لا غرابة في أن يكون فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم موضوع نقاش حول ما اثير مؤخرا من تأويلات ومغالطات حول تداعيات التاهل العصيب الذي أحيط به الفريق الوطني والمشكلات التي وضعنا فيها بادو الزاكي في غياب الكثير من القناعات والضمانات المريحة لفريق وطني مريح وواقعي، فهو اصلا رئيس جامعة مفروض فيه أن يكون حكيما – وهو كذلك – ومفروض أن يكون مطلعا على أدق التفاصيل المتعلقة بكل المنتخبات لأنه هو المساءل الأول عن كافة النتائج والإنجازات والكوارث لا قدر الله، وحينما قاد الرجل نفسه إلى الإحاطة بكل الجوانب المتعلقة بالفريق الوطني الحالي المؤهل إلى الدور الثاني بالإقصايئات الخاصة بمونديال روسيا سواء بالتقارير التقنية والإدارية وبعض الإستشارات التقنية المضافة من وجهاء الخبرة، فلأنه رجل حكيم لا يقرا مصادر التلوينات الإنتقادية كل على هواه فقط ولكنه يتعامل مع الأحداث بالرزانة التي تحكم العقل لا الإنفعال برغم صعوبة المشوار المغربي مع الزاكي وبرغم المراحل العصيبة التي يعيشها الفريق الوطني على مستوى سوء الإرتياح العام لدى الجماهير. والرجل عندما قرأ تقرير الزاكي حول مهمة أكادير وباطا وما جاورها من تداعيات المرحلة التي أرغمت الفريق الوطني على التاهل الصعب في غياب العديد من الثوابث الأساسية وعواقب أخرى من تسلسل المباريات الدولية من دون إقناع كامل ،استند على الهدف االإستراتيجي الذي هو التأهل برغم سوء العرض والخوف الكبير الذي كاد يقتل هذا الحلم، واستند على ما يمكن أن يغيره المستقبل بعودة الروح والأفق الذي طالما أبعد المغاربة عن الشعور الخالص حول منتخب بلادهم مثلما كان ذلك عام 2004، وفوزي لقجع الذي يؤمن بالنتائج أصلا والتي تبرر اليوم تأهلا واقعيا برغم صعوبة إنجازه، يؤكد في صلب الوقائع جديته في متابعة ما يمكن أن يبعد عن الفريق الوطني كل هذه المخاوف بالدرجة التي يدعو فيها الزاكي بمواصلة العمل والإنكباب على التحضير بالجدية المعروفة عنه للمواعيد الكروية القادمة التي تنتظر الفريق الوطني، وبخاصة مباراتيه أمام منتخب الرأس الأخضر شهر مارس المقبل برسم الدورتين الثالثة والرابعة لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2017 لا ما تم الترويج له من أن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السيد فوزي لقجع ثار في وجه الناخب الوطني الزاكي بادو بعد الخسارة من غينيا الإستوائية بباطا، ولذلك فإن رئيس الجامعة حريص على الإقتناع بلغة الأهداف المسطرة التي انجزها الفريق الوطني حتى الآن مع أن الأهداف الواقعية ما زالت سارية المفعول ألا وهي تأهيل الفريق الوطني لنهائيات كاس إفريقيا للأمم 2017 وتأهيله لنهائيات كأس العالم 2018.
وفوزي لقجع عندما أحاط نفسه وسيج محيط معارفه بالرزانة والمساءلة الجوهرية لما أثير من نقاشات وبوليميك هدام وأشياء أخرى ربما تقود إلى فضح أسرار البيت الجامعي، إنما يدرك جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه كرئيس ويعرف أن مطلب الشعب الأول هو رأس الجامعة بعد النتائج الكارثية، ولذلك كان الرجل حكيما في الكومة التشاورية حول ما حدث وما سيحدث لاحقا ويؤكد من جانبه أن الحكمة تقتضي عدم السقوط في خطاب اليأس والتيئيس، والمنتخب الوطني بحاجة إلى ثقة مناصريه وثقة الجميع في وقت يرى أن من يشكل انقلابا على الجامعة بسبب ما يقال عن تسريبات للتقاريرالسرية حول مسؤولية الزاكي فيما حدث مع أن الفريق الوطني تأهل ولم يحدث الهزة العنيفة نحو الإقصاء، ستكون له عواقب وخيمة لمن أحدث ويحدث هذه الرجات المجانبة للصواب.
أنا مع لقجع في التشاور ومن حقه أن يسأل عن الكبيرة والصغيرة والجزئية الدقيقة التي تحول النار إلى دخان، وجميع المنتخبات العالمية بها ناخبون وطاقم هائل ومستشارون في المنصات للوقوف على الأداء العام لمنتخباتهم مثل ألمانيا مثلا التي يتجيش بها كوادر وأطر وتقنيون في التعامل مع الناخب الأصلي بكل دقائق الامور وحتى التفاصيل الصغيرة، ولذلك فإن ما قام به فوزي لقجع من تدبير التأهل بالعقل وعدم التسرع والإنفعال حول مؤثرات التأهل ودواعي النقد الذي طال المنتخب الوطني والزاكي عبر كل الجبهات الإعلامية، يؤكد عصامية الرجل من أن أي رجة ما لغرض ما أمام حقيقة التأهل الواضح لا يمكن أن يزلزله أحد، بل قدم بخلاصات العقل والتشاور الذي توصل إلى نتائجه  أسمى قيم المسؤولية مع أن بساطة الأمر هي في واقع المنتخب الوطني المكره بإصاباته وعندما يعود الجميع إلى سكة التكامل ، سيكون وقتها كلام آخر مع أن الكثير من المنتخبات العالمية تتأهل بصعوبة، ولكنها بعد ذلك تدخل الغمار الأقوى برؤية أخرى تلغي كل الضبابيات السابقة.