شيء طبيعي أن يعيش لاعبو المغرب التطواني تحت وقع التركيز على ضرب عصفورين بحجر واحد مع أن الإشكالية صعبة لتحقيق هذا المنال الغريب بين مواصلة الزحف الإيجابي في البطولة الإحترافية ، وبين مؤثرات اقتراب الحدث العالمي والتحضير له نفسيا وذهنيا في آن واحد .طبعا ما يفكر فيه المغرب التطواني هو نفس المعيار الذي قاد الرجاء أيضا إلى التركيز المنهجي للتظاهرة العالمية أكثر من البطولة التي كان يلعبها على مقاس تنافسي كبير وبذروة التحضير للمونديال بكل المواصفات المدهشة ، لكن المقارنات تختلف بين الرجاء العالمي والحمامة العالمية أيضا في عنصر المقارنات البشرية ، فما أوصل الرجاء إلى النهائي العالمي هم أبطالها المعروفون في سجل أصبح اليوم وفي سنة برجاء أخرى ، وما أوصل المغرب التطواني هو مقوماتها الذاتية في استقرار الهيكل البشري مع ملح ياجور المونديالي لإعطاء البصمة الإضافية لفريق مغربي يرى في نفسه وفي قدراته ما يمكن أن يوصله إلى برج الأحلام الرائعة ، ومع ملح استقراره التقني في رجل المرحلة المغربي الذي سيدخل المونديال بجلباب وطني بقيمة عزيز العامري.
وعندما نتحدث عن مونديال تطوان والمغاربة جميعا، نتحدث عن فريق الأمة الذي سيناقش عمالقة أندية العالم إن هو سار على نفس نسق الرجاء بالتفكير في المباراة الواحدة دون الأخرى إلا بعد انقضاء التركيز الشامل على مقاس معنى تجاوز الدور التمهيدي الأول أمام أوكلاند سيتي النيوزيلاندي، ما يعني أن الحمام ذهنيا سريع البديهة في الخوف من الأشخاص الذين يريدون اصطياده، ويهرب بالذعر، لكنه يسقط في المصيدة إن كان جائعا من دون تركيز، ما يعني أن مصيدة المغرب التطواني حاليا في أنه يفكر في نتائجه المتعثرة على وقع ما يفكر فيه بأكبر حدث قريب منه أصلا، والحالة هاته أن المغرب التطواني يجادل نفسه بأمرين في عز الإحتراف الذي يقول في أصل الأشياء لدى الريال الملكي والأندية العالمية التي تقله في الموندياليتو القادم، أن الكبار محترفون في تحضير مباراة بعينها دون التفكير في الآت، ولا يفكرون في المونديال وهم يلعبون مباريات بطولتهم بأخطاء تركيزية مبالغ فيها وكأن الخوف يلازمهم في الشق النفسي لمواجهة الغرباء مع أن ياجور في حجم التركيز يعتبر أفضل لاعب في التطواني من حيث التركيز الإحترافي لأنه لعب المونديال السابق بتفاعلات مدربه التونسي البنزرتي، ويلعب اليوم مع العامري رجل التحديات الكبيرة بفكر سيكون بلا شك إضافة نوعية للمدربين المغاربة الكبارفي الموندياليتو.
والمغرب التطواني عندما يناقش حدثه المقبل، يجب أن يكون بعد مواجهة مباراة الخميس المقبل أيا كانت نتيجة المباراة من دون أن يتأثر بملابساتها السلبية على أنها واقع عابر في بطولة متواصلة ويمكن لأي نتيجة سلبية أن تتغذى بمعنويات العودة إلى الروح، أما الفوز فهو جزء لا يتجزأ من المعنويات المرتفعة لفريق محترف يعرف أن الآت أصعب من الذي مر، والفوز على أوكلاند سيتي يجب أن يقرأ من سيناريوهات متعددة، أولا من المدرب عزيز العامري المفروض أن يكون تابع مسيرة أوكلاند سيتي الذي خسر لأول مرة في البطولة برباعية نظيفة بعد مرور خمس دورات من البطولة، وتابع عضوية الفريق ومتغيراته البشرية ما بين المونديال السابق والمونديال الحالي، وبين أسلوب لعبه وبأي الطرق التي يكتسح فيها خصومه مع قراءة جوهرية لمدرب الخصم، وثانيا في سيناريو التحضير النفسي للتطواني في الدخول إلى مقاس العالمية التي سيشاهدها العالم بجهله التام للفريق التطواني مقارنة بتاريخ الرجاء البيضاوي ، وثالثا في قيمة وجدوى الإحتراف الذي يقدم للاعب المغربي درجة النضج في التعامل مع المباريات الكبيرة والمحدودة بقراءة المباراة على أنها مباراة عمر أولى بعد المباريات المقبلة حسب الأجندة التي يتأهل فيها الفريق الأول عن الدور التمهيدي، ورابعا في قدرة التفاعل مع المناصرة الجامعة للمغاربة لدفع المغرب التطواني نفسيا ومعنويا لربح أكثر الطرق التي رسم بها المسار التركيزي والذهني للمونديال. 
طبعا كلنا يريد أن تكون تطوان على درب الرجاء العالمي، وكلنا يريد أن يرى تطوان رائعة الشمال بحس النزعة الهجومية التي أومن بها لدى عزيز العامري الرجل الكبير في تقييم الأداء الفني لتطوان على أنه رائعة إضافية للكرة المغربية شريطة أن يكون تركيز الفيلق التطواني احترافيا وليس هاويا.
لا ننسى أن اقتراب موعد مونديال الأندية هو الآخر أثر نوعا ما علينا، لأن اللاعبين بدأوا من الآن يفكرون في هذا الحدث العالمي الذي سينظم بالمغرب، رغم العمل الذي يقوم به الجهاز التقني للتركيز على الدوري وتجاوز فترة الفراغ التي نمر بها».