أعوذ بالله من الآنا، ولكن لا بد أن أعرف مقاسي وحدود إمكانياتي في أي اختصاص،  والمنتخب المغربي هو نفسي والآخر هو منتخب ساوطومي، صحيح أن ما يهمني بالدرجة الأولى هو الخصم الذي لا أعرفه ولا يعرفه كل المغاربة بهدف الوصول إلى إمكانياته ونقاط قوته وضعفه، ولكن يهمني أن أعرف قدرات منتخبنا مهما اختلفت المقاييس بينه وبين ساوطومي المحلي الأصل، ويهمني أن أسجل كل الملاحظات على الزاكي صاحب قيادة العرين باختياراته وصرامته وحتى المسكوت عنه في بعض الأمور التي لا يوجد لها جواب حول بعض الغائبين، البداية طبعا أنني توصلت كعادة المنتخب المحترفة في قراءة الخصوم وتحليل كل كبيرة وصغيرة، إلى معطيات غنية حول منتخب ساوطومي المجهول ليس في الخريطة الإفريقية ولكن في القيمة التواصلية وشح أخباره وتحيين مستجداته عبر صحفه الوطنية ومواقعه الإلكترونية الهزيلة، ولا أنكر أنني تعذبت كثيرا في الطواف اليومي حول المعلومة السرية لهذا المنتخب حتى نقدم للقراء انفرادا خاصا يليق بالحدث، والحقيقة أن ساوطومي الحديث العهد بالكرة الإفريقية وطنيا ودوليا هو بمثابة نفس العينة الكروية الأوروبية المتعارف عليها بالفرق المتواضعة كاللوكسمبورغ ومالطا وغيرها، هو أضعف منتخب بالقارة السمراء أداء ونتيجة وقيمة تاريخية من دون أي طموح في التأهل إلى أي حدث قاري، ولا يملك نفس الثقافة الكروية التي طورت الكرة الإفريقية قبل عشرين سنة، ما يعني أن إطاره البشري مجسد من بطولة محلية مشكلة من عشرة أندية لا غير مع محترف واحد هو من أصل برتغالي ويلعب حاليا بالبطولة القبرصية.
ساوطومي الذي تلقى سلة أهداف من منتخبات متواضعة خلال السنين الأخيرة، قبل أن يعود اليوم في زي المقاومة الجديدة ضمن مجموعة يراها أنسب للتحدي وتحقيق ما عجز عنه الضعفاء، دخل إطار المنافسة بأغلاط البلداء وتلقى هزيمة نكراء أمام الرأس الأخضر وبخبرة جديدة لمدربه جيمبوا الموضوع على رأس المنتخب الوطني في أول تجربة أعتبرها صدمة مدرب لم يعرف كيف يداري منتخب الرأس الأخضر ولو بذكاء تقني أقل هزيمة من تلك الصاعقة السباعية، وما فعله جيمبوا أنه لعب بدفاع الشيوخ (أكثر من 36 عاما) وانهار أمام سرعة الجن الأخضر ومحترفيه من صناعة برتغالية، واليوم غير المنكر بإبعاد هذه الوجوه (ثلاثة منهم أصليون وهم دنيلسون 36 عاما، مانويل أمادو 40 سنة ورجل الوسط ني 32 عاما) وجدد الإختيارات على نحو عشوائي من ثمانية فرق بالدرجو الأولى وأربعة أندية من الدرجة الثانية وآخرون من منطقة الحكم الذاتي لحد لقي فيه المدرب انتقادات واسعة لغياب السلالة المعروفة بالمنتخب والوجوه الممكن الإعتماد عليها في التشكيل النموذجي، ومن هنا يظل منتخب صقور ساوطومي مجهولا بين الأساسيين الذين تلقوا السباعية وبين من ستوكل إليهم مسؤولية تحدي أسود الأطلس في لقاء السبت المقبل ، ولكن لا بد من الوصول إلى شريط مباراة الرأس الأخضر وساوطومي حتى ولو تعذر على الجامعة الحصول عليه، ولكن الفيدو المختصر للمباراة بأهدافها موجود في اليوتوب على الأقل لمعرفة كيف خسر ساوطومي بأغلاط فادحة في الخط الدفاعي من كل الجهات، وكيف امتص الرأس الأخضر بنجومه المعروفة سقف الشراسة التهديفية.
أما والحالة المتعلقة بأسود الأطلس، فلا مجال للمقارنة ما دام الأسود في موقعة الرحيل إلى ساوطومي لمقايسة الأسلوب الجديد لمنتخب آخر سيكون مغايرا تماما لثقافة استقباله بأرضه، ولا يمكنه أن يخسر بنفس الحصة مع نفس المدرب، وإلا كان الأمر بديهيا من أن جيمبوا مدرب ساوطومي لا يستحق أن يكون ناخبا، ما يعني أن الزاكي يجب أن يعرف أنه لن يفوز بسهولة هناك، والطريق صعبة مفروض أن يقاومها بشراسة الفوز ولا خيار في ذلك، والشراسة تبدأ من الكتف الذي يسند عليه ساوطومي ألا وهو لويس ليال المحترف الوحيد والأكثر اهتماما وخطورة في خط الهجوم، ومراقبته مفروضة ومحروسة من دون أخطاء السهو، وثانيا تقدم الشراسة من أوجه الصرامة التكتيكية والسرعة في إنهاك الخصم واستثمار الفرص المثمرة ورفع الإيقاع كلما نام الخصم على الخوف المطروح لأنه يعرف أنه سيواجه خصما أقوى تاريخيا من الرأس الأخضر، والزاكي يعرف أن سيناريو الفوز بالنتيجة المطلقة ستضعه حتما أمام نسبة عامة قد تطرح في سياق المنافسات لو كان التعادل بينه وبين الرأس الخضر قائما، لذلك حتى وإن قال الزاكي بأهمية النقاط الثلاث، فليس الأمر مقنعا لأن الفوز بسعار الأهداف سيمهد له الإرتياح الكامل أولا للتكامل المفترض في خط الهجوم الذي لا يستقر على حال، وثانيا للإحتمالات الممكن السقوط فيها على أرض الواقع، وتلك قمة النضج التقني للمدربين الذين يؤمنون بالقتالية من أجل الفوز واللارحمة في الأهداف.