من يسقط في الإختبار السنوي هو فاشل ومؤهل لإعادة التأهيل والدراسة، ومن يسقط إلى الدرجة الثانية في كرة القدم بجميع أقسامها، فإما هو فاشل في التدبير أو فاشل في قراءة أرقام الإنقاد، أو يريد السقوط أصلا.
وعندما سقط الوداد الفاسي الذي عاش فصول دراما كروية على مدار السنين الأـخيرة وفي غياب كلي لجمهور الزمن الجميل، فأكيد أن انهياره أملته مشاكل عصيبة وخطيرة ابعد لأن تريحه من صدام إفراغ البيت والجيب وسوء الإهتمام وغياب المسؤولية.
وعندما سقط السلاويون بتاريخ النزول والصعود المياوم لفريق لم ولن يكون على الإطلاق مشروع بطل، فلأنه خسر رجاله وناسه وعشاقه ومدينته ، ولأنه تأبط شره وشر أرقامه غير المحسوبة للإنقاد .. ولأنه داوم على الإستهتار بمشروع كروي فاشل في مدينة تفوق المليون نسمة من دون إيجاد فريق الأحلام من منتوجها الخاص كما كان ذلك في الزمن الجميل.
وعندما تحجج السلاويون بسقوطهم على أنه مخدوم من عدم شرعية فوز المغرب الفاسي لظلم حكم اللقاء بمطلق العبارة، فلماذا غيروا فوزهم بأكادير إلى هزيمة وضعتهم في الجحيم؟ ولماذا استقالوا عن مهمة الموت على النتيجة في مباراة حياة أو موت  كما يطلق في التعبير المجازي لمثل هذه الأشياء؟ ولماذا لم يلعب السلاويون بقتالية لقاء موسم مصيري محسوب فيه كل شيء من أرقام إنقاد الآخرين؟ ولماذا وضع السلاويون أنفسهم في مصيدة آخر نزال لا يدركون أنه مطروح لمعادلة واحدة وهي الفوز بالبقاء مثل معادلة البارصا التي أهدرت لقب الليغا بملعبها في آخر مباراة مصيرية؟
المشكلة أن بكاء سلا على مصيرها الدرامي أملته مصائب كثيرة في منطوقها التقني والتغيير السلبي لمدربين غير مستقرين على حالهم ومشروعهم، وأبدا لا يمكن لأي مدرب أن يعمل في ظل هذه الفوضى التقنية ما دام يقبل بالإشتغال على أن يظل عاطلا، وكل من اشتغل في هذا الوضع الذي ربما عاين فيه أشياء غريبة يتحمل مسؤوليتها حتى ولو قبل بالإنقاد . ومشكلة سلا لا يمكن أن تتأسس على مباريات الغير حتى ولو كانت مطبوخة، ولكن من يتحجج بما فعله الآخر، فلأنه لم يرد أصلا الموت على بقائه بالدعم المالي الخاص للاعبين ورفع المنح مثلما قدمت أسفي لقاء هلاميا أمام الرجاء، ولأن الأرقام المحسوبة للبقاء يعتد بها انطلاقا من مرحلة الإياب وليس في آخر دورة بمقاس أن التلاعبات عادة ما تحصل في الخفاء أو عنوة في المباريات بكثير من الأفكار الجهنمية، وما حصل لجمعية سلا هو نتيجة حثمية لتدبير سيء للمسار والطموحات والأهداف التي يقاس على إثرها النجاح والفشل وليس للتعلق على مباراة فاس التي كان فيها التحكيم نقطة سلبية وقاتمة، ولو فازت سلا بأكادير لسقط المغرب الفاسي حتى بفوزه على الحسيمة.
قال لي سلاوي مناصر: «ما عندنا فرقا ولا رجال ولا هم يحزنون».
قلت له: «كانت عندكوم فرقا في الثمانينيات حتى التسعينيات وكانوا الرجال واللعّابة، ومن ذاك الوقت لدابا كتقصروا بالطلوع والهبوط، وما تقلق غا تبقاو هكذا وغا طلعو وغا تهبطوا، ولكن تسنّاو واحد الزمان غا يجي شي مسير مسخوط اللي غا تربحوا معاه البطولة».
نهاية، هذا هو مصير الكرة الخداعة والمنفوخة بهواء المكر، فالرجاء أضاع البطولة لأنه لم يحسبها جيدا، وتطوان احتضنت اللقب رغم أن مصيرها كان معلقا ولكنها دبرت ذلك بالسيطرة والقراءة الجيدة، بينما نزل الوداد الفاسي بمشروعية ذات القرار الذي يقول بذلك لأنه سقط منذ مدة، بينما جمعية سلا أهدرت البقاء لأنها تعرف ذلك جيدا من دون الإستناد على اللقاء الأخير، وتعرف لماذا وكيف سقطت من البارجة؟