خطير، خطير جدا هذا الذي يحدث لكرة القدم الوطنية بعد الشرخ الجديد لإقصاء الرجاء العالمي في جلبابه الإفريقي المتواضع، ومن العار أن يكون الرجاء المنفوخ بأحلام مونديال اللحظة العابرة ساقطا في وحل أقل ما يقال عنه دور تمهيدي في عصبة إفريقية لم يجد بعدها الحل الأمثل لتطور الأندية الإفريقية حتى في وضاعتها وتقدم أمامها استقالة علنية بأشكال غبية من اللمسات الفنية المفروض أن تكون حاضرة مع ما يسمى بخبير الكرة التونسية، ومع فريق كبير بالإسم لكن مع أشباح مغرورة داخل الرقعة.

حتى الكرة الإفريقية لم نعد نقو على مواجهتها بالشكل الإرادي كما كان ذلك قبل سنين لا تقل عن عشر سنوات، واسألوا الآن كيف خرج الجيش والمغرب الفاسي بذات العار قبل أن يضيف الرجاء هذه النزوة المذلة لإقصاء موضوع على طاولة النقاش الحقيقي لممثلي الكرة المغربية في المحافل الإفريقية.

يقولون أن المنتخب الوطني يجب أن يبنى على ظهر الأندية المغربية التي تقدم الدلالة القوية في الكؤوس الإفريقية، فهل لنا لاعبون يؤسسون لهذه الثقافة الدولية مع أنهم ساقطون تباعا في أولى ثمرات النتائج المذلة؟ ويقولون أن الرجاء هي النواة الحقيقية للمنتخب الوطني، فهل تملك حقا هذه النوعية الدولية من المستوى العالي؟

لا.. لا لن نكذب على أنفسنا، فلا مجال للمقارنات بين الزمن الذي توهجت فيه قيمة هذه الأندية بمعزل عن الإمكانيات الضخمة بين الأمس واليوم، وبين زمن «الفشوش» الذي نراه غير مقدر للمسؤولية الصارمة في التعاقد مع اللاعبين ومع حتى المدربين، ولم أكذب مطلقا عندما قلت بعد مونديال الأندية أن الرجاء حققت إنجازا لحظيا وليس مطلقا لأن فكر لاعبيها انساق مع العالمية وقد يجد الباب مقفلا عليه إفريقيا، كما قلت أن عظمة الرجاء ستظهر في العصبة الإفريقية إن هي تفاعلت مع الأحداث بواقع المواجهة الصارمة، لكن ما حصل غير مجرى التاريخ القريب وأظهر حقيقة اللاعب المغربي الذي لا يقوى على الإستمرار في تحقيق الألقاب مع أن هذا الجيل المتعاقد معه لا يفهم أنه محترف ولا يدرك قيمة معنى أن يهدر أهدافا بالجملة في مباراة كان من المفروض أن تضع حوريا كوناكري في مقصلة الطرد الدائم والهزيمة الواضحة بلا صداع ولا هم يحزنون، وفي ذلك ارتباط وثيق بلا ذكاء السي البنزرتي.

ما يحزنني فعلا هو الحضور الكبير والكبير للجمهور الرجاوي في ملحمة الموافقة على المساندة التمهيدية في أولى الخطوات الإقصائية للرجاء وكأن السبت الأسود هو عرس نهاية، وعشقت هذه الروح المبادرة للجمهور للدعم الرائع، لكن أن نصدم كل الأرقام الحاضرة بإقصاء مباشر لدلالات التراجع الكبير للفريق لما بعد المونديال لا يمكن السكوت عليه، ومن المفروض أن نجد حلا للمصيبة التي يسقط فيها ليس اللاعب الرجاوي فحسب ولكن اللاعب المغربي عامة لكثير من السلبيات الفنية والتكتيكية والغرور وزيد وزيد، فضلا عن المنظومة الكاملة لواقع كرة القدم الوطنية في أسوإ تجلياتها الخاصة بالبطولة الوطنية وحتى الإفريقية .

قد لا أكون سعيدا لهذا السقوط المتوالي للأندية الوطنية لأن الأفواه كثيرا ما نطقت بأشكال مختلفة من المقارنات بين اللاعب المغربي بالبطولة الوطنية وبين اللاعب المغربي بأوروبا ومسألة المفاضلة، لكن الحقيقة أن منظومة الجامعة والأندية هي المسؤولة عن هذه الكوارث في مبناها السلبي من قعر القاعدة الهشة للاعبين ومؤطرين ومسيرين وحكام.. وو... ولم أكن مخطئا ذات يوم عندما قلت وأقول دائما أن في الأندية رجال لا يؤسسون لصناعة النجوم والأدوار التي تقود المنتخب الوطني إلى عز الزمن الذهبي، ولا يجتهدون في صناعة النادي البطل كما هو حاضر في عرف الثقافة الإحترافية بأوروبا، لأنه بكل بساطة لدينا مسيرون خارج زمن الرجال السابقين في عز الأزمة المادية، وفي النهاية لنا جمهور احترافي فقط وليس لنا لاعبون بحس القتالية حتى في أضعف عصبة الأبطال بإفريقيا، وليس لنا مسيرون ومدربون وحكام و.. و.. من المستوى العالي> وأبدا سنظل نفكر بعقلية الحضور العالمي وننسى أننا أفارقة لا نقوى حتى تخطي أدوارها التمهيدية.