الرغبة في الميلاد الجديد والرغبة في سنة التمرد على واقع الكرة والإنجازات البخيلة للمنتخبات الوطنية وحتى الأندية الوطنية يستلزم الوقوف عند المشكلة الأساسية لمعضلة التنازل عن القيم السامية لمعنى الدولية إن على صعيد المنتخبات أو على صعيد الأندية التي تتعلق فقط بمواقع الحد الحقيقي للمسابقات القارية في أضلاعها التمهيدية أو كسقف أعلى في الأدوار الأولى أو المجموعات، والحديث عن ميلاد السنة الجديدة القائمة على أنقاض  سنة البؤس الكروي يرخي بظلاله على ما يمكن أن يعيد للمغاربة نوعا من استشراف المستقبل حول مصير المنتخب الأول المقروء من النواة الكبيرة للمحترفين بأوروبا وبشكل معكوس على صورة الزمن الذي بنيت عليه المنتخبات الوطنية من نواة البطولة الوطنية. وما مورس من الجدل حول أحقية البطولة الوطنية المفروض أن تكون هي القاطرة الأولى لسريان الحضور القوي للاعبين الدوليين داخل المنتخب الوطني، كان بحق جدلا فارغا لسوق الدلالة في بعض البرامج الحوارية مع أن الحقيقة التي لا يلمسها المراقبون هي أن البطولة الوطنية لم تعد تورث هذا المعطى من المستوى العالي الذي يمكن به أن نثير الجدل القائم لضياع جميع المنتخبات الوطنية لسبب واحد هو أن الأندية كما قلت سابقا لا تشتغل بنفس الفكر الذي مات مع المسؤولين الكبار في زمن الكرة الحقيقي، وفي زمن المنبث القاعدي الذي يفرخ الأجيال بكل الصنائع والمواقع، والرغبة في الميلاد الكروي الذي نراه جديرا بإعطاء الحق للبطولة الوطنية، ليست هي هذه الفوضى العبثية في صناعة منتوج مغشوش يعطي النتيجة من ضلع المنتخب المحلي الذي أراه مشكلة أساسية في قبول الحضور في نهائيات كأس إفريقيا الثانية – ولو أن البعض يقول بإعطائه الحق الدولي في كأس يتعذر فيها الحضور لبعض اللاعبين الذين لم تسنح لهم فرصة المشاركة الدولية – ما يعني أن المغرب نزل إلى المستوى الثاني إفريقيا لأنه لم يعد ينتج لاعبين من العيار الثقيل كما كان ذلك بالأمس القريب عندما شكلت العديد من الأندية سوقا للنجوم الراعدة واغتنت من مبدأي المال والدولية التي يبنى عليها تصدير اللاعبين إلى أوروبا، وعليه تؤدي الكرة المغربية من منتوجها الضعيف ضريبة المسخ للنجومية وضريبة الرأي المضاد للإنجازات القائمة على الإنتدابات الهزيلة .
والرغبة في الميلاد لا يمليها علينا أي كان (ممن يرسمون السوداوية في بعض من الإعلام التجاري والذي ساهم بكثير في تدبير ما يسمع من برامج أساءت إلى الواقع الكروي بقمامة لغة المزابل وباستفزاز الناس و ووووو) بل يمليها علينا الضمير المهني الذي يكشف عن الداء والدواء، وكرتنا في الإعلام ليست موضوعة فقط بالدار البيضاء بل في مغرب الخريطة بالكامل وليس هناك أي تفضيل لأن جل الأندية الوطنية هي بنفس المقاس، بينما في مقدور البعض أن المنبر مخصص فقط لأهله، ولذلك يكون الإعلام مقاسا إضافيا لهذه الإنتكاسة الكروية التي طالت المسيرين والمدربين في صناعة منتوج غير مثمر.
والرغبة في الميلاد الجديد لسنة 2016 يفترض أن تقدم لنا غسيلا جديدا لكرة مريضة أيضا برغم المال والجاه الذي تتطبع به الأندية في سوق المال الذي طغى عليها في غياب ما يسجل على ما يسمى بالإدارات التقنية الفارغة المحتوى عبر سائر الأندية لأسباب مجهولة، والرغبة في الميلاد هو أن يصنع رواة التسيير معنى للتكوين القاعدي الخاص بالمدربين وتشغيل كشافة المجال عبر الأندية الهامشية والأحياء، وتفعيل مراكز التكوين التي ظلت بلا شاغل ومشغول ومشغل أساسا ، وعيب جدا أن تدخل الأندية الوطنية سوق الإنتذابات لكونها تحس أصلا بالعجز المبني على دراسة وخطة بأبعادها الزمنية التي يتأسس عليها مشروع صناعة لاعب من المستوى العالي بالفئات العمرية وداخل ما يسمى بالإدارة التقنية للنادي. ولذلك نتأسف جدليا على واقع الأندية بالمغرب كونها لا تعطي للمنتخبات الوطني أي مقاس دولي من مزرعتها. 
والرغبة في الميلاد الجديد هو أن يشكل المنتخب الأول انتفاضة كروية رغم كثافة محترفيه كل حسب قيمته وتنافسيته وثقافته التكتيكية، وانقلابا حقيقيا نحو المستقبل بهدف تنزيل مفاهيم القيم القتالية التي يبنى عليها صراع الأدوار وصراع التأهل أصلا في وقت عز علينا انتظار الإنجاز وانقلبت الإحتفالات العالمية نحو صراع مقاتلي التايكواندو والملاكمة والدراجات وغيرها من الفعل الريادي لذوي الإحتياجات الخاصة في موقعها العالمي أمام انهيار المنتخبات والكرة عامة رغم الأموال الطائلة. فهل تكون سنة 2016 في كرة القدم انطلاقة روحية وقتالية لمنتخب الكبار، وانقلابا فكريا لمجموع المسيرين للنظر في منتوجهم على أنه منهوك الإسم ومبتور الكفاءة العالية التي تؤسس أصلا لكرة قدم راقية ؟ وهل يرى هؤلاء أن ما لا يصدر اليوم من البطولة نحو أوروبا هو ضريبة الشلل القاعدي والكروي عامة ؟