دعونا لا نطيل الحديث عن جدوى مواجهة الفريق الوطني لمنتخب البحرين، في محك ودي تفسر بالغ أهميته واستراتيجيته، بالسياق الزمني الذي تأتي فيه، ونحن نقف على بعد 73 يوما من انطلاق كأس إفريقيا للأمم، ونركز على المنتظر من الأسود في هذه الودية، طريقة لعب وأسلوب تدبير وشخصية يفترض أن تكون قد اكتملت.
لولا الإكراهات التي تحدث عنها وليد الركراكي في ندوته الصحفية الأخيرة، وقد فرضت تحديدا مواجهة صائدي اللؤلؤ، لكان الفريق الوطني اليوم أمام محك ودي مختلف، يقترب في طبيعته من الطقوس الإفريقية التي ستحكم الإستحقاق القاري المنتظر، لكن والحال أن المنتخب المغربي الأول سيواجه لأول مرك الأحمر البحريني، فهناك حاجة لكي يحقق الأسود ما يستطيعونه من فوائد، تنافسية، تكتيكية وذهنية وحتى عالمية.
يحتاج الفريق الوطني، لأن يفوز لكي يثبت أكثر العقلية الإنتصارية، ولكي يصل إلى الفوز الخامس عشر تواليا، والذي سيضع الفريق الوطني جنبا إلى جنب مع المنتخبين الألماني والإسباني، اللذين يحملان هذا الرقم القياسي.
ويحتاج الفريق الوطني في غمرة هذا التوطين للعقلية الإنتصارية، إلى إقران النتيجة بالأداء، بخاصة وأنه يستعيد خلال ودية البحرين سلاحا هجوميا جديدا، بعودة السهم الحارق عبد الصمد الزلزولي التي تخلف عن آخر مباراتين للإصابة، عودة محمولة على أداء قوي، اشتغل عليه عبد الصمد مطولا، لكي ينجح الموسم الكروي الحالي، الذي قال عنه بأنه سيكون موسما إستثنائيا.
وسيجعلنا الغياب تحت الإكراه لضلعين أساسيين في مثلث وسط الميدان (أمرابط وأوناحي)، أمام اختبار جدي للبدائل، فما أكثر الطوارئ التي تداهم المدربين والفرق من كل باب، والمدرب الفطن والذكي، هو من يحسن توقعها واستباقها والتحضير لها، وقد أفردنا في مواكبتنا بالقراءة التقنية الممهدة، مساحة للحديث عن المتغيرات التكتيكية التي يفرضها غياب أمرابط وأوناحي عند بناء وسط الميدان، الحامل للخرسانات التكتيكية، والمحدد الرئيس للكثافة التي يجب أن يكون عليها البناء الهجومي.
وما بين صورة الفريق الذي أدهش الكل مطلع العام الحالي وهو يتوج بكأس الخليج العربي متفوقا على قوى كروية وازنة كالسعودية، عمان، قطر والإمارات، وصورة الفريق الذي أحبط جماهيره وهو يتذيل ترتيب مجموعته في المرحلة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، يأتينا المنتخب البحريني، باحثا عن انبعاث جديد، لذلك نريد برغم كل شيء، أن نستفيد من محاكاته وديا تماما كما يريد هو أن يستفيد من النزال لإعادة بناء الشخصية، فإن توقعنا أن يكون الأحمر البحريني متحفظا، وهو أعلم من غيره، أن النزول عميقا في بحر المباراة لاصطياد اللؤلؤ قد يصيب بالإختناق، إنتظرنا من الفريق الوطني أن يضفي أكثر وأكثر صفة الواقعية على أدائه، وأن يجيد أكثر في ضبط التوازنات، ليكون الأداء دفاعيا وهجوميا متسقا ومتناسقا وجالبا للإقتناع والسعادة والإطمئنان.
الفوز مطلوب والأداء مرغوب والجمع بينهما منسوب للحالة الذهنية الجماعية التي بات عليها أسود الأطلس، وهم يمرون عبر آخر النوافذ الدولية، قبل الوقوف على باب كأس إفريقيا للأمم، التي ستفتح يوم 21 دجنبر على دهشة المسار ورعشة الإنتظار، لصناعة أحلى وأجمل قرار، الفوز بلقب جُبنا الدول والأمصار ولم نعثر له على آثار.
إضافة تعليق جديد