عندما تطرح «الـمنتخب» سؤال النقاش الدائر حول كيفية إيجاد الحل الملائم لتغيير تواريخ الإقصائيات المؤهلة للأولمبياد، وملاءمتها مع تواريخ الجامعة الدولية حتى ترضخ الأندية الأوروبية لواقع الأمر وتترك اللاعبين الدوليين الأولمبيين بمعزل عن الضغوطات، وعندما يضع ناصر لارغيت هذا المشروع الذي يشتغل عليه مسبقا بالنظر إلى طبيعة المشاكل الآنية التي يعيشها المنتخب الأولمبي كلما دعي أبناء المهجر للعب مع الـمنتخب، نكون جميعا قد وضعنا الأصبع على الجرح الذي يعيق إيجاد حل لعلاجه مع أن هذا المقترح المفروض وضعه على الكاف لا يعني اللاعبين المغاربة في المهجر فحسب، بل كل الأفارقة على حد سواء لجعل ملاءمة تواريخ الإقصائيات المؤهلة للأولمبياد منسجمة مع أجندة «الفيفا»، وتضطر جميع الـمنتخبات الإفريقية أكثر حرية في التعامل مع اختياراتها الدولية لنجومها. وأجدني منسجما كذلك مع الجواب المقنع لناصر لارغيت من خلال الحوار الذي أجراه معه الزميل أمين الـمجدوبي، عندما قال: «أنه من غير الـمعقول أن يظل اللاعبون الأفارقة تحت رحمة أنديتهم التي يبقى لها الحق في الإحتفاظ بلاعبيها ولا نجد أمامنا أي مبررات لإقناعهم للأسف وتطور الكرة الإفريقية رهين بالنظر لقاعدة الهرم والالتفاف للاعبين الشباب، وهذا المقترح بإمكانه أن يساعد المنتخبات الإفريقية للاستفادة من مواهب كروية قد تجد لها مكانا بسرعة ضمن الفرق الوطنية لبلدانها إن لعبت أكبر عدد من اللقاءات مثلا رفقة الأولمبيين».
وإن كان لارغيت ينتظر الفرصة – إن سمحت له بذلك – كما يقول، فالواقع يحثم بالضرورة عدم انتظار هذا المعطى، بل بتزكيته واقعيا بخلق اجتماع طارئ مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لمناقشة هذا المقترح الذي يصب في خانة التوافق الكلي مع جميع المنتخبات الإفريقية سيما من العديد من البلدان الإفريقية التي يمثل أجيالها معظم الأندية الأوروبية وبخاصة في شق القاعدة، وتلك حقيقة لا مراء فيها لكون الأندية الأوروبية تتغذى أصلا من الهجرة الإفريقية وتجنس كما يحلو لها من القمة إلى القاعدة وبضغوط تعاقدية وإغراءات مالية لتوسيع دائرة الأحلام عندما يتعلق الأمر بحمل العديد من الأفارقة قميص بلدان أوروبية. صحيح أن هذه النظرية لن تسقط على الإطلاق ما دام الإغراء يظل سيد الـموقف لكثير من الحالات الإجتماعية التي تجعل الـمهاجر الإفريقي يرضخ لضغوط الأندية الأوروبية من الآباء إلى فلذات أكبادهم الـمولودين هناك. لكن الـمغاربة ليسوا كذلك حتى ولو كان أقلياتهم يرون الآفاق المالية والأرباح التي يجنيها أكبر من حمل القميص الوطني، ولكن أكثريتهم منذ 1994 إلى اليوم حملوا القميص الوطني من القاعدة إلى القمة وقاوموا كل الضغوطات وفرضوا أنفسهم حتى بالأندية الأوروبية بمعزل عن الإغراءات. وعليه يمكن للمدير التقني ناصر لارغيت وضع المقترح ليس كسؤال بل كوسيلة ضاغطة على الكاف لينتقل ضغط الكاف إلى الفيفا من أجل تسوية هذا الإشكال الذي يضع إفريقيا دائما كقارة متساهلة وتقبل كل الضغوطات، بينما واقع الحال أن إفريقيا أصبحت الغداء الرسمي للمنتخبات العالمية وأكثرها حدة بالأندية الأوروبية. أليس هذا الموضوع قابلا ليس للنقاش بل للتنفيذ العاجل ؟ 
طيب، هناك كثير من الواضعين لأسئلة صبيانية من أن بعضا من الأولمبيين يرفضون تلبية الدعوة للمنتخب الأولمبي رغم أنهم حملوا القميص الوطني، وهم في ذلك جاهلون لأسباب صعوبة تلبية الواجب وليس رفض الدعوة، إذ من المفروض أن يتحرى الصحفي المهني - وبخاصة منهم شباب اليوم -، عن مغزى العلاقة التي تربط النادي الأوروبي باللاعب المغربي، وبأي تعاقد، وبأي بند سينتقل إلى منتخب بلاده. وليس من غاب اليوم عن الأولمبي المغربي نجعله ممقوتا ومرفوضا لأن المعلومة وصلت إلى المغاربة مغلوطة ، ولذلك فالأندية الأوروبية هي التي تتحكم في لاعبيها ، ولا يمكن أن تسرح أي لاعب إلا وفق تواريخ الإتحاد الدولي، وهي نفس الحالة التي تنطبق مع لاعبي البطولة الاحترافية، وبوسع أنديتهم منعهم بحسب القوانين، ومع ذلك تجد الأندية المغربية مرونة وتدرك أن تمثيل الوطن يعلو ولا يعلى عليه . ولذلك لا يمكن أن نلوم دوليينا الأولمبيين على قرار أنديتهم الرافضة لتسريحهم وليس لأنهم هم من رفضوا الدعوة وفي ذلك تأويل مغالط، ما يعني أنه عندما يمنحنا اللاعبون المغاربة موافقتهم، فإنها لا تعني شيئا أمام عدم قدرتهم رفض أوامر الفرق المرتبطين معها بعقود احترافية – يقول لاركيت - .
نهاية، أشد بحرارة على مقترح لارغيت، وهو أصل ما طرحناه في العديد من النقاشات التي لم يبال بها رجال الجامعات الماضية ، على أمل أن يكون أمل هذه الجامعة فريدا لتنفيذه عاجلا ولو كان ذلك في اجتماع طارئ بــ (الكاف).