جمل وفواصل ملعب سطيف نقلتها الـمنتخب للأمانة كسائر الوفود الإعلامية الوطنية، ورصدتها بالدلائل القاطعة من أن إقصاء الرجاء كان ممنهجا من البداية إلى نهاية الشوط الأول ثم إلى النهاية المأساوية بكل الوسائل الهمجية والنفسية والدموية، وأيا كانت الخسارة والخسائر، فقد أظهر الجزائريون قيمة ومعنى الجوار الديني والعرقي واللغوي وفي قمة السماحة التي تنادي بها الشعوب الحضارية، عفوا قمة الدناءة والخبث والـمكر والحقد الدفين كما كنا وما زلنا نعترف بأن من يغلغل هذا الـمرض المزمن هو من رواة الكارهين ومن تعليمات النظام على بلد مغرب الحداثة وبلد يقدر كل جوار إلا جوار الخبثاء. وما حصل للرجاء ولجمهورها ولكل الزملاء الصحفيين لا يمكن السكوت عنه، ولا يمكن أن يلتقط  إلا من واقع جزائري أصيب وتغلغلت فيه شيم التعليمات الحاقدة، وتنفست في دواخله قيم الكراهية المطلقة لـمغرب لا يرى في هذا الجوار أية مصلحة ولا فائدة سوى خبث الخبثاء. وعندما يتحدث الوفد المغربي بكل الألسنة عما حدث من قمة مسؤول النادي المسمى بـ «حمار» إلى هرم الأمن، وسفاهة شرذمة الجماهير، تخرج الصحيفة التابعة للنظام الجزائري «الشروق»  لتعتبر كل ما قاله المغاربة إدعاءات باطلة وتدس المضمون الـمغربي على أنه غير مسؤول لتجانب الصواب وتدعم كلامها المطرز. طبعا لا يهمنا ما يقوله الإعلام الجزائري لأنه مرتبط جملة وتفصيلا بالنظام، ونعرف شكلا ومضمونا من يحرك هذا العداء الكبير ضد الـمغرب، والرياضة جزء من هذه السياسة الفظة والمعروفة لسنين طويلة داخل هذا البلد الذي يؤمن شعبه بالأخوة الدائمة، لكنها مرفوضة جملة وتفصيلا من كباره.
طبعا لا يهمنا ما تقوله أية صحيفة، ولكن نؤمن بتداعيات المباراة وبحكماء الرقعة ومناديبها وحتى الصور الدامية والمهينة من الأمن الجزائري وحتى رئيس النادي المدعو «حمار» الرجل المبحوث عنه من الآن لكلامه الساقط ونعوثه الخبيثة والنابعة من تجليات الكراهية التي يكشفها حول المغاربة. وطبعا لا يمكن أن نسكت عن هذا الرجل السمين والبغيض لأن المغاربة الذي أكرموه بكل شيء في بلده الثاني، قدم لهم أبلغ رسالة تقيأت كل قواميس الوادي الحار بأرضه كأبخس رجل متعنث في بلده، مع أنه لم يجرؤ بتقيؤ ذلك في المغرب، ولو تقيأ ذلك لكان للكلام شيء آخر. وطبعا عندما يفرعن  المسؤول «حمار» بأرضه، لم يجد آذانا صاغية لإسكاته وإرغامه على السكوت من لدن الأمن ولا ممن يرون كلامه غير مسؤول، بل تركوا له السجية وروح المبادرة ليقول ما شاء من خلال صور الوقائع المسلطة عليه كفرعون لا يمكن أن يوقفه أحد على الإطلاق في أقوى حركات الخبث.
المشكلة ليست في أن تخسر الرجاء بكل شيء بداية من الإستفزاز كشيء متعارف عليه في الكرة إلى السب والقذف والضرب والجرح، بل فيما لو فازت الرجاء هناك، ماذا كان سيحصل أمام كارثة سقوط الوفاق؟ وكيف سيكون موقف هذا «الحمار» وغيره من القوات الأمنية وحتى تصرف الجمهور في حالة عدم تقبل الإقصاء ؟ الجواب أكيد سيكون أفضع بكثير مما حصل، ولكن القرائن تؤكد بأن شيئا دبر لترهيب غير كروي على الإطلاق، وما قاله مسؤولو الرجاء بمعية كل الوفود يؤكد بالكلام والصورة أن ما فرض على واقع الملعب كان خارج قيم وأخلاق الرياضة على الإطلاق وذهب إلى حد بعيد من الكراهية نحو المغاربة ككل. 
المشكلة في أن «هذا الناس» لا يريدون الخير للجوار ويكتوون باسم المغرب الذي يقف شوكة حادة في أعناقهم، ويعيشون كل يوم على أخبار المغرب كأنه وجبتهم اليومية، ولا ينامون إلا على ما فعله المغرب في كل الميادين التنموية، المشكلة في أن «هذا الناس» وبخاصة منهم من صنف سفلة الكرة، لهم ثقافتهم ولا يمكن ينعثوا أولادهم بنفس الثقافة السفلية، ولكنهم يتأبطون هذا الشر على الغير، وسيأتي اليوم الذي يغرد فيه من تسفل بما سيجزى عليه بقضاء الله أولا، وحثما سيأتي الدور يوما ما على من افتعل هذه الدناءة.