«كونوا رجال»     
هذا هو الوصف الملحمي الذي أريده من ملحمة العودة إلى ذلك التاريخ الذي سرقنا منه إنجازا كاد يكون تاريخيا بتونس، وهذا هو المنطلق الحقيقي الذي نرغب في تكريسه كإعلاميين في تبليغ الرسالة العظيمة إلى الطاقم التقني الذي يقوده الزاكي بادو في ملحمة كروية ثانية في تاريخه التدريبي.. والرجولة يعرفها الجميع داخل هذا الأسطول الموحد في نوايا استعادة مجد المنتخب الوطني وليس تكريس ثقافة الأنا والمكر الخفي بين الأشخاص مثلما ساد ذلك في أول تجربة الزاكي مع المنتخب وكيف اعترضته سوء النية حتى بعد الإنجاز الكبير بتونس.. والرجولة تعني أن مصطفى حجي الجديد التقني ورجل الكرة الذهبية إلى جانب الكرة الذهبية للزاكي ومعلمة عزيز بودربالة ونجمية سعيد شيبا (المعقدة أموره التعاقدية مع القناة القطرية) لا يمكن أن تزيغ عن التشارك في المسؤوليات والتضامن بين الجميع وتغليب المصلحة الوطنية عن المشاكل الثنائية المعروفة بين بودربالة والزاكي، ما يعني أن غسيل الماضي لا يمكن أن يفيد المغاربة في أي شيء إذا سارت الأمور على طبيعتها السابقة، وإلا لماذا وضع بودربالة كجديد مرحلة في هذا السياق مع أننا لا نعرف حقا كيف هي طبيعة العلاقة التواصلية بين الزاكي وبودربالة مع أنهما صانعا مجد المغاربة كرويا.
والرجولة تقتضي اليوم وضع مصالحة ذاتية بين الطرفين حتى ولو قيل عنها موجودة بين الزاكي وبودربالة حتى يتأكد المغاربة من حقيقة سكة الفريق الوطني على حقيقة الصفاء، والرجولة تقتضي فوق كل ذلك وضع اليد في اليد لترسيخ هلامية الحدث وصناعة القرار الذي يريده أقوى اللاعبين إنجازا غير مسبوق في تاريخ الكرة المغربية، والرجولة تقتضي في نهاية المطاف زرع دينامية القتالية التي أومن بها لدى المدرب الأرجنتيني سيميوني الذي أعاد هيبة أتلتيكو مدريد بالصلابة وروح الفوز، ما يعني أن الفريق الوطني المغربي يجب أن يكون على هذه الدرجة العالية من القتالية في صناعة النتيجة والأداء ومضاعفة المردودية.
«كونوا رجال» 
الفريق الوطني المغربي الذي يجب أن يعرفه الطاقم التقني ليس ملكا لأي كان، بل ملك لكل المغاربة الذين باركوا عودة الثقة للزاكي ومن معه من الجيل الجديد، وسنواجه كل ما من شأنه أن يحدث شرخا لهذه الثقة بالنقد النزيه لكل النوايا والأخطاء المفترض أن تحصل في مسيرة الزاكي وحجي وشيبا وبودربالة برغم وضعه منسقا عاما للمنتخبات الوطنية، والنية أبلغ من العمل كما يقال، ولا نريد هذا النوع من المشاكل الثنائية التي سادت الطرفين وأن تسود مجددا محيطا تقنيا مسؤولا بالدرجة الأولى عن نتائج الفريق الوطني، مع أن هذه الإشكالية قد لا تغيب عن مجموع اللاعبين وقد تؤثر على مسارهم فيما لو حيكت المصائد والأفخاخ بين الرجلين إذا غابت المصالحة الجادة، وهذا هو مربط الفرس كما يقال في حكاية عهد آخر مع الأطر الوطنية التي ينقطع بينها الخيط الأبيض من دون أن تعي أن الخيط الأبيض هو من صناعة الشعب لهذه الثقة الشاملة، وأتمنى من قلبي أن يكون الزاكي وبودربالة على وثر الأخوة وصادقا بعيدا عن الشائعات التي تزرع الفتنة. 
«عليك يا ربي»
هذا الدعاء الرباني تمليه الضرورة في أي وقت وزمان، وما دمنا أمام  عهد جديد من الإرتياح والثقة التي سادت انتخاب الجامعة برئيس من مرتع الكرة، وزادتها الثقة الكبرى باختيار إرادة الشعب للناخب الوطني الزاكي بادو، فلا يسعنا إلا أن نبارك هذا الخطو الجدير بالإنصاف والرغبة في تغيير وضع الكرة بالبلاد عن طريق تحصيل الألقاب الدولية لرفع المنتوج الكروي بالمغرب، وأهم اللحظات القوية هي قراءة عقلية الزاكي أولا كيف ولد سابقا مع إنجاز 2004، وكيف نضج مع السنوات العشر الأخيرة، هل هو نفسه في قراءة الميدان والمنتخب والنوايا وأعداء النجاح؟ أم تأكد من أن المنتخب أفضل ألف مرة من تدريب نادي عادي لا يملك أصلا مفهوما للإحتراف؟ أم أن تحديه الجديد وتسرعه بخلق الحدث لها نبرات فكرية جديدة في التعامل مع اللاعبين والمسؤولين كل في موقعه بالإحترام والمسؤولية؟ أم هناك تصور جديد للزاكي لوضع منتخب كبير يتلاءم مع أقوى اللحظات الكبرى؟
وعليك يا ربي نربحو معاه شي حاجة.