في مستهل سلسلة من خمس نسخ متتالية لكأس العالم سيدات أقل من 17 سنة، ترفع الستارة اليوم الجمعة، بالعاصمة الرباط على عرض كروي فخم، سيقدم الدليل على أن كرة القدم النسوية يسير تطورها بوتيرة متسارعة، فلا يترك بقعة في العالم إلا واستوطنها بدعم كامل من الفيفا.
وبينما تستضيف الشقيقة قطر، خمس نسخ لكأس العالم للناشئين، أقل من 17سنة، تفتتح أولاها شهر دجنبر القادم بالدوحة بحضور منتخبنا الوطني، بطل إفريقيا، سيكون المغرب عاصمة للكرة النسوية وهي تصنع من الأمل تباشير المستقبل الجميل.
وهكذا تشاء الأقدار، أن يكون المغرب في كبد الإهتمام العالمي، شمسا تشرق على كوكب كرة القدم، فيوم الثلاثاء الأخير كان شاهدا على حدث نوعي وتاريخي، وأسود الأطلس يكملون مشوار تصفيات المونديال بالعلامة الكاملة، منفردين ومتفردين برقمهم ذاك، الذي اقترن بتأهل ثالث من نوعه تواليا لكأس العالم وهم يهزمون منتخب الكونغو بهدف للاشيء، لكن ذلك، لم يكن هو الإنجاز الذي تردد صداه في كل العالم، بل إن الأسود بفوزهم على شياطين الكونغو فتحوا عنوة كتاب غينيس ودونوا رقما قياسيا عالميا، فقد كان الفوز على الكونغو بهدف النصيري، هو الفوز رقم 16 تواليا، وفي ذلك تخطى الأسود ألمانيا وإسبانيا.
وفي ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، خاض أشبال الأطلس نصف نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة أمام منتخب فرنسا، وقضت كتابتهم للتاريخ، بأن نقضي ليلة بيضاء، احتفالا بإنجاز غير مسبوق، وهؤلاء الأشبال يضعون المغرب لأول مرة في نهائي المونديال، ولينجحوا في كسر عقدة نصف النهائي، التي لاحقت أسودنا في مونديال قطر وأولمبيبنا في دورة باريس.
يكفينا هذا دليلا، على أن كرة القدم المغربية تحولت من «تجربة ملهمة» إلى صَنعَةٍ للنجاح، حيث تغذى إستراتيجية متطابقة كل مفاصل كرة القدم الوطنية، فيصبح الحضور في بطولات العالم مجرد وسيلة لغاية أكبر وأجمل وأبهى، هي الوصول إلى القمم،
ذاك هو الرهان الأكبر، وهو المبتغى المشترك لكل المنتخبات الوطنية، التي أصبح قميصها الجميل عنوان للفخر لكل شبابه، ومصدرا لسعادة كل المغاربة، ومثالا جميلا يضرب في الإيمان بالقدرات وفي العمل بلا كلل ولا ملل.
ملحمة عالمية كرة القدم المغربية، أول فصولها كتبها الأسود بمونديال قطر، وثاني فصولها كانت مع أولمبيينا بباريس، وأنفاسها الجميلة والعطرة تفوح في مونديال الشباب بالشيلي وقد وصلنا فيه للنبع الذهبي، وبقية الحكاية سترويها من اليوم فتياتنا في ثاني إطلالة لهن بالمونديال.
إضافة تعليق جديد