هذا الرجل الجديد الذي اختاره صندوقه الإنتخابي لوحده من دون منافسة شرسة، وحتى إن راهننا عليه كرجل مرحلة بالتلقائية المفترضة، لا يمكن أن يلعب ورقة المكر مع صاحبة الجلالة من خلال السيناريوهات التي تأبط بها مع الأطراف التي شاركها النقاش في عملية وكيفية اختيار الناخب المقبل على أنها أطراف مساهمة في نجاح أو فشل هذا الورش العلني في مفهومه التقني، ولا يمكن أن يكون الإعلام مساهما في القرار الفعلي لأن صناعه بالجامعة موجودون بالكثرة العددية التي اختارها الرئيس من رحم الديموقراطية الواحدة من دون منافس، ومعنى هذا الكلام أن من يدخل الجامعة كقوة وسلطة، لا بد أن يعي أنه يعرف كيف كان يداعب مرحلة ما قبل الرئاسة كحمل وديع ولسان بليغ مفتوح على كل وسائل الإعلام عامة، قبل أن يكون اليوم شحيحا في التواصل والغياب اللامبرر لأحد القنوات التلفزية، وربما هناك أشياء أخرى تجعل الرجل فوق هودج الحراسة الأمنية كما قدمها علي الفاسي الفهري بحراسه الشخصيين.
وفوزي لقجع كرئيس فعلي، لا يمكن أن ينسلخ عن واقعه كما كان عاديا وككل الناس في أي منصب كان، وحداثة تسييره للنادي البركاني لا تعطيه على الإطلاق شرعية الرجل الذي عانى لسنين طويلة في مجال التسيير الرياضي قبل أن يصبح رئيسا لجامعة اليوم، ومعنى هذا الكلام أن بلاتير رئيس الجامعة الدولية تقيأ المحن الكبيرة ليصبح رجل الكرة في العالم على مستوى القيادة التسييرية. ومعنى ذلك أن فوزي لقجع سيعاني الكثير والكثير في خضم كرة فاسدة لا تقبل اليوم بالعاطفة على أي نادي حتى ولو كان أكثر المسؤولين بالجامعة من صلب الأندية، وكرة القدم لا تؤمن بالفوارق والمحاباة والعاطفة، بل تؤمن بالحكمة والقانون، ويوم يزول وينمحي مفهوم «باك صاحبي» ولن ينمحي على الإطلاق، وقتها سنقول بأن الفساد بدأ يتدرج بالمسح التدريجي.
وعلمتنا الحياة قيم الإستشارة الكبرى لرجال المهمات الصعبة قبل تنفيذ أي قرار، وقرار الكرة أصلا له مستشاروه في تنبيه الرئيس كما هو الشأن حتى في المستشارين الكبار في عالم التدريب، ولقجع لا يمكن أن ينسلخ عن هذا الوازع المهم في التدبير الأكبر لجامعة بها رؤساء أندية قد لا يكون أكثرهم ملما بالميدان ولكن بحاجة إلى حكماء على أعلى مستوى في رصد واقع التدبير المتكامل لكل الملفات، مع أن مستقبل هذه الجامعة لن يكون محمودا في ظل غياب الكفاءة العالية والإستشارة الحكيمة من المستوى العالي لإتخاذ القرارات الجريئة.
لا تهمني الأسماء، ولا تهمني بهرجة الكلمات والتوقعات، بقدر ما تهمني الصورة التي نرى فيها فوزي لقجع رجل تواصل ورجل حوار ورجل انتظارات الشارع المغربي، لا رجل الألوان المتعددة الأوجه، ورجل ما قبل الجمع العام، ورجلا آخر لما بعد الجمع العام. وفوزي لقجع هو من سيساءل وسيحاسب على الولاية، وهل فشل أو نجح ليستمر في ولاية النجاح الثاني. هكذا نرى الأمور على صراحتها بمنطق نجاح الموارد البشرية لا المال الذي ينعش خزينة الأندية بلا مساءلة. وكرة القدم المغربية بهذه العلة الخبيثة من الصراعات الشخصية، وأخاف على فوزي من نار هذا الدخان الذي قبله إلى جانبه ليطغى عليه في نهاية المطاف.
يقولون أن وراء كل عظيم إمراة، مثلما أقول أن وراء كل رئيس عقلاء، والفارق ليس متباعدا بين الجنس الأنثوي كداعم، وبين العقلاء كمستشارين في الفعل والنجاح. ولقجع يعرف هذا المغزى الذي يحيط به إن كان فعلا يرى أن له عنوان رجال في مستوى الرهانات. وكرة القدم في العالم لها رجالاتها ومختصوها ومدبروها بالتصنيف العالمي، فهل يدخل فوزي لقجع هذا السياق لرفع درجات الكرة المغربية في زمن التغيير ومحاربة الفساد من كل الجوانب ؟