أكيد أنكم تابعتم شريط انسحاب المنتخب المغربي للدراجات من طواف الجزائر الذي لم يتق شر السياسة وإشراكها في الرياضة لإستفزاز المغرب احتجاجا على مشاركة دراجي الكيان الوهمي «البوليساريو» في ذات الطواف، وأكيد استمعتم لرئيس جامعة الدراجات محمد بلماحي عن فحوى ومضامين هذا الإنسحاب الفوري للمغرب من الطواف المذكور عندما قال : «للحقيقة والتاريخ أن المغرب يعد من بين أقوى المنتخبات بإفريقيا على صعيد سباق الدراجات، وعندما شعرنا بتواجد ممثلين عن جبهة البوليساريو بالطواف إعتبرنا الأمر غير قانوني وغير شرعي لكيان لا ينضوي تحت لواء الإتحاد الدولي للعبة، وكان من وراء ذلك أن أبلغنا حكم التظاهرة بعدم أحقية حضور المنافس الوهمي المطروح في سياق المنظمين كضيف شرف للأسباب المذكورة وهو ما حصل بالفعل، وبعد دخولنا حلقة اليوم الأول، فوجئنا في اليوم الموالي بالأساليب الملتوية والتدليسية التي استعملتها الجارة الشرقية، حينما أشركت نفس لاعبي «البوليساريو» ضمن صفوف فريق آخر أسموه «النادي الجهوي الجزائري»، وهو الأمر الذي لم نتقبله ودفعنا للإحتجاج واتخاذ الإجراءات القانونية من أجل إرسالها للإتحاد الدولي للدراجات، في سبيل إلغاء الصبغة الدولية عن الطواف».
وأكيد أيضا أنكم لم تطلعوا على فحوى ما صدر في صحيفة الشروق الإلكترونية لأول أمس عندما قال رشيد فزوين رئيس الإتحادية الجزائرية للدراجات الهوائية في تصريح خص به الصحيفة المذكورة أنه لم يفهم سبب انسحاب المغرب، مشيرا إلى أن الدورة ستستمر مهما كان الأمر.. رئيس الوفد المغربي لم يمنحنا أي وثيقة لإبلاغنا بالإنسحاب، فكل شيء كان على ما يرام في اليوم الأول، وعلمت أمس فقط بأنهم يرغبون في المغادرة، وعلى العموم فإن الأمر يخصهم فقط». 
ورفض محدثنا منح القضية بعدا سياسيا، بحيث قال: «نحن نعمل في الإطار الرياضي  فقط ولو أدخلنا الحسابات السياسية لما استدعينا أشقاءنا من المغرب للمشاركة، وعلى العموم نحن نركز حاليا ما تبقى من الدورة ونحاول أن نكون في المستوى»، مضيفا: «بقيت لنا مراحل كثيرة في ولايات مختلفة من الجزائر والأمر يتطلب مجهودات كبيرة».
طبعا، لا يمكن أن نصدق وعلى الإطلاق ما تفوه به رئيس الجامعة الجزائرية لأنه معني بما قاله، ويكذب ألف مرة من أنه يعمل في الإطار الرياضي ولا دخل للسياسة في ذلك حسب قوله من أن الأمر لو كان سياسيا لما استدعى المغرب للمشاركة، ويكذب لأنه معني بالسياسة أصلا لأنه يعرف عمق الخلاف المغربي مع بلاده اتجاه الصحراء المغربية، ويعرف لماذا استدعى «البوليساريو «كضيف شرف»، وكيف هيأ الظروف لذلك ولإستفزاز المنتخب المغربي ثانيا في إشارة واضحة للدعم الذي تكنه الجزائر للجبهة الوهمية على كل الواجهات حتى في شقها الرياضي، ولو كان رئيس الجامعة الجزائرية عاقلا ورياضيا كما يقول، لما سمح بإشراك فريق الجبهة الوهمية كضيف شرف في الطواف الدولي، وهو يعرف جيدا أن ذات الجبهة لا تنضوي تحت لواء الإتحاد الدولي، وفي ذلك ضربة موجعة للمنظمين ولإشراك السياسة في الرياضة والتي أرخت بظلالها بتزكية السلطات الإماراتية بسحب فريقها الأهلي المشارك في الطواف تضامنا مع انسحاب المغرب، ما يعني أن ما استفز المغرب كان خارج إطار الرياضة واتخذ بعدا سياسيا، ولكنه استفزاز مؤشر عليه بتزكية الضربة المغربية الرائعة لإفساد عرس جزائري يدرك دائما أن الدراجة المغربية كانت وما زالت رائدة إفريقيا أيا كانت توجهات الخصوم بإبعاد المغرب من الطواف ليحلو لهم الفوز من طعم مر، مع أن كلمة الفصل المرة الثانية ستأتي من قرار الإتحاد الدولي لسباق الدراجات الذي سيقول كلمته في موضوع منتخب وهمي غير معترف به من لدن ذات الإتحاد الدولي.
برافو بلماحي على هذا الواجب الوطني والضمير السامي للموت على القميص الوطني في أكبر تجلياته الملحمية لتبخيس الخدع والمكر المعروف والمتداول دائما كلما حضر المغرب في أي مجال ويكبر فيه رغم العداء والحقد وكيد الكائدين.