قال محلل «الله يشوف من حالو» لماذا نأتي بدوليين من الدرجة الفرنسية الثانية في إشارة إلى اللاعب الدولي فؤاد شفيق، ولماذا يعج المنتخب بالمحترفين من دون أن يكون عكس ذلك من البطولة المسماة بالبطولة برو؟
سبحان الله، «هذا السيد إما لم يلعب الكرة، وإما جيء به ليقول ما يريد، ولست أدري كيف يحاكم الدرجة الفرنسية الثانية التي لها ميزانية مالية تفوق بكثير الأندية الأولى بالمغرب، وكيف لا يرى بأم عينيه كيف تختار المنتخبات الإفريقية ولاداتها المحترفة من كل الدرجات الفرنسية، ومن هو نانسي المعروف لدى المغاربة بالنادي المنتج كما هو الحال بفريق البرنوصي، وفؤاد شفيق الذي يتحدث عنه هذا السيد أقوى بكثير من كل الأظهرة الموجودة بالمغرب، ولا يرى كيف قدم هذا اللاعب المنسي نفسه إلى المغاربة من خلال مباريات رسمية فاز بها بالتنافسية والأريحية والمجادلة والمصاقرة، وربما لم ير ماذا فعله بجيرفينيو وكالو وكيف مشط دورهما القيادي في الوديتين الأخيرتين، وربما يكون هذا المفكر الجديد مع «دار باك صاحبي ويلغي بلغاه»، وشفيق لو سمع هذا الرجل أصلا لابتلعه وربما وجه إليه رسالة مواجهة حتى يتأكد من أن نانسي قدمت للمغرب كثيرا من الجواهر داخل العرين. 
أما ويكون حال الفريق الوطني من البطولة الإحترافية ولعهدة الراوي، فقد يكون صائبا لأنه مولود عصر الكرة الحالية ولا يرى لماذا عجز كثير من الناخبين المغاربة والأجانب في عدم تشكيل نواة وطنية من بطولة يقال عنها محترفة ولا تملك أقوى الأسماء الرنانة على مستوى كل الإختصاصات إلا من صنع منتخب محلي، وإلا لماذا نختار أسود أوروبا أصلا ولا نختار المنتخب المحلي ليكون هو أصل كل الرهانات؟ ولماذا لا تشارك مصر بمنتخبها المحلي في كأس إفريقيا للمحليين ولها منتخب من بلدها؟ المشكلة عند هؤلاء الأشخاص أن المحترفين يشكلون لديهم عقدة وابتلاء ويقتلون جوهر البطولة الوطنية مع أن من يقتل الكرة الوطنية هم المسيرون وبهيكل أندية ضعيفة وبلاعبين «مفششين» ولا يريدون أن يكونوا محترفين بأقل مران وبمدربين ضعاف لا يقدمون الخامات الكبرى لعالم الدولية وزيد وزيد أسي فلان.
رجاء، ولكل من يرى نفسه أقدر على تدريب المنتخبات الوطنية أن لا يختار أي محترف صغيرا كان أو كبيرا حتى نرى مقاسه وكلامه وعمله ناجحا من صلب المحليين ومؤهلين في أكبر الملتقيات القارية والعالمية، ورجاء من يضرب المدربين هنا وهناك، ورجاء لمن يأخذ الميكروفون أن يغسل فمه ويسد أنفه من الروائح الكريهة المبللة على الميكروفونات مفرنسا كان أو مدرجا.
مشكلة الفريق الوطني اليوم ليست مشكلة ناخب وطني، بل هي مشكلة سياسة جامعية وكروية داخل الأندية التي لا تبدع في صناعة الأجيال ذات الإختصاص في كل دور، ومشكلة لاعبين لا يملكون جرأة البحث عن الدولية والعالمية والصمود داخل الفريق الوطني، ومشكلة مؤطرين من القاعدة إلى القمة مع أن هناك الكثير من القيادات الكروية لها معاييرها التقنية العالية، أما زاكي وغيره من المدربين السابقين فاشتغلوا بالأحكام والقدرات الموجودة لديهم، واسألوا الزاكي كيف كان لديه منتخب متكامل الهوية بين المحليين والمحترفين عام 2004، قبل أن يعود إليه بنغمة مغايرة وبأجيال محترفة ومسيطرة على اللائحة، والمشكلة الرئيسية هي أن الأندية لا تشتغل ولا تخطو نحو الألقاب القارية ولا تملك حس الدوليين بميزة الأفارقة وكثير منها يخرج مبكرا، واش فهمتي أسي فلان.
ومشكلة «بلا بلا» عندنا نحن المغاربة هي السائدة ومحمولة بعدوى المقاهي وجامعات المقاهي، والعمل فوق الأرضية والبحث عن الولادات وتكوينها وتأطيرها محليا ودوليا مغيب، واسألوا أندية الدرجة الثانية كيف تعيش وتعمل في ظروف قاسية، كما يمكن أن تسألوا الأندية الكبيرة التي ضاعفت ميزانيتها في غياب أن تقدم لك نجما للسنة أو نجوما فوق العادة أو لقبا قاريا يمكن أن نجادل به الكل لإختيار الدوليين، أو تؤهل ولو لاعبا نحو الإحتراف الأوروبي، هذا ما نريد سماعه عوض التباهي في النقد الهدام نحو مغاربة أوروبا، وفؤاد شفيق يبقى في نظري أفضل مدافع أيمن ولزعر ليس هناك أفضل منه وغيرهم من المقارنات غير موجودة في انتظار أن تجود لنا سماء البطولة بالعصافير الناذرة أسي فلان، وعليك أن تختار فريقا من البطولة لتضعه بنفسك أمام كل الناس من دون محترف لتدخله أصلا في الإستحقاقات القارية والعالمية لنتأكد من «الفهامة ديالك» مع أن زمن الولادات مات في الأندية.