هو هذا ما يثار فعلا ودائما حول نزاهة مباراة ما أو شبهة ملتصقة بها لشراء الذمم أو بيعها بهذا المعنى لكسر حقوق الآخرين سواء من الصاعدين أو النازلين أو من يضمن بقاءه أو من يفوز  بالألقاب، هناك من يقول أن فريقا ما، إشترى حكما أي بلغة مجازية ليلة المباراة أو مباشرة بعد تعيينه، وهناك من يجيز تفاوضا ثنائيا حول نتيجة مباراة ما، وهناك من يشتري العديد من المباريات لضمان بقائه في القمة – وهذا أمر غير وارد على الإطلاق - وهناك من يرهن مستقبل بقائه ومصيره بمباراة فاصلة طبخت أصلا في الكواليس، وهناك أيضا من يبيع مباراة في شقها التقني والمنهجي عبر خطة إجهاد اللاعبين طيلة أسبوع بالكامل حتى تخار قوتهم في مباراة معينة، وهناك العديد من أصول البيع والشراء التي تطال حتى اللاعبين أنفسهم وينعمون بأرباح مالية قد يصلون إلى أرقامها الضخمة (راتبا ومنحا في موسم واحد) في مباراة واحدة، إلا أن هذه الوقائع التي اشتهرت بها العديد من أندية العالم، غالبا ما كانت تصطدم بأدلة يكتشفها الزمن بعد مدة ويطالها الإيقاف أو النزول أو المحاكمة، أو تكشفها الخصومات بين الأطراف المتنازعة على مراكز القيادة بالنادي أو صراعات أخرى بين المنخرطين ممن اكتشفوا حقائق بيع أو شراء مباريات معينة، لكن عندنا في المغرب، يمكن أن تشاهد مباراة ما في عز البحث عن النقط على غير عادة عمقها الدلالي لفريق ما كان يشكل نموذجا رائعا في الأداء لكنه توارى عن الأنظار لمجرد تراجعه المطلق رغم أن سيولته المالية موجودة ولا يمكن لأي لاعب أن تطاله الفاقة على الإطلاق، ويمكن أن تشاهد فريقا بدأ مرحلة الذهاب جيدا وربح الكثير من نقط الإعجاز وأوقف أندية قوية، لكنه توارى عن ذلك لأنه لا يملك فرص الفوز باللقب ويظل مختبئا وراء تنشيط بطولة، وهناك من يظل في الذيل لمدة طويلة قبل أن يقفز على الأرقام في مرحلة حساسة، وهناك أيضا من يرمي بفريقه إلى الزوال لأنه باع مباريات ما. 
وتتناسل الأقاويل لدى العارفين بالكرة وحتى الجماهير التي ترى في مباراة ما شبهة ملموسة ووصفة محبوكة داخل رقعة يحكمها فريق ينقد موسمه أمام فريق قادم لم يأت إلا لتفويت ذات النتيجة المعبر عنها ويرسل ناديا آخر إلى الجحيم عبر ذات التداعيات، وتتناسل الأحاديث من دون ان يجهر عن ذلك في صميم الأحداث لكون لغة البيع أصبحت راقية من دون أن يسقط البائع أو المشتري في مستنقع الأدلة الثابتة مع أن إشكالية الهواتف النقالة بأحدث تكنولوجيتها تظل اليوم دليلا قاطعا لمصادرة الجرائم ، وإشكاليات التواصل الأخرى القريبة من ذلك تبعد الشبهات، لكنها ومع ذلك يمكن أن تحضر لشراء الذمم بالعين المجردة ولكنها غير مرئية مع أنها عملية سرية واضحة في المقالب المؤدى عنها ماليا بالسيولة لا بالشيك، وفي كل الأحوال تظل عملية البيع والشراء قائمة أحببنا أم كرهنا بطرق فنية عالية في الرصد وبعيدة عن أي شبهة ثابتة. 
شخصيا سمعت غير ما مرة وفي بطولات سابقة كلما هممت للخروج من تفاصيل نقل المباريات، أن المباراة مفبركة وفيها «إن» و «مبيوعة» ولكني لم أجرؤ يوما باتهام أي طرف لغياب أدلة دامغة تثبت ذلك، وما أعرفه في الكرة أن ناديا ما يلعب على اللقب يحفز آخر من أجل إيقاف مطارده والعكس صحيح بحسن النوايا والتحفيزات المالية المغرية التي لا تحصل إلا في الأوقات الحاسمة.
نهاية، ما يشدني في وقائع الساعة أنه العضو الجامعي ورئيس المكتب المسير ليوسفية برشيد نورالدين البيضي كان قد أطلق العنان قبل أيام وفي تصريح خطير على أمواج راديو مارس، حيث شكك في نتائج مولودية وجدة العائد بانتصار من سلا أمام جمعية سلا، عندما قال «أهنئ لاعبي يوسفية برشيد على مباراتهم البطولية، وإذا كنا نلعب كرة قدم نظيفة فإن غيرنا يفعل غير ذلك، وهنا سأسمي ذلك أن مولودية وجدة الذي يتعثر كثيرا بميدانه يفوز أولا على اتحاد طنجة بميدانه واليوم يفوز على جمعية سلا بميدانه أيضا، الأمر مؤسف ومحزن».
ولكم الختم حول مغزى كلام العضو الجامعي الأكثر جرأة علما أن رئيس الجامعة كان قد أقسم بأغلظ الأيمان في أكثر من مناسبة على أنه سيلاحق كل الـمتلاعبين للحفاظ على نزاهة كرة القدم الوطنية، فكيف إذن سيكشف الغطاء عن كبار المتلاعبين بالنتائج؟