قالها المحللون التونسيون بالحرف، الغائب الأكبر عن نهائيات كأس إفريقيا الحالية هو المغرب لمسألتين هامتين، أولاهما خسرنا منتخبا يعج بنجوم كثيرة كنا أحوج لمشاهدتها عن قرب، وثانيهما خسرنا البنيات التحتية على أعلى مستوى، وخسرنا في المقام الإضافي قيمة الأجواء المناخية بالمغرب.. وقالها الجزائري رابح سعدان بالحرف لما عاتب الكاف على تسرعها المطلق في إقامة النهائيات في وقتها من دون أن يتهرب المغرب من التنظيم لأنه طلب فقط التأجيل لمدة تتناسب مع وجود حل لداء الإيبولا أو على الأقل إيجاد علاج أو أي طريقة تبعد الكان من يناير إلى يونيو مثلما توافق عليه أكثر المراقبين والمحللين.
طبعا سنكون في موقع المتفرج اليوم لأننا معنيون بكأس لم نهربها نحن إلى دولة غينيا الإستيوائية التي قال عنها الزميل مصطفى بدري بأنها ستكون واحدة من أغنى الدول الإفريقية مستقبلا، بينما اليوم تفتقد للكثير من المقومات على مستوى البنيات التحتية لتنظيم تظاهرة قارية من حجم كأس إفريقيا للأمم، بل هربتها الكاف إلى الدولة المذكورة للإلتزامات المالية مع الشركاء دونما النظر في المواقف الإنسانية التي بررها المغرب حول تبعات وانعكاسات داء الإيبولا.. واليوم أيضا سنشاهد الكأس القارية في بلد آخر بإيجابياته وسلبياته الكثيرة لتجميع منتخبات القارة في حدث تنافسي حول كأس يقول عنها الكل بالكأس الغالية، وسنشاهد حثما حدثا فيه الكثير من التحاليل المعتمة لطبيعة الإيمان بقدرات بلد قبل بالتحدي على بلد شهره البعض بالتملص من المسؤولية مدربين ولاعبين ومسيرين ونقاد ومحللين، وللسيوف المنتظرة على المغرب الذي كان هو قاتل أحلام القارة في نظر السوداويين، وقبل أسابيع إجتر لوروا مدرب الكونغو الديموقراطية لسانه السليط على المغرب وانتقده بشدة لما طالب به رغم تردداته في التصاريح المغرضة، مثلما هو حال بعض المدربين الآخرين بين من عارض طلب المغرب وبين من تضامن معه لإحترام قضايا الشعوب وعدم التدخل في شؤونها، لكن كل هذا لا يغنينا عن القيمة التي أهدرت حق المنتخب المغربي الذي اكتملت صورته النموذجية في صناعة الذات والهوية مع نجومه الصاعدة، ولو كان الأسود اليوم في مواقع الحدث لارتفعت وثيرة الحماس، ولعمت الصرخة التاريخية التي كنا وما زلنا نحلم بها لإضافة كأس ثانية في مسار الأسود  دونما النظر في أوجه الصراع الذي يحدثه المنتخب الجزائري عادة للمساس بالقدرات المغربية مثلما خرجت ألسنة إعلامييه لشن الضربات على المنتخب المغربي من أنه يخاف الجزائر، ويخاف من أن يخسر منها بأرضه، وهو أمر صبياني وطائش لرعاة التسييس مع أن الجزائر خسرت مرتين أمام المغرب منذ 2004 بكأس إفريقيا بتونس وخسرت بالمغرب في إياب إقصائيات كأس إفريقيا 2012، وأيا كانت التأويلات لو حضر المغرب وآمن بجأشه القاري لدرًس الجزائر معنى الكلام الشفوي بالقدم والرد الصارخ. 
اليوم ومع المتابعة لحدث في زمانه ومكانه وارتباطه بالخاتمة، الكل سينتظر العقوبة المسلطة على المغرب لتبعات الخسائر التي تكبدتها الكاف لنقل الحدث، وأومن بأن الأعداء يرسمون طريق وضع المغرب في خانة أقسى العقوبات وكأنه مجرم الساحة الإفريقية، وسيسارعون لتضخيم العقوبات تحت طائلة سلبيات ما سيحدث بغينيا الإستيوائية، لكن ما هو أساسي يجب أن ينقد الكاف في ما هو آت على مستوى تنظيم كأس إفريقيا 2017 والذي لا يؤهل المرشحين إلى إثبات تطبيق القرار مثل السباق الذي يلهث وراءه الجزائر في غياب البنى التحتية لملاعبه ومنشآته ومثلما تلهث دول إفريقية كثيرة أعلنت سابقا ترشيحها من قبيل  مصر - غانا - كينيا - الغابون - زيمبابوي و السودان، وربما قد تنسحب من السباق الممكن أن يدخله المغرب ثانيا والجاهز بكل إمكانياته التنظيمية واللوجيستيكية، ومفروض أن يضغط على الكاف لتعويض العقوبة الأولية بالخسائر المالية إلى عقوبة تنظيمه للحدث لعام 2017 حتى يمسح طلب الأعداء بفرض عقوبة إيقاف لأربع سنوات لكافة المنتخبات وهو مطلب سيكون له رد عنيف من المغرب لإستئناف القضية قانونيا، وفي كل الأحوال سنربح أشيايء كبيرة من هذا التعنث لو جاز للكاف قبول طلب المغرب تنظيم كأس إفريقيا 2017 من دون تبريرات داء الإيبولا لأن قضية الداء ستكون لها انعكاسات إيجابية بعد عامين من النتائج التي توصل إليها العلم، وسنكون سعداء لو حصلت عقوبة المغرب على محتوى التنظيم الجديد للحدث.