إن انتهت أي مباراة للفريق الوطني، إلى ما انتهت إليه ودية البحرين، حيث كان الفوز قيصريا، والنجاعة الهجومية منفية، تملكنا الخوف من الآتي، وعلى الفور أفرغنا هذه الشحنات من الخوف، في تصعيد لهجة العتاب والتأنيب، ومن كان بيننا بمشاعر هشة، هرب لمنافي الشك، وقال متألما، ليس بهذا الفريق سنربح كأس إفريقيا للأمم.
فهل هذا صحيح؟ هل نجعل من ودية البحرين، بتلعتماتها وانكساراتها ومخرجاتها السلبية، قاعدة للقول بهكذا استنتاج؟
لا أعتقد أن ودية البحرين بنتيجتها لا بمحصلاتها التقنية والتكتيكية، يمكن أن تطفئ داخل عيوننا وهج الحلم والأمل، ففريقنا الوطني هو اليوم في أعين الخصوم قبل العاشقين، المرشح الأول للفوز بكأس إفريقيا للأمم، وقد نرى في الإستحقاق القاري، ما هو شبيه بالذي رأيناه أمام البحرين، وقبله أمام اللوسوتو وموريتانيا، عندما تعطلت لغة الأهداف، وتمنعت زيارة الشباك، لكن المحفزات الذهنية لأسود الأطلس، تقول أن القاعدة هي الفوز وأحيانا بحصص عريضة كما فعلوا أمام الغابون والكونغو والنيجر وزامبيا، أما الإستثناء فهو ما كان فعلا أمام البحرين.
ليس القصد، أن أصادر هذا القلق الذي أصاب اللاعبين قبل أن يصيبنا، جراء ما كان من احتباس هجومي صارخ في مباراة البحرين، فتلك محصلة تكتيكية بالغة الأهمية، لابد وأن وليد الركراكي يضعها في صدارة أولوياته، لكن ما يجب الحذر منه، أن يستولي الخوف علينا فنغلق كل النوافذ والأبواب، ونرزخ تحت نير العواطف السلبية، ونحن أحوج ما نكون اليوم إلى طاقة إيجابية نمررها لفريقنا الوطني، لمدربه وللاعبيه على حد سواء.
ما علمتني إياه تجارب السنين، أن ما بين الودي والرسمي عشرات الأميال، هي نفسها المسافة بين الشك واليقين، فأنا أفضل أن تصارحنا الوديات بمحتواها ومضمونها، لا بنتائجها بحقائقنا مهما كانت موجعة، بدل أن تبيعنا وهم التفوق الذي يسقط في الأوقات الصعبة والمباريات الرسمية.
غدا إن فاز الأسود على الكونغو في ختام مسار تصفيات المونديال بحصة عريضة، سننسى سريعا ما اجتره فريقنا الوطني أمام البحرين من معاناة، والحقيقة أن ما كان من دروس يجب أن يدمغ في الفكر والذاكرة، حتى لا نلدغ مرة أخرى من نفس الجحر.
إضافة تعليق جديد