تتضارب الآراء حول قضية الإنفصال عن الجزائري عبد الحق بن شيخة بين منطق الرئيس محمد بودريقة القاضي بتطبيق بنود العقد الذي يجعل بن شيخة خارج الفريق عندما يفشل في تحقيق أحد الأهداف الموضوعة في العقد، وهو ما تأكد بالملموس بعد إقصاء الرجاء من كأس العرش، فضلا عن غياب الأداء المقنع للفريق خلال الآونة الأخيرة، وبين منطق الجزائري بن شيخة عندما اعتبر واقع الإنفصال أمرا حتميا لـمبرر فشل الهدف الأول في العقد، لكنه لم يكن كافيا لأن مسؤولي الرجاء لم يصبروا على الرجل مطلقا في خضم الوصلة التغييرية لأسطول الرجاء المفروض أن يتناغم تدريجيا بعد توافد عشرة لاعبين جدد وتسريح آخرين هم الأدوات الفعلية لنجاح الفريق. ولأن الضغط عادة يولد الإنفجار في أية لحظة، يأتي اللاتوقع الآخر من الهزيمة النكراء بالجديدة في أسوإ حالات مشاهدة الرجاء وهي تتكسر ذهنيا ومعنويا في غياب مدرب المبادرة النفسية قبل أن يكون لها وزن تقني لمواجهة الجديدة في قمة معروفة دائما ولكنها كانت محمولة أمام ثقل مباشر لمسؤولي وجمهور الجديدة الذي كان ينتظر بن شيخة بألوان الرجاء الكبير لا أن يخذله بسرعة فائقة بعد خروجه من الكأس.
وعندما فازت الجديدة على الرجاء الجريحة بوقع الأحداث المنسابة، تأكدت الصورة من أن الرجاء بها حالات إستعصاء لتغيير ثقافة الهزيمة مرتين قبل أن تصاب بنوبة الثلاثية المدوية في غياب بوصلة تقنية محضة، وأن تخسر الرجاء ثلاث مرات في ظرف قياسي من جدولة المباريات معناه ليس تراكم المباريات المفروض أن يستوعبها اللاعب المغربي المحترف مثله كمثل المحترفين في البطولات الأوروبية – مع أن الفارق البدني متباعد بين أوروبا والمغرب – ولكن في عملية التقويم المنهجي للفريق الأخضر في المباريات الكبرى التي يحضرها لاعبون لأول مرة هم بحاجة إلى التكيف مع واقع الفريق العملاق ومع الأنصار والجمهور الذي يطالب بشكل فوري للنتائج الإيجابية. صحيح أن خروج الرجاء من الكأس كانت له تبعات نفسية وذهنية محضة وأخطاء واقعية للاعبين لم يتدبروا الفرص المتاحة وآخرون خرجوا من النص أمام الجيش، لكن يبقى الجواب على كل هذه الأسئلة مرتبطا بالصبر على الفريق لأنه بحاجة لكل أشكال الدعم المعنوي من الجمهور لا القسوة على الفريق بكامل عناصره. وربما كان للرئيس بودريقة توجه آخر لتذويب هذا التدمر الجماهيري بالإنخراط في عملية التغيير التقني والإسراع بانتذاب خوصي روماو بدلا من بن شيخة عله يستريح من صداع المناصرين، مع أن روماو في نظر الأنصار هو صانع لقب البطولة قبل خمس سنوات. ولبودريقة كرئيس رؤيته للأشياء من أن الرجاء لا يمكن أن تخجل جمهورها بالفشل مع أنه فشل مجانب لصواب العقد المتكامل للأهداف المطروحة، إذ الواقع يقول أن من يفشل في ألخروج من الكأس والبطولة الإحترافية وعصبة الأبطال أو على الأقل من هدفين لابد أن يستقيل مثلما هو معمول به في البطولات الأوروبية، لكن أن يستقيل مدرب ما في هدف ما مع أنه قائد للبطولة الإحترافية وبالسرعة المطلقة التي ينتظر فيها مدرب آخر سقوط الآخر ليس هو عين الصواب، والبارصا أو الريال أو حتى الباييرن لا يملكون هذه الرؤيا المتسرعة على الإطلاق في قتل مبادرة المدربين الكبار، بل ينتظرون ويناصرون ويغيرون الوقائع بكل أشكال الدعم من أجل الإستقرار التقني، لكن عندما تنتهي الأمور على نحو تشاؤمي يتغير المدرب بآخر وليس بما فعله الرجاء على نحو غريب من السرعة المكوكية، والرجاء كما قلت غيرت جلدها البشري بأكثر الوجوه التي تفوق تغيير البارصا للاعبيها، فكيف لا يصبر رجالها وأنصارها على مستقبل ما انتذبته أصلا ؟، وهل يفلح روماو في تغيير هذه الوصفة بعد غيابه عن البطولة الوطنية لمدة تفوق خمس سنوات مع أنه سيكون أمام حظ توقف البطولة لأسبوعين من أجل إعادة التوازن الذهني والتوظيفي وربما حتى الإختيارات اللاعبين الذي اشتغل عليه بن شيخة أو ربما يحدث روماو إنقلابا جوهريا في النواة الأصلية لمستقبل الدورات ؟