حيا الله المغرب ، وليذهب الفاسدون إلى الجحيم .    
نحمد الله تعالى على الجهد الخرافي الذي بذل من أجل إنجاح مونديال الأندية الذي قلبت أوضاعه من وصمة عار الرباط التي استقبلت العالمية على وقع الخجل ونذبة وويل النساء وطأطاة الرؤوس ، إلى خرافية التلاحم الذي أعطى للختام مراكشا منقدا للعالمية في أروع صور الملاحم التي غطت شماتة القنوات الإعلامية الأجنبية في مقام الإستهزاء الأولي . وطبيعي أن يكون المغاربة في الشق الحضاري والعالمي موثقين لردة الفعل التي رأى فيها جوزيف بلاتير أروع البلدان في مسح المسخ إلى عرس أكبر من كل التوقعات التي أدهشته كرئيس في محراب الفيفا . ولا يعنينا بلاتير أصلا في المدح بقدر ما يعنينا كيف أن لقدرات رجال المغرب في تغيير الفساد إلى واقع الجدية السامية لإنقاد ماء الوجه ، وكيف استطاع الكومندو في 48 ساعة تحويل كل شيء من ثقل المسؤولية إلى سهولة التنظيم المحكم بكل تجلياته الراقية وكأن مجاري ووحل عشب الرباط لم يعد لذكره أي شيء بمدينة مراكش الغالية . 
حيا الله المغرب على خيراته ومنافعه ورجاله وأعراسه في أصعب المحن التي غيرت المنكر بالعيد ، لكن لهذه المزية شأن عالي يمكن أن يضع المغرب في نقاش آخر مقلوب من الإستهزاء إلى الإحترام ، ويمكن لسحر مراكش أن يقلب أيضا كل القنوات التي استهزأت بالمناشف والكراطات والمقالع وكل الأدوات المنزلية والمرافق ، إلى عناوين ملاحم تغير من مفهومهم على أن من شوه الصورة هم رجال يستحمون في الأوحال وينشفون أنفسهم بنفس الوضع الذي أضر بنا جميعا . 
حيا الله المغرب على إبداعه في صناعة الحدث وبدون مشاكل وقلاقل إلى بجزئية بسيطة نراها حاضرة في الثقافة المغربية غير المهضومة أصلا في احترام رقم المقاعد الموضوعة في التذاكر كأكبر المصائب لأنانية من اشترى تذكرته المرقمة وتعنث من أجل الإستيلاء على مقاعد الغير، مع أنه يحترم مقعدا بأوروبا ، وحتى لو اشترى تذكرة باهضة الثمن بأوروبا في مكان غير مخصص في المدرجات ، يحترم ملاعب الغير ، لكنه في بلاده يغير هذه الثقافة كمناصر متعنث وفوق الجميع . وهو أمر غاية في النقاش لظاهرة ثقافة اللإحترام لهذا النمط الغريب من الأفعال الساخرة .
وحيا الله كل الأندية التي قدمت للمغرب في أكبر الرسائل الموجهة إلى العالم وصنعت وفرحت واستبشرت برفع العلم المغربي عنوة وبتلقائية الحب ، وحيا الله النجوم العظيمة التي أنهت فصول الحدث على وقع الإحترام الملكي من ملكية الريال وعظمة نجومها بمعزل عن حركات رونالدو الخارج عن سياق الحدث لأسباب غير مفهومة ، ولكن ما يعنينا هو الريال بتاريخه وعمالقته وملامح كل التصريحات العميقة والمؤثرة لمقام المغرب في تنظيمه وقدرات ما تواضع فيه ليصبح في مقام العمالقة . وحيا الله كل من ساهم في إنجاح دورتين ثقيلتين في ميزان المال والسمعة والتنظيم والحضارة .
طيب ، الآن كل شيء انتهى عند حد الرد المهين بالرد المضاد للحقيقة التي كان من المفروض أن تزيد رفعة بالمغرب مثلما حدث بمراكش العزيزة ، واليوم نعود للمحاسبة على كل ما يشكل ضربات حقيقية للواقع الماساوي في نطاقه الرياضي ، ولا يمكن السكوت على الإهانات التي وضعتنا جميعا أمام حرج دولة منظمة لحدث عالمي قال عنه البعض أنه يحدث في كل ملاعب الدنيا من خلال تهاطل الأمطار بغزارة وليس أمرا جديدا ، ولكن ما لا يفهمه البعض هو أن ملاعب العالم بها حلول مضمونة ألف مرة ممن يحكي ويهذي ، وعشب الملاعب من الجودة العالية وتصريف المياه من الهندسة العالية وغيرها من الأشكال المحيطة بالبنية التحتية للمركب أو العشب لها خبراء عالميون ومع ذلك يوقفون المباريات في حالات صعبة من الثلوج الزاحفة كما لا يوقفون المباريات ذات طابع ثلجي خفيف لأن جودة العشب والرقعة ليس بها غش على الإطلاق . أما وأن ننظم حدثا عاديا بمثل محاصرة المياه والبرك في ملاعب عادية وعادية جدا فقد نقبله لوضع ميزانية أي فريق ، لكن أن تكون الدولة هي المنظمة لحدث كبير وكبير لا يمكن أن يعتبر الأمر عاديا لأن به مساس في قدراتها العليا التي تفوق الكراطة والمناشف قياسا مع تواجد شركات مختصة بأسطول هيكلي لتجفيف المياه . هذا هو المقصود من وصمة العار التي أحرجتنا جميعا فوق البرك المائية بتصوير عمال النظافة لوسائل تهكم عليها الغرب بوقاحة . ولا يمكن أن ننسى هذا الجرج الذي طالنا جميعا كلما عاودنا شرائط الفيدو لنكث وأحداث آخر السنة .