- غريب هذا الذي أحدثه مدرب نادي غرناطة خواكين كاباروس عندما مزق صحيفة الماركا الإسبانية أمام الصحفيين خلال الندوة الصحفية التي أقيمت قبل مباراة غرناطة والريال السبت الماضي، وشن هجوماً عنيفاً على الصحيفة المتعصبة لنادي ريال مدريد بعد أن نشرت تصريحاً له يتمنى فيه أن لا يسحق ريال مدريد فريقه ويقول فيه بالحرف «أتمنى فقط ألا يمزقونا»، وفند كاباروس كلامه قائلا: «لم يبق لهم سوى أن يكتبوا أنني أطلب من الله أن لا يكتسحونا.. إن قلت مثل هذا الكلام، فكيف سيكون بإمكاني أن أحفز اللاعبين والجماهير؟ الناس التي تعرفني جيدًا، تعرف أنني لا أهدي أي شيء حتى لوالدي المتواجد في السماء الآن.. مثل هذه العناوين تؤلمني كثيرًا، خبرتي علمتني ألا أقرأ الصحف أو أن أستمع إلى آي شيء، ومثل هذه العناوين تصيبني بالغثيان».
طبعا لم يكن الرجل بحاجة إلى شهرة الإعلام لأنه معروف في الساحة الإسبانية أو إلى هذا التنزيل الدرامي الذي أحبطه من خلال ردات عنيفة وتأويل خاطئ للصحيفة المذكورة لكلامه من أنه يحترم الريال ويعرف قدراته العالمية، وأي مدرب له دراية بالوقوف أمام  زحف عمالقة كرة القدم، وللرجل الحق في تبرير كل ما يقول للأمانة الإعلامية والتواصلية المراد إيصالها إلى الكل بالمهنية الصادقة، وما انفعاله وتمزيقه للصحيفة كان بإيعاز منه وبطلب مشاهدة كيفية تمزيق صحيفة هزمته نفسيا قبل مواجهة الزحف الملكي، ونادرا ما شاهدنا هذا النوع من الجرأة التي تعاطى معها كاباروس مع صحيفة شهيرة اعتبرها عديمة المصداقية وتستحق التمزيق لمجرد نشر كلام صحفي يمكن أن يتابع هو شخصيا أي الصحفي وليس تمزيق الصحيفة الجامعة لكل الأخبار والتحليلات والأرقام والأراء وتمزيق الصحيفة علنيا مهما كان ميلها لنادي ما يمكن أن يشكل ضربة قوية للصحيفة عبر منافسيها أو شهرة إضافية لأن لها مناصروها بالملايين، أو قلة احترام من طرف المدرب كاباروس، ولكنه في الأصل رد بالمثل لأن الصحيفة لم تحترم وضعه ومسؤوليته كمدرب.

- وعندما يفكر الزاكي بادو في مصير ثلاثة محترفين من أهم عياراته الرسمية بالمنتخب الوطني وهم من ستتوقف بطولاتهم من الآن أن وانتهت أصلا من قيمة الدولي عبد الرزاق حمد الله الذي ختم أمس بطولة الصين رسميا، وسينتظر انطلاقها إلى شهر مارس، مثلما هو حال الدوليين مبارك بوصوفة ويونس بلهندة اللذين ستتوقف بطولاتهما من شهر نونبر إلى غاية مارس المقبل لدواعي سوء الأحوال الجوية التي تعرفها كل من روسيا وأوكرانيا عادة، يؤكد الرجل أنه يقرأ التداعيات التنافسية على الثلاثي المفترض أن يكون جاهزا أيضا إلى غاية يناير التي ستنطلق فيه نهائيات كأس إفريقيا في حال تنظيمها في وقتها المحدد، لكن القراءة العميقة لمصير الثلاثي كيف ستبرر أمام وضعهم جميعا تحت إمرة الأندية المغربية في سياق عقد زمني لا يتعدى شهرين أوثلاثة للوصول إلى شهر مارس للعودة إلى أنديتهم، أو المفروض أن يلتحقوا بهم في المعسكرات التحضيرية التي تسبق استئناف البطولتين الروسية والأوكرانية مع انطلاق البطولة الصينية أيضا، الواقع يقول أن التفكير في هذا السياق صعب للغاية ضمن أندية مغربية تتماشى مع قانون مرحلة الإنتقالات  الشتوية، ومن الآن إلى غاية نهاية دجنبر، لا نعرف سياق ما يفكر فيه الزاكي حول هذا التوقف الإضطراري لثلاثة من أبرز عياراته في التشكيل الرسمي احتراما لتنافسيتهم مع منطلقات الرجل الذي يؤسس لفريق وطني بكامل الجاهزية، وهذا الإجراء الذي يفكر فيه الزاكي هل ينسجم مع قوانين الأندية التي يلعبون لها؟ وهل تفكر الأندية ذاتها إيجاد حل تنافسي للاعبين المغاربة وبتوافق مع الناخب الوطني وحول الطريقة المثلى لتعايش اللاعبين مع التنافسية ومع أي فريق كان وأمام إصابات لا قدر الله؟ وهل بإمكان اللاعبين التضحية بالعطلة الطارئة خدمة للفريق الوطني؟ وهل يمكن للأندية المغربية العملاقة أن تضع اللاعبين تحت وصايتها الرسمية أو على الأقل وصاية المران اليومي والزج بهم في اللقاءات الودية الأسبوعية؟ 
طبعا هي أسئلة جوهرية يقاس بها مسار لاعبين أساسيين يلعبون في بطولات لا تقارن مع البطولات الأوروبية التي تتماشى مع تنافسية لاعبيها طوال موسم معروف وغير متقلب كما جرت به عادة بطولتي روسيا وأوكرانيا وحتى الصين، ومن المفترض أن يغير هؤلاء مسار احترافهم إلى أوروبا لاحقا لإحترام نفس مسار كافة المحترفين بأجندة نهاية الموسم الكروي في شهر يونيو.