في مشاورة خاصة مع الناخب الوطني الزاكي بادو حول وضعية الفريق الوطني وأهلية كشكوله وأسطوله العام بما في ذلك الوجوه المحترفة الشابة والقادمة في أفق كأس إفريقيا، لم يستسغ ردة البعض من أن التلويح بالأسماء الواعدة والتي تظهر بجلباب القيمة العالية مع أنديتها الشهيرة على أنها من المفروض أن تكون ضمن الأولويات المقبلة، وفي ذلك أكبر الأخطاء لأشياء لا يراها البعض واقعية وبخاصة عندما يكون المستقبل منفتحا أمام لاعب في درج التألق لكن اختياره لحمل قميص بلاده يكون بين نارين وربما متناقضا أو متسرعا، بينما الواقع يقول أن ما يعيشه اللاعب المحترف في صغر سنه وصولا إلى الفريق الأول به محيط عصيب على مستوى العائلة والعقلية الخاصة باللاعب والنادي على عكس اللاعب الذي يصل إلى سن 24 سنة أو 25 ليكون مكتمل النضج والقيمة والإختيار الشامل.. أما وإن كان الحديث على خلق مزرعة موسعة لمستقبل كبير فيحق القول على أن الأمور ترتبط بمشروع تقني يلازم الناخب في إطار عقد ساري المفعول لإنجاز وتكوين منتخب كبير وعلى مدى محترم يحق أصلا ضبط الأمور على قواعدها الصلبة.. وعلى مستوى آخر لا يمكن – يقول – الزاكي أن تختار محترفين بالجملة لأن الكثير منهم يلعب في نفس المركز، بينما واقع الحال أن تختار الكفاءة العالية للتقيد بنفس الدور أو الأدوار الممكنة التي يحسن إتقانها أي محترف، ما يعني أنني أمام ركام كبير من الإختيارات العاقلة للأدوار التي يمكن أن نربحها في سياق الحدث المقبل.
طبعا، لا أجدني خارج نطاق الرزانة التي يتمتع بها الزاكي لأنه يعلم جيدا التحدي الكبير الذي ينتظره في أقل من خمسة أشهر للوقوف على فريق وطني من اختياره على كل الأوضاع وبخاصة تلك التي كنا وما زلنا نحرص على التدقيق فيها من جانب الفراغات التي يحدثها عامل الحراسة والرواقين الدفاعيين والوسط السقاء والوسط البنائي والخلاصة الهجومية التي يتأسس عليها مجموعة من الركائز المهمة في معادلة القناصة الحقيقيين، لذلك أشاطر الزاكي في مكنون ما يوحى إلى البعض من أن استدعاء مثلا منير الحدادي من صناعة البارصا حاليا والزج به في الفريق الوطني الأول سيكون من الغباوة الآن مثلما هو حال حكيم مستور مع الميلان أو غيره من الجواهر التي يلزمها الوقت لتدبير المستقبل على نحو جيد والتقرب أكثر من أهاليهم لإستقطاب حبهم لبلدهم، وأكثر من ذلك التواصل معهم تلقائيا إن كانت لهم الإرادة لقطع مراحل الدولية، ولكن في اللحظة الحالية لا يمكن المغامرة بهم في ظل مرحلة دقيقة من كأس إفريقيا نحن بحاجة إلى أن نضمن فيها سمعة المغرب باللقب أو أكبر المراحل الموصلة إلى النهائي. 
المشكلة في أن البعض فينا من الإعلاميين لا يقرأ الأمور بالتحليل الدقيق للوقائع ويتعجل بالمناداة على أي نجم صاعد وكأن مكانه موجود بالمنتخب الوطني، بينما واقع أي منتخب في العالم يحتم على الأسطول أن يكون متلاقحا ومنسجما لمدة طويلة وليس لمباراة واحدة، ومن يصنع الفريق هو المدرب ومن يصنع المدرب هم اللاعبون، صحيح أن الزاكي في أول تزكية حضوره مع المنتخب الوطني عام 2004 إختار الشماخ كأصغر لاعب موهوب، لكن في عمق الجواب أن الشماخ اختار المغرب عن قناعة الإنتماء والتعلق الكبير بعائلته للمغرب بينما اليوم هناك أسر مغربية في المهجر تساعد أبناءها على اختيار بلدان يعيشون بها ويصعب إقناعهم بحمل القميص الوطني، واليوم يجد الزاكي نفسه في الفرن المغاير لسياسة إيجاد فريق وطني في زمنه ومكانه القريب بالحدث القاري، ويصعب حتى إقناع أي نجم صاعد من مؤدى الإلتزام مع العائلة والوسط والنادي والدولة التي يلعب فيها مع أن أجيال اليوم الصاعدة كثيرة على التي عاشها الزاكي قبل عشر سنوات مع الشماخ، ولديه جيش عرمرم من المحترفين الصاعدين لكنه ليس في نفس الحالة الإستقرارية التي تمهد له تحقيق الكثير من الأهداف في ظل عقد ملغوم مع الجامعة.