كلمات للإستهلاك، دارجة مدروسة، برامج قهوة نص (درج) نص (فرنس)، حلايقية جامع الفنا حاضرة، أوزيد وزيد من البوليميك والنقد الذي يستهلكه رواة الكرة بعضهم خارج الإطار والأقلية تحترم نفسها فرنسيا وعربيا وتحترم ناس الكرة والملاعب، وراقني زميل واحد أكن له احتراما بازدواجية لغته عندما أحبط تخاريف من ينتقد المنتخب الوطني، وأفشل مخطط الهدم الذي طال العمل الذي يقوم به الزاكي، ترى لماذا يحيك أبطال القراءات السخيفة هذه النزوة ضدا على العمل الذي ما زال يبحث عن الأهداف الإستراتيجية ؟ ولماذا لم يتحدثوا عن فشل المنتخبات الأولمبية والصغرى وعن من قادها إلى الفشل؟ ولماذا لا يتحدثون عن السياسة العامة لكرة القدم الوطنية وهم من كانوا يلعبون فيها بنفس الهوية ومع أندية أصبحت اليوم رغم المال والجاه والجمهور غير منتجة للاعبين من المستوى العالي  ومن ذات المؤطرين من المستوى العالي؟ 
المشكلة فينا نحن المغاربة أننا «نحكر بعضنا البعض» كأكبر ظاهرة خبيثة في الكرة وغيرها في جميع المجالات، المشكلة أننا عندما نأتي بمدرب أجنبي ولا تكون النتائج بالشكل الذي نتمناه نغير الرأي والقميص نحو إبن البلد، ومع ذلك تتقاذف الآراء بين واقع الإنتظار وواقع البحث عن هوية فريق وطني مع مدرب مغربي كيفما كانت رغبته إما للبطولة (لسواد عيون المنتقدين) وإما للمحترفين الذين يصنعون على الأقل ولو نتفة من النتائج المعول عليها، وتبدو حقيقة الشعبويين إما من المحليين أو من أذكياء صناعة البوليميك أو ممن يفرضون الخطاب التوجيهي لنص معين بارزة للعيان على أساس جلب المتواصلين بسلعة الإشهار والتجارة في الكرة بقالب «أجي نخلقو البوليميك باش نربحو الفلوس»، وراقني الصحفي البيضاوي الممتاز الذي أعطى درسا لرواة التحليل التقني المبرمج لزعزعة استقرار الفريق الوطني. 
المشكلة أنهم جعلوا من المنتخب الوطني كل مرة أمام قالب اختباري وانتقدوا الزاكي لمشروعه غير المستقر على تشكيلة ثابتة، والحقيقة أن ما يقولونه يعاكس منظورهم فيما لو كانوا هم ناخبون أصلا، وأقسم بالله أن من يعطي لنفسه سلاح الرأي غير الذكي لا يعتبر محللا، ومن يهلل وينتقد كما يحلو له بعيد عن الكرة حتى ولو لعبها أصلا فعقله إما غير مشبع بثقافة صناعة فريق، وإما أنه لم ينجح في مساره ما بعد الكرة، وإما له عداء خاص مع مدرب ما، وإما يفتي ويخرف .
الحسين خرجة جعلوا منه بضاعة إعلامية مستهلكة كما لو أنه الرأس المطلوبة وغير المرحب بها مطلقا بالمنتخب الوطني مع أن الحقيقة التي يجهلها «مفبركو هذا السناريو المقيت» أن الحسين خرجة عندما يسمع مثل هذه الترهات لن تزيده إلا حماسا وقوة تضعه على خط الشباب، والحقيقة التي لا يعرفها منتقدو خرجة وغيره أن شيوخ الكرة في العالم ما زالو بلعبون في أرقى المنتخبات بهاماتهم وخبرتهم، وكمثال على ذلك بيرلو الإيطالي مع اليوفي والمنتخب الإيطالي، وكثير منهم موجود لما يفوق 35 سنة، بينما خرجة في ربيعه 33 سنة، ولا يعقل أن يرتبط به نادي روماني عريق بقيمة ستيوا بوخاريست، صحيح أن خرجة لم يتوفق أمام ليبيا لأنه لم يكن جاهزا ألفا في المائة، ولكن عندما يلعب خرجة بالتدرج وبتنافسية عالية يغير قناعاتك مطلقا، وحتى لا ننسى كيف «بهدل» رواة التحليل مبارك بوصوفة قبل أن يأتي الزاكي للفريق الوطني، وعندما لعب بوصوفة مع الزاكي بالقناعات الإختيارية أصبح هو اللاعب الهلامي في منظور صحافة «بلا.. بلا»، سبحان الله على أركان مفتيي الكرة وعلماء الكرة.
لا يهمني الزاكي اليوم ولكن يهمني عام 2004 عندما غير منطلقات الكرة وبناء المنتخب الوطني برغم من وضعوا له «صابونات موصودة» من أعداء النجاح، فقط الرجل يدرك أن خبرة السنين الماضية وضعت أمامه نضجا كبيرا في التعامل مع الكل بالطريقة التي يشتغل بها لإنجاح مشروع منتخب يحبه الشعب وليس أمام فيالقا يكرهون الرجل، ولا حاجة لأن ندافع عنه لأننا نعرف حثما أن المنتخبات الوطنية التي غاب عنها المحترفون غادرت الطريق مبكرا.
نهاية، لنا شعب كروي ذواق وذكي في قراءة وسماع ومشاهدة أطياف إعلام يلعب على سلع تجارية، ومحللين برواتب «تعتبر بزولة جديدة» من أجل نشر شعبوية مفبركة.