولأن لا شيء من هذا حدث على الإطلاق، ليظل الإدعاء باطلا في بنيته ومقصده، على غرار ما ادعاه هذا الإعلام المبرمج، من أن جمعيات مناصرة لأندية وطنية، بدأت في غمرة هذه الإحتجاجات في رفع شعارات تدعو لمقاطعة كأس إفريقيا للأمم بالمغرب، مع أن الحقيقة هي غير ذلك تماما، إذ أن المغاربة وإن اجتمعوا على عدالة المطالب الإجتماعية التي رفعتها الحركات الإحتجاجية، وإن توافقوا على أن للشارع نبض يجب الإنصات إليه، فإنهم ملتزمون أولا بأن ينظم المغرب أجمل نسخة على الإطلاق لكأس إفريقيا للأمم، وثانيا بدعم ومساندة الفريق الوطني ليتوج بلقب هذه النسخة التي تنظم في معقل أسود الأطلس.
وإزاء هذا الإنتشار البغيض لإشاعات مغرضة، من قبل إعلام «مُغيَّب»، يريد عبثا أن يأكل لحم جاره، ويستغل أسوأ استغلال حالة «هيجان» طبيعية في مسارات الأمم التي تبني ديموقراطياتها، ليشبع نهمه العدائي اتجاه بلادنا، يكون من الضروري أن نأخذ كل هذه التمظهرات المقيتة لعداء مبطن بل ومعلن، بما يستوجب من جدية للتصدي حتى لفتيله الأول.
لقد قلنا في أكثر من مناسبة، كلما تحركت آلة الكيد، أن اليقظة يجب أن تصل عندنا لأعلى مستوياتها، لأن المغرب محسود في رخائه وفي شدته، ولأن إعلام الجارة الشرقية وجيوشه المحشورة في مواقع التواصل الإجتماعي، غايتها التشويش على المغرب والتغريض بشبابه والنيل من مساعيه.
صوت الشباب هو صوتنا، ونبضهم هو نبضنا، فهم أبناء وأحفاد وحملة للإرث، وقد ربيناهم على أن حب الوطن من الإيمان، حب لا يقبل بالمساومة أو المزايدة.
يكفيهم هذا، لنقول لإعلام السوء، ليس بيننا وبين الوطن وسائط، لأن الوطن ساكن فينا، بل متجذر فينا.