من آخر مباراة بورندي لما يقارب أربعة أشهر الى مبارتي افريقيا الوسطى ذهابا وايابا نهاية الشهر الجاري، تفتقت الكثير من الأحداث الوطنية في شقها الإفريقي للأندية الوطنية وعبر سياقات الكؤوس الإفريقية التي عبر بها  النجوم الدوليون للرباعي الوداد والرجاء وبركان وحسنية أكادير الكثير من المحطات الشائكة قربت الجميع إلى أدوار نصف النهائي، مثلما عاش المحترفون الكثير من المحطات الرائعة على الواجهات الأوروبية والمحلية إلا القليل من الإستثناءات التي وضعت لاعبين بعينهم في مفترق التنافسية الهشة أيرزهم ياسين بونو الملتحق باشبيلية دون أن يكون له وزن إلا خلال أواخر شهر فبراير الذي حظي  فيه بالرسمية بعد إصابة الحارس الصربي فاكليش، ثم فيصل فجر الذي كان واحدا من قطع غيار نادي خيطافي قبل أن يخرج كليا عن التوهج وحتى من فيلق الإحتياط مثلما هو حال الدولي أيت بناصر الذي لم يستطع اثبات مكانته ببوردو. ولكن عامة المحترفين يتواجدون في وضعية رائعة على المستوى القيمة والتطلعات الخاصة بأنديتهم وحتى على مستوى الكوطة التي رفعت العديد منهم في أسلاك العالمية بعد نيل حكيمي جائزة أفضل للاعب واعد وانتقال الدولي زياش إلى شيلسي في أعظم تحول تاريخي للاعب، وانتقال النصيري إلى إشبيلية كخط تصاعدي لا بد من الإشارة إليه على مستوى طموحات اللاعب التصاعدية من الأندية المتوسطة إلى الأندية الكبيرة.
 وسياقات الحديث عن الفريق الوطني الذي يتأسس من المحترفين بأروبا والمحترفين بالمغرب، يجرنا اليوم إلى رفع درجات التعبئة بين مسار الدوليين المتواجدين بالأندية الوطنية وإن كانت على قلتها بالفريق الوطني مثل (التكناوتي، وبانون، وجبران والحداد)، وهو ما يؤرق الناخب الوطني لكون إشتعال المنافسة القارية للرباعي المغربي في سياق التناغم الإفريقي والإحتكاك الرائع هو ما يعطي أولوية رئيسية للوجوه المفترض أن تكون ضمن الأسطول ولو أن الكثير منهم موجودون في عرين المنتخب المحلي، ولكن درجات هذا العرين تصاعدت أمام قوة هذا الرعيل في حرق المراحل وبرز العديد منهم لدرجة فرضت الضرورة أن يكون أكثر من أربعة لاعبين، وأعتقد أن الناخب الوطني خليلودزيتش  الذي عايش معظم مباريات البطولة الوطنية والمسابقات القارية دون الكثير من المعطيات التي قد تمنحه درجة الإقتناع بالمنتوج الوطني وعلى درجة عالية لرفع الكوطة داخل العرين وإن كان توجه الناخب يرمي إلى توثيق الأسماء التي حضرت مباراة بورندي بكافة المحترفين مع استثناءات ستكون جوهرية إذا راعينا الغياب التنافسي لفيصل فجر وايت بناصر وعمر القادوري وزهير فضال ومزراوي المصاب، وهو ما يعطي الأولوية لتوسيع قاعدة المحترفين بالبطولة الوطنية.
 وعموما، يمكن التأكيد على أن أسطول المحترفين بـأوروبا، يعيش حالة ثقة وسخاء كبير في العطاء والقتالية على الدور في كافة البطولات الأوروبية وفي سائر الأدوار الخطية إلا باستثناءات قليلة هي من ستضع الناخب أمام لائحة قوية في الإحصائيات الجاهزة ولو أن بعضا ممن حضر أمام بورندي رسميا (فضال وفجر ومزراوي) هم في أسوإ حالاتهم التنافسية والصحية وقد يكون تعويضهم أولوية القادم من المباريات بشكل جوهري. وعلى مستوى كل الخطوط، يبدو واقع الحضور الكبير للمحترفين في أقوى حالاتهم دفاعيا من خلال أبرز الرسميين، ونفس الأمر ينسجم مع خط الوسط  ولو أن بعضا من الإختلالات الجانبية (فيصل فجر خارج السياق، وزياش المصاب مؤقتا) لن تشكل عائقا مثلما يعيش الخط الهجومي أروع مرحلة في توثيق الحضور في كافة سياقاته العالمية من قبيل يوسف العرابي ويوسف التصيري وأسامة الإدريسي ونور الدين أمرابط وحتى عليوي نسبيا. 
 ولذلك يمكن التأكيد على أن الفريق الوطني القادم في نزال  إفريقيا الوسطى، سيكون مرحلة أخرى في جديد معطى الثقة المفترض أن ترفع كوطة المحترفين بالمغرب.