قالها ميشيل دوسويي مدرب منتخب الفيلة « هناك لاعبون غائبون بالفعل ، ومن المفروض أن يعوضوا بلاعبين آخرين . ولكن اللقاءات الودية تمكن أيضا خلال التربصات وحتى في المباريات الودية من معاينة لاعبين جدد . ومن المفيد أيضا إجراء مراجعة فعالة للمجموعة .»  طبعا هو ناخب حديث مع منتخب بطل ويعي ما يقوله بالحكمة والإختصاص التي يراعي فيها قيمة المجموعة حفاظا على الثوابت . ولكن عندما يوضع في موقف الطوارئ والإصابات يكون قد اختار طريق البحث عن البدائل الجديدة لقياس ما يمكن ان يشكل الإضافة المرجوة  في الوديات ، وعندما تعود الثوابت الضرورية ، يكون الناخب قد ربح البدائل المعول عليها كلما احتاج إلى ذلك حتى ولو كان من صلب البطولات الأوروبية ، والكوت ديفوار مصنوع مائة بالمائة من الخارج وهناك المئات والمئات من الإيفواريين في مختلف البطولات الأوروبية والخليجية وحتى الأسيوية فضلا عن ما هو موجود بالكوت ديفوار في أكاديمياتها ومراكز تكوينها باقل التكاليف ولكن لها أطرها بكفاءة  عالية . ولذلك لا يمكن أن نقيس منتخبا بطلا يعيش حاليا فترة عصيبة لطوارئ الإصابات وليس مرحلة انتقالية بمعناها الحقيقي بما هو موجود حاليا من مطب منتخب إيفواري جديد بعناصر منها ما هو حديث العهد بالتجريب والمعاينة ، ومنها ما هو عائد بالخبرة . وليس معنى ذلك أن الكوت ديفوار انتهى فصل إنجازه التاريخي بدخول مرحلة التجديد الشامل ، بل حاضر بأسمائه الخبيرة مع توابل جديدة تستأنس عادة بالفرص الدولية والإنسجام مع المجموعة . ولو ربح ميشيل عناصره المختارة ستكون إضافة أخرى لمستقبل المنتخب الإيفواري .
هذا المقاس البطولي للكوت ديفوار ليس هو نفس المسلك الذي يعبره الناخب بادو الزاكي أولا لأنه مع منتخب كثرت فيه المشاكل السابقة ، وثانيا مع رؤية تشكيل منتخب على مقاسه وتفكيره الإحترافي وثالثا مع القيادات التي يرى فيها النواة الأصلية ، ورابعا لأنه مع منتخب لا يملك النجاحات القصوى نحو الألقاب ويرى نفسه رجل البناء الضروري لفريق قوي ومتماسك مثلما عبر بذلك منتخب 2004 نحو طريق المفاجآت الكبرى ، ولكن بتفكير ناضج لرجال ناضجين في الإحتراف ولهم مسؤولية الدفاع عن مشروعية القميص الوطني كأولوية . وأسود الأطلس اليوم ليست هي الكوت ديفوار بمقاس إلزام المنتخب المغربي باختيار المحليين مع المحترفين ، وفي ذلك محاباة للمنتقدين الذين ينادون بالطرح المحلي داخل المنتخب ولو أن المستويات تختلف أساسا في منظوري الخاص ، والمحلي الدولي يجب أن يكون مقاوما بدرجة عالية من البطارية المعبأة بدنيا وتكتيكيا وذهنيا . والمقاس الذي يجتهد فيه الزاكي هو صناعة منتخب وطني قابل لصناعة النتائج والمقاومة لتحقيق الألقاب ، وصناعة ذلك تستلزم اختيارات المرحلة القائمة على البدائل الممكنة وللطوارئ الممكنة ، وهو ما يقوم به الرجل كلما دعت الضرورة لتجريب الوجوه الجديدة مثلما يناضل مدرب الكوت ديفوار الجديد في تلميع ذات المنتخب بمفكرته وقراءاته عكس الناخب هيرفي رونار الذي فاز باللقب الإفريقي مع فريق محضر ومهيأ تكامليا وانسجاميا وجماعيا بأسمائه المعروفة . وحين يؤسس الزاكي لمثل هذه الثقافة الإيفوارية بنفس النموذج البشري الذي يختاره في أفق الهيكلة الشاملة و الجامعة والمعروفة لدى الجمهور المغربي  لكل العناصر الدولية ، وقتها سنكون جميعا أمام ثقافة بناء نحو الألقاب وهكذا تسير الأمور جيلا بعد آخر . أما وأن يهلل المحللون بمن فيهم من الإعلاميين بتسريع وثيرة البناء وغياب التشكيلة القارة فعليهم أن يقدموا للجامعة سيرهم الذاتية لتدريب المنتخب الوطني حتى نقيس كلامهم النقدي بعملهم التقني . 
المشكلة كما قلت ، أن المنتخبات الوطنية بكاملها لا تملك إدارة تقنية محترفة في سياق التعامل مع الأندية ذات الهشاشة القاعدية لتفريخ الأجيال ، والمشكلة في أن تأطير المنتخبات بحاجة إلى مدربين متمرسين وأعرف بما يمكن أن تنتجه البطولات الصغرى إلى الكبار بصفة الدولية التي يصعد منها لاعب الفتيان الدولي إلى كبار الأسود ، وليس عيب الأسود اليوم في الزاكي أو غيره لبناء فريق وطني يصعب تناغمه ومطالبته بالنتائج القصوى والأهداف الإستراتيجية ، والجامعة المحترفة هي من تبني منتخباتها على ظهر الأندية المنتجة للأجيال والمواهب الخارقة وليس على وضعية السير العاجل والمطالبة بأقصى الأهداف . والنتائج أبانت الإقصاءات المثيرة للجدل لمنتخبي الشبان والأولمبي . 
المشكلة في أن الكوت ديفوار موجودة في بقاع الكرة العالمية بالأرقام الكبيرة والمصدرة سنويا من أسيك أبيدجان والأندية رغم ضعف إمكانياتها المادية ، وعندنا في المغرب كلام على الطاولات من زمن بعيد ورؤساء لا يصنعون الإعجاز من قيمة النجوم التي تدر الأرباح الكبيرة ، فهل يفهمون معنى لقيمة الظلمي والبياز والتيمومي والزاكي وبودربالة والأجيال الكبيرة التي صنعت مجد الأندية الوطنية التي عج أكثرها بما يفوق ستة نجوم في النادي الواحد وكان من الصعب أن تختار فريقا وطنيا من مائة لاعب على الأقل من المستوى العالي . 
وفيقوا أ الفهايمية ..