عقارب الكاف تقترب من الإجتماع الحاسم مع المسؤولين المغاربة حول إمكانية تنظيم كأس إفريقيا من عدمها في الفترة المعهودة لتنظيمه دائما، والعقارب المتحركة إلى أوائل شهر نونبر تلامس الكثير من التحركات والتصريحات الدولية  المساندة لتأجيل الكان  بمن فيها لاعبون أفارقة وأوروبيون ومسؤولون عن الأندية الأوروبية والإتحاد الأوروبي وحتى الدول الإفريقية التي تتعهد بتنظيم الكان أيا كانت الأخطار، وما يعنينا أصلا من هذا الركام الهائل من الآراء المساندة والمضادة لقرار المغرب بتأجيل الحدث القاري، هو ما يستدل به المغرب من حجج واضحة تبعد شعبه وكل الأفارقة من هذا الوباء الفتاك برغم الإنتقادات الشرسة من بعض الدخلاء الذين يعتبرون طلب المغرب بالتأجيل مجرد اختلاق سبب لتغطية أسباب أخرى، والإيبولا التي تقترب من المغرب بحكم جواره من بلدان جنوب الصحراء بوسعها أن تدخل إلى المغرب أبينا أم شئنا أو إلى دول أخرى إن لم تحم نفسها أمنيا واستراتيجيا، وقد يكون حدث كأس إفريقيا هو المرصد العام لدخول الإيبولا  حتى ولو أقرت الكاف بتنظيم كأس إفريقيا بالمغرب رغم أن ما سيقدمه المسؤولون المغاربة في الإجتماع المقبل حول ذات القضية هو عين العقل في تأجيل الكان إلى  تاريخ آخر على أساس تدبير مرحلة الإنتظار بحكمة إلى حين إيجاد العلاج الشافي وفق ما تجتهد من خلاله الدول العظمى.
وحول طبيعة ما إذا قررنا فعلا تنظيم كأس إفريقيا بالمغرب مع أن الكثير من الدول الإفريقية بدأت تأخذ الإحتياطات الإحترازية وبخاصة الدول المجاورة للبلدان المصابة بهذا الداء، سيكون أمام المغرب فعلا عبء ثقيل أمام قدوم آلاف الأنصار من بقاع إفريقيا، وستكون المطارات وربما حتى الموانئ أمام كوموندو من كل الإختصاصات وربما تعبئة إضافية من خبراء عالميين ومراقبين من المنظمة العالمية للصحة أو كبار الأطباء العالميين في هذا الإتجاه وبشكل دائم أمام التدفق البشري من كل الدول الإفريقية، فضلا عن الإحتياطات الإحترازية لكل ما تشكله الحرب الكلامية والمستفزة للحاقدين مع أن المغرب كان وما يزال أقوى دولة في التعقل والحكمة قبل المواجهة، ولذلك فإن تنظيم كأس إفريقيا بالمغرب لا يشكل له أي ضغط ما دام مهيئا للحدث بكل إمكانياته، ولكن ما يشكل له الضغط ذاته هو دخول الوباء الذي تنتشر عقاربه بسرعة فائقة حسب المنظمة العالمية.
وقلت سابقا بأن سلامة الشعب المغربي وحتى الإفريقي هي فوق كل اعتبار وأهم من أي تظاهرة، ونحن مع هذا الحق المشروع من الصحة والعافية التي يرجوها كل مواطن مغربي، وسلامة المغربي الإفريقي هي التي تعنينا بالأساس، ولا تهمنا الإشاعات المغرضة في إقحام السياسة في الرياضة لأن لأي اتجاه عباقرته ومختصوه في الأمور الإحترازية والتعبئة الشاملة بكل القدرات والخطط الإستراتيجية، ومن يقحم نفسه في استهلاك المسببات حول تأجيل كأس إفريقيا بذرائع أخرى فهو واهم. 
إن تنظيم كأس إفريقيا بالمغرب مقرون بشيء واحد ووحيد هو أن توجد له كل الظروف المتاحة للنجاح، وهي موجودة في الهيكلين التنظيمي واللوجيستيكي، لكن في الهيكل الصحي مطروحة للنقاش أكثر من نقطة يجب أن تعالج بحكمة لا بالتنطع كما هو ظاهر اليوم في كل الدول التي أعلنت فور سماعها لطلب المغرب تأجيل الحدث القاري، استعدادها للتنظيم قبل أن تعود لتعتذر عن ذلك لأسباب احترازية ومنها على الخصوص جنوب إفريقيا رغم بعدها الكلي عن البلدان المصابة، فكيف لا يطالب المغرب كأقرب دولة إلى سيراليون وليبيريا وغينيا ونيجيريا  بتأجيل النهائيات إلى وقت لا حق وليس للإعتذار عن التنظيم؟ وكيف رفضت الجزائر أيضا تنظيم الحدث مع أنها تعبأت احترازيا عبر كل الجبهات لعدم دخول الوباء؟ 
ولو جاز القول بتأخير النهائيات إلى الصيف مثلا، ربما قد يكون لداء الإيبولا كما ترجمه تحليليا بعض الخبراء المغاربة اكتشاف جديد للعلاج من خلال تسارع أكثر من دولة لإيجاد البلسم الحقيقي للداء، وربما قد يضع الكاف في امتحان إعادة النظر في تنظيم الكان  مثل كأس أوروبا للأمم.