مشروع الحسين عموتا مع الوداد ووليد الركراكي مع الفتح ووليد أزارو مع الأهلي المصري وصلكم منتوجهم القتالي أيا كانت المقارنات ولو أن ضربات الترجيح كانت هي الفيصل الذي قدمه الثنائي المغربي في المربع الذهبي الخاص بعصبة أبطال إفريقيا وكأس الإتحاد الإفريقي، مع إشادة خاصة بما خلقه الأهلي المصري بتونس عندما حسم الصراع بمعقل الترجي وبمهارة وليد أزارو الذي كان له الفضل في مناقشة دور الربع. قلت أن مشروع الحسين عموتا القائم على أهداف معينة كمدرب محترف مع الوداد ولو أنه عانى خفية وربما علنا بعضا من الضربات الصاعقة، هو الآن في طريق النجاح أيا كانت ردود الفعل الخاصة بالإختيارات ونظام اللعب والتبديلات وغيرها من الإشكالات المعقدة التي جرت على الوداد حتى الآن مصائب ملموسة على مستوى الخط الهجومي بعد رحيل أونداما ووليام جبور، وظلت إلى غاية اللحظة فريقا من صنع البطولة وناجحا بالأشكال القتالية التي يفرضها عموتة نهجا وصرامة. الوداد اليوم وبغض النظر عن المعيقات البشرية التي يعاني منها على مستوى النجاعة الهجومية  قدم الوصفة الشرسة أمام بطل جنوب إفريقي نتصوره ونعرفه مسبقا أنه غير سهل لتجاوزه. ولا يمكن أن يلام الوداد ولا على عموتا على ما قدماه إختياريا وأسلوبا بشكل منقوص في بعض الأحيان وبخاصة في الشق الهجومي الذي أتعب كلا من بنشرقي وأوناجم والحداد وداهو العادي جدا فوق أرضية شبه سيئة كذلك، إلا أن كل ذلك يعطي الإشارة إلى أن أولاد كازا بلانكا وبرغم قساوة العودة من رحلة طويلة واللعب بالرباط والإجهاد البدني أكدوا بالفعل أنهم في موعد التحدي وناقشوا تفاصيل إزاحة البطل ولو أن ذلك المعلق الذي يزعج الأذان خرج كثيرا عن تفاصيل التعليق واعتبر نفسه مدربا للوداد دون أن يحترم إحترافية معلقي القنوات القطرية. ولو خسر أو أقصي الوداد لكان لعموتا شطر كبير من السياط لذاك المعلق.
هنيئا للوداد أيا كان الأداء والأسلوب لأنه أعاد فوزه وكرسه بالضربات الترجيحية كجزء من اللعبة وأخرج الفريق البطل من دائرة الأضواء ، وأقوى اللحظات عندي بعد الفوز هو فورة الجمهور الودادي بدون توقف ، وعناق كبير له دلالة رائعة بين عموتة ومدرب سان داونز .
وعندما يصل الوداد إلى المربع الذهبي الخاص بعصبة الأبطال، لا يمكن أن نغض الطرف عن مغربي ثاني سيشارك في ذات المربع ويمثلنا جميعا بالأهلي المصري هو وليد أزارو الذي إنتزع الرسمية وأضحى العلامة الأولى كقناص للأهلي رغم بعض التفاصيل الجزئية التي تعبد طريق هذا اللاعب مع أقوى فريق أفريقي، تفاصيل اللحظة الحاسمة التي يهدر فيها الممنوع ضياعه، وتفاصيل اللاتركيز  الذي يكتنفه أمام الحالات الإنفرادية مثلما كان الحال عليه بتونس عندما أضاع هدفا ثالثا في الوقت القاتل، وعن طريق هذا الإهدار كاد الأهلي يؤدي الثمن غاليا، ما يعني أن أزارو المتواجد اليوم كمحترف يلاقي الكثير من الصياح الجماهيري المستفز والكثير من الإنتقادات الإعلامية دون أن يعرف أنه في بلد يحب الكرة وكل الأطياف تنتقد من يحمل القميص الأهلاوي بهذا الشكل الذي يهدر فيه المحترفون مثل هذه النوعية من الأهداف. ولهذا الغرض سيكون على أزارو إمتلاك الأداء الأهلاوي والتناغم مع أسلوبه رغم صعوبة المواقف، وعندما قبل أزارو دخول هذه التجربة بمصر فلأنه يريد الإحاطة بكمالية الروح والفعالية ليكون بكامل الدولية مع الأسود.
وعندما يصل الفتح  ووليد الركراكي إلى المربع الذهبي الخاص بكأس الإتحاد الإفريقي، وعندما يضع الكرة التونسية في حجمها الطبيعي ويصنع التحول من حظ الضربات الترجيحية في مباراة شبه مملة بتونس، يتأكد جليا أن الوصول إلى الأهداف لا يعني تقديم أفضل صورة وأفضل أداء، ولكن يعني تقديم النتيجة التي تجعلك ملازما لأقوى دور مفروض فيه أن تناقش تفاصيل ممرات الكأس. والفتح الرباطي أصبح اليوم مختصا في إيقاف الكرة التونسية بمعزل عن الأاداء، ومختصا بكأس الإتحاد الإفريقي وسيواصل هذه الثقة التي زرعها المدرب وليد الأكثر ثقة بنفسه والأكثر إحاطة بالكرة الإفريقية وإحاطة بتجديد الدماء دون أن يكون للفتح وجه واحد من العملات، بل وجوه متعددة من الخلف الذي يصعد تدريجيا أو ممن ينتقيه حسب عرض السوق الضئيل. 
شكرا لسفراء الكرة المغربية، ولن تقف المواعيد عند هذا الحد، والأمل يرتقي كلما قفزنا الأدوار لنصل إلى النهاية، وأرى شخصيا الوداد في أفق النهاية وأزارو كذلك، بينما الفتح سيخدش كبرياء البقية إن هو واصل نفس الزحف على الأقوياء.