سأكون مثاليا كالعادة في قراءتي للأشياء والأحداث التي تسقط على الرؤوس تباعا، وما ينزل على تطوان من فؤوس وكلام جارح يتراءى له أن فريقه هو أتلتيكو مدريد أو أي فريق أوروبي. بينما واقع الحال هو أن تطوان فريق مغربي ليس إلا ومن ثوب عشق إسباني للأنصار من جانب آخر، والحقيقة ظاهرة ولا غبار عليها حتى يعلم الجميع أن المدينة التي غطاها هذا الحب العذري بالألقاب المحلية والمشاركة في المونديال وبعض فتات من الإقصائيات الإفريقية هو حد الفريق أبينا أم شئنا، وليس له أبعد الطموحات غير التي تعامل معها بالقدر الذي يستحقه، ويؤلمني أن أسمع حكايات بيع اللاعبين وكأنهم عظماء النادي بينما هم لاعبون عاديون، وحتى لو حضروا أمام مازيمبي فلن يقلصوا من الهزيمة، ولكن ربما قدموا شيئا من التضحيات لكنهم لن يفوزوا بأرض الآخر، وتطوان وغيرها اليوم من كبار الأندية المغربية لم تعد تقاوم إنجازات الماضي الإفريقية وكثير منها سقط تباعا باستثناءات قليلة ولكنها لم تذهب بعيدا، فلماذا ينتقم أهل تطوان من تركتهم الحالية لتخرج من جلباب الفريق إلى جلباب المسير قاتل الأحلام، لا يهمني من هو أبرون كرجل قاد الفريق فعلا للإنجازات، بإيجابياته الكثيرة وسلبياته الضئيلة، ويهمني من هو المدرب الذي يصنع الفريق، والفريق الذي يصنع المدرب رغم أن من يختار المدرب هو المسير طبعا .ولا يمكن أن نقتل أحلام الفريق لمجرد سقطة إفريقية أضاعها المدرب وليس المسير. وحتى إن تأهل الفريق إلى أبعد حد فسيخسر حثما أمام مازيمبي المختص في الألقاب القارية، وسيكون ذلك أرحم مما يحاك اليوم من صراعات ومصائب تجثم على من يقود السفينة التسييرية من أبرون وغيره. ولربما لن يصاب أهل تطوان بهذه الشرارة من التعصب غير المبرر لردة فعل فريق أهدر بنفسه تأهلا قلنا عنه ضاع بمصر وأمام الهلال ومازيمبي بتطوان وليس من وصول إلى مازيمبي في مباراة أعتبرها خاسرة. وقلت أن تطوان أبعدت نفسها عن التأهل لإهدارها نقاط الروح قبل ردة فعل بيع ثلاثة لاعبين عاديين يعتبرهم الشارع التطواني مثل ميسي وبيبي وغيره. حقا ما أسمعه وأقرأه من فزاعات وفقاعات كلام جارح لن يؤسس لثقافة الكرة الإحترافية التي يبني عليها مسيرو الكرة صبغة الفريق المثالي الذي طالما كان وما زال يبحث عنه مناصرو تطوان . وأعرف حثما أن تطوان التي ترسم على نفسها التقليد الكروي الإسباني تريد أن تتغيا هذا النوع الذي نحلم به جميعا، ولكن الحقيقة أنه ليس لنا لاعبون من القيمة التي تقارن بالبارصا والريال وأتلتيكو مدريد وغيرهم رغم أن البشر بشر ولكن القاعدة التكوينية لدى اللاعب المغربي هي التي تقارن أصلا مع اللاعب الإسباني أو نجوم العالم بإسبانيا. وهذا هو الذي يمكنه أن يعرفه مناصرو تطوان من فريقهم لا يمكن أن يأتي بالعظماء إلا إذا كان من أغنى فرق العالم، والحالة هاته أن تطوان التي ارتفعت سومتها الدولية والإفريقية تبقى من المؤشرات الرائعة لمسار الفريق وطموحاته. ولذلك فأبرون لا يمكن أن يكون رجلا ناجحا ألفا في المائة، ولكنه على الأقل قاد الفريق نحو الدولية والعالمية. 
«»»»»»»»»»»»»»    
والـمنسيون عند الزاكي يرفعون صوت الإستغاتة من تركيا وإسبانيا علهم يتنفسون عبق القميص الوطني، ولهم الحق في الفرصة الـمطروحة. فمصطفى الكبير الذي وجه رسائله الكثيرة للزاكي من أجل توثيق رأيه الكروي في الخانة التي يبحث عنها الزاكي هجوميا، يرى نفسه كل مرة يسقط من المفكرة وقد لا يكون معروفا عند الزاكي أو ربما يعرفه ولكن مكانه محجوز، ومع ذلك يرى اللاعب نفسه أنه مغبون في عز مباريات يقودها مع فريقه وعلى أكتافه في كل الـممرات الهجومية وربما أفضل من السعيدي حتى في المعطى البدني. أما فيصل فجر المقدم الرئيسي لجوقة ديبورتيفو لاكورونيا في الخط الأمامي هو من يعطي الإشارة لأفضل لاعب مغربي يسير في الليغا بصوت عال ومن اعتراف مدربه الجديد مثلما أكد ذلك عند اكتشافه لأول مرة الليغا الإسبانية مع إيلشي. فلماذا لا يقدم فجر على أنه فجر جديد للأسود في وقت رحب بأسماء جديدة سبقها فجر في التألق وفي أقوى بطولة أوروبية؟ 
وإن كان الكوثري رجلا عاقلا ومتزنا ومسيطرا اليوم على خانة الخط الدفاعي لباليرمو، فلا يمكن أن يخرج بردة الفعل التي زلزلت مستقبله الدولي مع الزاكي عندما أكد أن أفكاره لا تتطابق مع الناخب على الإطلاق وهو الوحيد من الأسطول الإحترافي الذي خرج عن هذا المألوف غير المبرر في سابقة لا يمكن أن تصب في مصلحة اللاعب دوليا. ولا أفهم لماذا اختار الكوثري ردة فعله مع أن حلولا كثيرة كانت مطروحة للتفاهم مع الناخب تشاوريا. ولا يمكن على الإطلاق أن نقبل مثل هذه التصرفات التي انساق من خلالها على عادة تاعرابت.